العملية الديمقراطية ومستقبل العراق

mainThumb

29-12-2013 12:33 PM

يستعد الشعب العراقي في هذه الأيام للانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تجري في أواخر شهر نيسان ألقادم، وهي أقسى انتخابات سيشهدها العراق بعد عشر سنوات من تكرار الوجوه والشعارات وقطع ألوعود.
وتكتسب هذه الانتخابات أبعاداً سياسية وأهمية بالغة في ظل الواقع العراقي المتشابك والمعقد ، وتدهور الأوضاع الداخلية ، وازدياد العمليات الإرهابية العشوائية والممنهجة ، التي تقوم بها مجموعات مسلحة ذات بعد طائفي ، غالبيتها من عناصر القاعدة والحركات الوهابية التكفيرية المتطرفة ، وذلك بهدف إشاعة ثقافة الخوف وتقويض الأمن المجتمعي ، وتأجيج وإشعال الفتنة ، وترسيخ القبلية والطائفية والعرقية .


وتخوض القوى المدنية الديمقراطية هذه الانتخابات في إطار جبهوي تحالفي هو (التحالف المدني الديمقراطي) ، الذي يضم بين مركباته ومكوناته التيار الديمقراطي المكون من الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الأمة العراقية وحزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة العمل الديمقراطية وشخصيات ديمقراطية مستقلة مع الحركة الاشتراكية العربية وحزب الشعب وأبناء الحضارة ، فضلاً عن شخصيات اعتبارية ونوعية مستقلة من الساسة الديمقراطيين يشهد لهم بالنزاهة ونظافة اليد والحرص على المشروع المدني الديمقراطي وموضوعة الدولة المدنية الديمقراطية ، وهو تحالف قائم على توحيد قوى التغيير والإصلاح واليسار والمدنية لأجل عراق حر ومستقل تسوده العدالة الاجتماعية والديمقراطية .


ومن الممكن أن تمثل هذه الانتخابات البرلمانية نقطة تحول في تاريخ العراق ،  فإما الاستمرار في نهج التبعية والعفن والفساد المالي والإداري المؤسساتي والمحاصصة الطائفية الذي تدار على أساسه البلاد ، وتفتيت مقومات العراق  ونهب ثرواته ومقدراته لسنوات طويلة قادمة ، وإما انتصار نهج التغيير والإصلاح والبديل الديمقراطي الذي قد يفضي لتغيير حقيقي ، باعتبار أن هذه الانتخابات فرصة تاريخية لالتقاط الأنفاس للعملية السياسية ووضع حد للاحتراب الداخلي الطائفي الدموي وتقسيم العراق وتجزئته في نهاية المطاف .


هناك أمل أن ينهض العراق مما يمر به حالياً من أزمة سياسية بنيوية ومحنة اجتماعية ، وفساد مستشرٍ ، وتراجع ثقافي وفكري ، ووضع اقتصادي منهار ، إلى دولة موحدة ومستقرة تتجه نحو مستقبل ديمقراطي . وهذا يتطلب من الشعب العراقي الخروج إلى صناديق الاقتراع وحسم المعركة لصالح قوى السلام والخير والنور ، القوى الديمقراطية والليبرالية والمدنية والتقدمية واليسارية والمتنورة ، القادرة على قيادة السفينة إلى بر الأمان بصدق وأمانة ونزاهة وكفاءة وشفافية وإخلاص ، وبناء دولة المواطنة والعدل والمساواة والضمانات الاجتماعية وتحقيق الاستقرار ، وتجفيف مستنقع الإرهاب والعنف الدموي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

المومني: علينا رفض جميع محاولات التشكيك

تكريم طالب لوقوفه احترامًا للسلام الملكي خارج أسوار المدرسة

وزير الأوقاف يتفقد الحجاج في مكة المكرمة

ترفيع 6 متصرفين إلى رتبة محافظ وإحالتهم للتقاعد .. أسماء

منتخب السيدات لكرة القدم يلتقي نظيره البنغالي الثلاثاء

وثائق سرية تكشف احتجاز الصحافي الأميركي تايس في سوريا

القوات المسلحة تحبط تهريب مخدرات بطائرتين مسيرتين

‎ملحق لمذكرة التفاهم بين مؤسسة الغذاء والدواء وبلدية الكرك 

مؤسسة الغذاء والدواء تحتفي بعيد الاستقلال التاسع والسبعين

بلدية إربد الكبرى تحدد دوام سوق الخضار المركزي خلال عطلة العيد

226 ألف متر مياه مستعادة بإزالة اعتداءات قناة الملك عبدالله

الهاشمية تستحدث 5 برامج جديدة في شهادة الاختصاص العالي في الطب

ضعف الإقبال على الأضاحي رغم وفرتها في الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار

أسعار النفط ترتفع أكثر من دولار بعد قرار أوبك+

أوتشا: الاحتلال الإسرائيلي يخنق مدنيي غزة في 18% من القطاع