الرئيس الذي سجنتهُ سـماحته ..

الرئيس الذي سجنتهُ سـماحته ..

16-02-2014 06:52 PM

الرئيس الدكتور محمد مرسي, أسم اختلفت فيه ألآراء وتضاربت, فهناك المؤيد وهناك المعارض, وهناك من غابت الحقيقة عنه وهناك ألمغيب وهناك من يكره الأخــوان ولأ يريد ان يفهم, وهناك من ساعده الأعـلام وشوه له الحقائق وقلب الأبيض أسود والأسود أبيض, وهناك من يعرف الحقائق ولكن يصر على انكارها لتضاربها مع مصالحه ومكتسباته التي تحققت في ظل الحكم العسكري الذي دام لأكثر من ستين عام وهذه الفئة هي رأس الحربه وهي من جمّلت الأنقلاب في عيون السيسي ودفعته اليه دفعا .

وهـنا في هذا المقال سأنقل لكم حقائق عـن مصر, والحقيقة الجلية الآن ان في مصر فريقين او طرفين, الطرف العسكري ومن سار في ركبه من رجال أعمال وقضاة ومؤسسات إعلاميه والطرف المدني المتمثل بالإخوان ومن تعاطف معهم وأمن بعدالة موقفهم.

دعونا نتحدث بالبداية عن الطرف العسكري, وهو الطرف الأقوى في هذه ألمعادلة ماذا يريد ولعل الجواب يكون واضحاً اذا عرفنا مجموعة حقائق عن ضباط ولواءات الجيش المصري, بالتحديد منذُ عام 1991م أخذت جمهورية العسكر تتوغل في مفاصل الدولة المصرية بشكل سريع ومدروس وكان شعارهم في هذه المرحلة ( امنحك الولاء لتمنحني منصب) وساعدهم في تحقيق ذلك نظام حسني مبارك  القائم على المحسوبيات والمصالح المتبادله فأخذ نظام المخلوع مبارك يعدهم بتعيينات بعد التقاعد بمناصب قيادية في الوزارات والهيئات الحكوميه والشركات المملوكه للدولة , وعلى سبيل المثال فان الظباط الذين يتقاعدون برتبة لواء كانوا يحصلون على مكافئة نهاية خدمة تعادل 6600 دولار وراتب تقاعدي 500 دولار شهري, وهنا يكون أحتمال تعيينه في منصب حكومي بعد التقاعد فرصة وحافز لولأء وأنتماء أعـمـى يمنحه راتب شهري يتراوح بين 16000 ألف دولار و20000 ألف دولار.

هذه الميزة التي تحصّل عليها لواءات الجيش المصري يلحظها أي متابع للشأن المصري فنجد 99% من المناصب القيادية من محافظين ورؤساء هيئات ومدراء عامين يشغلها لواءات سابقين في الجيش المصري, وقد يقول البعض ما العيب في ذلك؟ وانأ سأقول له اين ألعيب عندما يكون في مصر علماء أمثال أحمد زويل ومجدي يعقوب ومصطفى السيد وفاروق الباز وكريم رشيد و مجدي بيومي وعصام حجي وهاني عازر وغيرهم الألاف, هذه العقول هي مؤهلة وقادرة على الإبداع في أي مجال, وليس العقليات العسكريه التي لأ تتقن شيئاً سوا الضبط والربط والخطط العسكرية التي لم ينجح منها إلا واحدة (تدمير خط بارليف) .

وهناك عشرات الامتيازات والمكتسبات التي بات من المستحيل أن يتخلى عنها العسكر في مصر, فهناك نظام يسمى ( الأستدعاء) وهي عقود تبدأ بستة اشهر وتجدد غالباً الى ما شاء الله, وتصدر لكبار الظباط بعد التقاعد وتسمح لهم بالبقاء بالزي العسكري والحصول على الراتب بجانب التقاعد وما يحصل عليه من الوظيفة المدنيه الحاليه (سواء كان محافظ او مدير عام ) وهو ما يعني ديمومة الراتب وديمومة اللباس العسكري وديمومة المكانه الاجتماعية, ناهيك عن الهبات التي قد تكون بأشكال مختلفة, فربما تكون قطعة ارض او فيلا ناهيك عن المناصب السابق ذكرها.

هذا كله قادنا الى ما نحنُ فيه أليوم وهو دولة داخل دولة أو ما يسمى بجمهورية الظباط امتدت واتسعت فهيمنت على الإدارات المحليه وتواجدت بقوة في الأجهزة الرقابية الحساسة وعلى رأسها الجهاز المركزي للمحاسبات, فضلاً عن العديد من الأجهزة ألحكومية والقطاعات الخدمة المدنية في الجامعات والكليات, ومجالس البحوث والإذاعة والتلفزيون والصحف القومية, والنوادي والاتحادات الرياضية المختلفة .

وفي ظل كل هذه النعم, جاء الدكتور محمد مرسي ليقول كفى وليعلنها دولة مدنية يتساوى بها افراد الشعب في الحقوق والواجبات, ويعلنها مدوية للعالم اجمع بإن مصر ستنتج غذائها وتصنع دوائها وتصنع سلاحها, هذا التصريح لم يرضي اطراف داخليه ولا خارجية, وهنا بدات المؤامرة وكانت بقيادة المجلس العسكري وبمساعدة ما يمتلك من اذرع داخل المؤسسات الأعلاميه والقضائية وغيرها, فأخذت عجلة الأعلام تدور وبدأت الإشاعات تحاك وبدا عهد ألكذب فهناك من قال بأن الرئيس مرسي قد باع قناة السويس وآخرون قالوا بإن الرئيس تنازل عن سيناء لمصلحة حماس وتنازل عن حلايب لمصلحة السودان, وبأنه قد اخون مفاصل الدولة جميعها, وبإن من اتى به وزيراً للدفاع هو اخواني(السيسي) وتكالبت قوى الشر جميعها ضد ألرئيس وكان رغم خطورة الموقف يتعامل بسماحة مع الجميع ضناً منه بإن مسيرة الإصلاح سيكتب لها ألنجاح إلا ان التيار كان جارف والخطط كانت موضوعة بدهاء والسيناريوه معد والمخرج السينمائي حاضر بقوه ليخرج علينا مشهد يصور من خرجوا في ميدان التحرير والأتحاديه بـ 33 مليون مصري, علماً ان هناك جهات عديدة أكدت أن ميدان التحرير لأ يتسع لأكثر من 900 ألف شخص وأن محيط الأتحاديه لأيتسع لأكثر من 700 ألف شخص, ولنفرض أن جموع المصريين في الأمكن الآخرى كانت تقدر بـمليـون شخص, أي ان مجموع من خرج في 30 يونيو لا يتجاوزوا ال 3 مليون شخص, وان غالبيتهم مواطنين شرفاء !! وعسكريين بزي مدني, اذن كيف خرج علينا الأعلام المصري مدعي بإن من خرجوا تصل أعدادهم لــ33 مليون, لأ غرابه في ذلك اذا عرفنا من هم القائمون على الأعلام الآن وبإنهم مجرد اذرع لجهات معروفة وكشفت عن نفسها بنفسها.

وفي النهاية كان للمجلس العسكري ما اراد, فحكم البلاد والعباد, بعد ما قتل ما يقرب من 7000 شهيد في الحرس الجمهوري ورابعة والنهضة ورمسيس وأعتقل ما يقرب من 21 ألف من قيادات أخوانيه ووطنيه أمثال المستشار محمود الخضيري وأبو العلا ماضي وأحمد ماهر وغيرهم الكثير من شرفاء مصر, وباتت مصر على حافة الانهيار الاقتصادي والأخلاقي والغريب في الأمر أن الأعلام الآن صامت, وهنا لابد ان نتذكرانه في عهد الرئيس مرسي أرتفع الناتج المحلي من 1.8 الى 2.4 في اول تسعة شهور من حكم مرسي, وشهدت اعداد السائحين في الفترة نفسها زيادة من 8.2 الى 9.2 مليون سائح, وزاد انتاج مصر من محصول القمح بنسبة 30%, بالإضافة الى انتهاء طوابير الخبز وتوفر انابيب الغاز والاستعداد لأصداربطاقات ذكيه لتوزيع المشتقات النفطية, وزيادة الحد الأدنى للأجور ووضع حد أعلى للأجور ووضع كادر للمعلمين وكادر للأطباء يحسن من ظروف معيشتهم, وإعفاء الفلاحين من ديون سابقة تراكمت وأرهقت كأهلهم, هذه بعض من انجازات الدكتور محمد مرسي الرئيس الذي رفض استلام راتب رئيس الجمهورية مدة العام الذي حكم به, الرئيس الذي رفض الأقامة في القصر الجمهوري وبقي في شقته في التجمع الخامس, الرئيس الذي كان يصلي الفجر بالمسجد جماعة, الرئيس الذي تعامل مع كل مكونات الشعب المصري بكل طيبه وسماحه نراه اليوم عفواً لأ نستطيع ان نراه نسمع أنه في سجن برج العرب والتهمه مشرفه لكل عربي قومي يعتز بعروبته (التخابر مع حماس) فتشوا في كل الدفاتر ليجدوا فساد ليجدوا اختلاس فما وجدوا فكانت جريمته العظمى هي التخابر مع حماس.

أيها الرئيس لأ تحزن ان الله معك, قال تعالى : ولينصرنّ الله من ينصرهُ إن الله لقوي عزيز, هاهو الأنقلاب يتخبط, يعتقل من كانوا في يوم من الأيام اذرعه أمثال قيادات 6 ابريل ويقمع الطلبه في الجامعات, يعتقل ويسحل الفتيات, واذرعه في القضاء تصدر احكام ب17 عام على الطلابه وخمسة اعوام وعامين وعام لمجرد التظاهر فقط, وهاهي الحالة الاقتصادية تتراجع والتضخم يزداد والسياحه تتوقف تماماً, وعادت القبضة البوليسيه اسوا من قبل, وهذه مؤشرات قوية لأندحار الأنقلاب, لن يهنأ يوماً من سفك دم مسلم من أجل مال او سلطان, أقسم أنك لن تهنأ بحكم مصر يا عبد الفتاح السيسي, وإن غداً لناظره قريب, , وان الله سيحق الحق عاجلا ام آجلا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد