ثورة 25 يناير تصحيحا لمسار ثورة 23 يوليو المجيدة

mainThumb

02-02-2014 08:20 AM

احتفل أحرار الأمة العربية وكل دعاة التقدم والحرية في العالم ومصر الشقيقة بشكل خاص بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير التي كانت في الحقيقة تصحيحا وتصويبا لثورة 23 يوليو التي انحرفت عن المسار وتراجعت عن أهدافها ومبادئها منذ ردة السادات الرجعية في 15 مايو أيار عام 1971م .

 فقد جاءت ثورة 25 يناير لتصحيح تلك الردة التي  زادت بشكل قوي بعد حرب أكتوبر أيضا بعد أن أصبح للسادات شرعية على حساب دماء آلاف الجنود المصريين الذين ضحوا وخان السادات تضحياتهم وجعل من دمائهم جسرا للتطبيع مع الصهاينة والأمريكان ، حيث عادت مصر إلى أسوأ ما كانت عليه قبل ثورة 23 يوليو .

 وظن النظام في مصر السادات وعلى طريقة حسني مبارك أن الشعب قد استسلم لمقاديره حتى تفاجأ السادات نفسه بثورة يناير الأولى في 17 و 18 من عام 1977م ، ويومها فقد السادات أعصابه وأخذ يتهم الشعب الذي يتحدث باسمه بأن ثورته أو انتفاضته هي انتفاضة لصوص وحرامية وكاد أن ينهار نظام السادات لولا المؤسسة العسكرية وتدخلها الذي جاء مشروطا بتراجع السادات عن رفع الأسعار وهكذا كان ، ليكمل خليفته حسني مبارك مسيرة السادات وأضاف إليها كل مصائب الكون وجفف كل ينابيع السياسة وأصبحت البركة (السياسية) فارغة تكسر رقبة كل من توهم بوجود مياه حسب تعبير الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل .

 واستمر هذا التصحر نحو 40 عاما بدأها خجولا حتى حرب أكتوبر وبعد ذلك أصبحت الردة والخيانة وكأنها وجهة نظر ، وخلال العقود الأربعة عانى الشعب المصري خلالها كثيرا  وجرى سحق كل محاولة جادة لعودة النظام لرشده ومنها ثورة مصر التي كان بين قياداتها الدكتور خالد جمال عبد الناصر رحمه الله والشهيد محمود نور الدين وابن الثائر حسين الشافعي الذي لا اذكر اسمه ، حتى أن النظام المصري منذ عام 2000م ، ومع بدء حكاية التوريث انقطع عن العالم وترك القيادة لأسرته ولابنه المغمور والزوجة التي أرادت أن تكون زوجة رئيس سابق وأم رئيس حالي متناسين الشعب تماما .

 هذا الشعب الذي يعتبر من أرقى الشعوب في المنطقة وحتى العالم وأكثرها حضارة وتاريخ يعود إلى أكثر من 7000 آلاف عام ، وكانت أنظار كل المتابعين والمهتمين تتجه للمصر ولسان حالهم يقول أن الشعب المصري لن يقبل بتلك المهازل ولن يعود إلى ما قبل ثورة 23 يوليو التي كانت حلم جميل تحقق الكثير منه وبقي الأكثر ، وجاءت ردة السادات ومن بعده مبارك لتعيد مصر إلى المربع الأول .

وهكذا جاءت ثورة 25 يناير الثانية مختلفة عن يناير الأولى عام 1977 م ، حيث جاءت يناير الثانية في الخامس والعشرين بعد أن استوفيت كل شروطها وخرج الشعب وكان أكثر إصرار على خلع نظام كامب ديفيد ، وعبّر عن ذلك برفع الكثير من الشعارات الناصرية ومن أجيال لم تعاصر جمال عبد الناصر ، وكان موقف القوات المسلحة منحازا لإرادة الشعب وهكذا تم خلع الدكتاتور في أعظم حركة تصحيح لمسار ثورة حدثت منتصف القرن الماضي وجاء التصحيح في العقد الأول من القرن الواحد والعشرون.

 وساد بعد ذلك حالة من الإرباك لعفوية الثورة وعدم وجود قيادة منظمة لها حتى انتخابات الرئاسة والبرلمان الذي يعتبر نجاح الطاغية محمد مرسي وجماعة التأسلم ظاهرة ملفتة للانتباه ، وانحاز الشعب المصري بنسبة النصف + 1  لانتخاب العياط الذي للأسف خان الأمانة وانتهك الحريات وتسبب بالفوضى وأراد أخونة الدولة ، الأمر الذي جعل الشعب المصري الذي منحه الثقة أن يخرج لنزعها عنه في إطار نفس الثورة وتكملة لها يوم 30 يونيو حزيران .
وكما هو الجيش المصري دائما انحاز للشعب وإرادته وخلع الطاغية وكان الجيش المصري بقيادة المشير الذهبي عبد الفتاح السيسي  الذي انحاز لمطالب الأمة وإرادة شعبه وخلع الطاغية وأتباعه والمستفيدين من دكاكين التاسلم السياسي الذين هم من يثير الفوضى اليوم محاولة لإرجاع عقارب الساعة للوراء وقدوتهم حسني مبار ك الذي قال أنا أو الإخوان ،وجاء الإخوان ليقولوا نحن أو الدمار .
 
ولكن جاء الشعب المصري وقواته المسلحة بقيادة المشير السيسي ليقولوا لا حكم إلا للشعب ولا شرعية إلا ما يقرره المصريون وأن عقارب الساعة لن تعود للوراء هكذا أعلنت مصر شعبا وجيشا وأمنا وقيادة مؤقتة وافق عليها الشعب .
 
ثورة 25 يناير التي نحتفل بذكراها هذه الأيام كانت حالة استثنائية عن مسار الثورات التي عرفها التاريخ حيث أثبتت فعلا بأنها تصحيحا لمسار ثورة 23 يوليو وإكمالا لها وخرج الشعب لتصحيح مسارها بعد محاولة سرقتها من التيار المتاسلم ، وكان الشعب وجيشه بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي بالمرصاد لكل من يريد بعودة الساعة للوراء ، التيار المتأسلم وهذا معروف أعلن بعد استلامه السلطة في غفلة من الزمن بأنهم باقون 400 عام على الأقل ولكن أثبتوا فشلهم السياسي وبأنهم لا يختلفوا عن نظام المخلوع إلا بالمسميات وشعب مصر بقيادة المشير السيسي صحح مسار ثورة 25 يناير وأقر الدستور الجديد رغم عن أنف الإرهابيين ، ووضعت مصر نفسها أمام أول خارطة الطريق ، صحيح أن هناك حالة من الإرباك والتخبط والتجاوزات المؤسفة ولكن مصر لن تعود للوراء ، وإقرار الدستور بالاستفتاء التاريخي هو المقدمة الأولى لخارطة الطريق وتحدي الإرهابيين القتلة الذين يلبسون رداء الإسلام وهو منهم براء .

ومصر التي قام شعبها بثورتين خلال عامين لن تكون مستعدة بعد ذلك بإعادة حركة التاريخ للوراء ولا شك أن ثورة يناير هي الأساس والتصحيح لمسار ثورة 23 يوليو المجيدة ، وهكذا التاريخ متواصل .

رحم الله شهداء تلك الملحمة ومن قدموا أرواحهم في تلك الثورة العظيمة وسيواصل شعبنا العربي في مصر مسيرته بعد الثورة نحو الأفضل بعد كل التجارب التي مر بها رغم أنف الإرهابيين والظلاميين والفاسدين ومن يقف خلفهم .

في الذكرى الثالثة لثورة يناير كل عام ومصر أرضا وشعبا وجيشا وأمنا بألف خير ، ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد