الاردن ليست مزرعة تفريخ ولا رحما مستعارا - د. احمد عويدي العبادي
ملحوظة :( من لا يعجبه فكري الوطني الاردني فأرجو ألا يقرأ هذا المقال والا يضيع وقته بقراءته)
الوطن البديل صار كابوسا بوجهين الاول خوف الاردنيين منه والثاني طمع الوافدين في تحقيقه، وبالتالي فهو قضية خطيرة ولا يجد الناس ما يطمئنهم وهم يرون الاجراءات الرسمية والافعال، تسير على قدم وساق في تحقيق هذه المؤامرة على الاردن وفلسطين بعكس ما نسمعه من اقوال.
وزادت المخاوف الان بأبعاد جديدة بدخول النازحين العراقيين والسوريين والبدون والمصريين وشتى المنابت والاصول ممن يسمونهم ابناء الاردنيات ؟؟؟؟ إلى بلادنا تحت عنوان الظروف الانسانية حتى صرنا كالأيتام على مآدب اللئام في بلاد ابائنا واجدادنا، وصرنا نبكي عليه ونحن نراه يتلاشى وينتهي امام اعيننا، ولكننا بكل تأكيد سنحافظ عليه مثل الرجال.
فالوطن شيء والدولة شيء اخر. فالدولة مؤلفة من اربعة عناصر هي: ارض وشعب ومؤسسات واعتراف دولي وهو الشرط الرابع الجديد الذي أضيف إلى مكونات الدولة والنظام / أي نظام بالعالم
واما الوطن فهو ارض معلومة الحدود تتسع او تتقلص حسبما هي قوة اهلها، وله اهل يرتبطون به منذ الاف السنين، وفي اقل حال للمجاملة نقول: مئات السنين، وينتج عن تلاقح وانصهار الارض بالإنسان عبر التاريخ ما يسمى: الوطنية.
والوطنية قائمة على اربعة عناصر هي: الارض والشرعية (الجغرافية والطبيعية والتاريخية وقبور الاجداد لان القبور جذور) والهوية وهي التي تربط الانسان بأرضه وابناء وطنه حتى ولو حصل على او حمل جنسية اخرى، والمشاعر التي تختلج الانسان فيما نسميه في فكرنا بالحركة الوطنية الاردنية: الجينات الوطنية، وقد لا يملك الوطني قبرا ويبقى وطنيا، وقد يملك المستوطن الاف الدونمات ولا يكون وطنيا.
وهنا ياتي الفارق بين الهوية من جهة، والجنسية من جهة اخرى، وشتان بينهما فان أيا منا قد إن يحصل على جنسية اخرى ولكن لا يمكن للإنسان إن يكون له هوية وطنية الا هوية واحدة لها روحيتها وارتباطها. فالهوية قائمة على الشرعية المتجذرة.
ولكن وللأسف الشديد إن الاجراءات الرسمية بالاردن تحاول القول او البرهان إن الجنسية هي الهوية وان ما يسمى بالمواطنة القائمة على منح الجنسية (بطرق غير مشروعه او مختلف عليها في أحسن حال) هي الوطنية بحد ذاتها، وفي الحقيقة انني لم أجد مسئولا يميز بين الهوية والجنسية والشرعية والظروف الانسانية للأسف الشديد، ولا بين الوطنية والمواطنة، والحقوق الاصيلة وما يمكن تسميته بالتسهيلات الخدمية اليومية.
واما الوطن البديل فهو ايجاد مأوى للنازح او الهارب من بلاده او المتآمر عليه , فيتحول الملجأ إلى نمط من التسهيلات ثم إلى الحصول على الجنسية لينسى وطنه الاصلي ووطنيته ويتحول وجوده في البلد الجديد إلى احتلال لهذا البلد، واحلال مكان شعب هذا البلد , في الرزق والحياة , وفي الجنسية معتقدا انه صار صاحب هوية جديدة او مزدوجة او الحالية, ويتحول إلى المطالبة بما يسميه الحقوق والى اعتبار الوطن الجديد هو وطنه للمكاسب , ويتخيل ان اهل ذلك الوطن هم اعداء الوافد وانه يجب اجتثاث اهل البلاد الاصليين بحجج كثيرة واهمها الدعم الصهيوني والمتصهين ودعم امريكا لمخططات اقتلاع الشعوب .
وبناء عليه فالأردنيون اهل مثلث مكون من : الهوية والشرعية والوطنية يعيشون تحت كابوس مرعب , اسمه : الوطن البديل , وهم يرون الاردن صار موئلا لكل مخرجات المآسي العربية وتوطينهم فوق احواض المياه التي هي ثروة استراتيجية للأردنيين وملك مشاع لهم وليس لسواهم , إلى يوم القيامة ولا يجوز تلويثها او تحويلها إلى مستوطنات تتحول إلى مدن ويطالبون غدا بنهب حقوق الاردنيين وشرعيتهم في سبعة مكونات هي : الحكم والتحكم والسيادة والقيادة والسياسة والحكومة والادارة , ورغم إن هذا الرقم (7) يشكل طيف نجمة العلم الاردني السباعية ( السبع المثاني ) الا ان الاردنيين محرومون من ذلك ويكتفى بهم ان يكونوا الادوات ليس الا .
وبناء عليه كنت اقول منذ ربع قرن ونيف ولا زلت: إن الاردن هي الاردن وفلسطين هي فلسطين وحينها تم وصفي بالعنصري والحاقد والمفرق بين عناصر الامة، وتمت معاقبتي عليه بالسجن والاذى والحرمان والظلم والتشويه والشيطنة الظالمة. واليوم صار الجميع يقولون ماقلناه. ويتبنون فكرنا في هذه الجزئية وغيرها الكثير
واقول اليوم للأردنيين جميعا ولمن يهمه الاردن وهويته وشرعيته ومستقبله ومصيره
الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين وبناء عليه فان ذلك يجب إن يتبعه موضوع الهوية والشرعية والوطنية والجنسية ايضا وليس مجرد كلام، منافي للإجراءات التي تتم على الارض.
واقول ايضا وانا ارى مخطط توطين ملايين السوريين في بلادي وتوزيعهم على القرى الاردنية في رسالة تخويف للأردنيين انهم إذا طالبوا بحقوقهم فمصيرهم كالسوريين في الشتات والذل، اقول: إن الاردن هي الاردن وسوريا هي سوريا، نحن نعرف من المعلومات والمخططات ضد الهوية والشرعية بهذا الصدد ما يجعل الناس ينفجرون لو عرفوا ما اعرف، ولكننا نمسك الان على الاقل لعل اصحاب القرار يثوبون إلى رشدهم في هذا الصدد
واقول ايضا ونحن ننتظر نزوح ملايين العراقيين فضلا عن الاعداد الهائلة لدينا إن الاردن هي الاردن والعراق هي العراق
واقول ايضا وانا ارى مخطط تجنيس البدون (بحجة واهية انهم من ابناء البادية الاردنية وهم ليسوا كذلك): إن الاردن هي الأردن والبدون هم البدون.
واقول ايضا وانا ارى مخططا لاستقطاب المصريين من العمال إلى ائمة المساجد: إن الاردن هي الاردن ومصر هي مصر
ومطلوب من اصحاب القرار ليس محاولة منع الاردنيين من الكلام من مخاوفهم على بلدهم ولا التهديد بمعاقبتهم ان تكلموا , ولا نشر قائمة بأسماء اربعة ملايين من اصحاب الهوية والشرعية والوطنية , وانما طمأنتهم حول ما يتم تداوله من الحديث عن مخطط يصبح فيه سكان الاردن خلال سنيتن أكثر من عشرين مليونا أي إن نسبة اهل الهوية والشرعية سيكون اقل من 15% وان نسبة من يحملون الجنسية من اهل الهوية والشرعية وسواهم لن يزيد عن 25% وحينها ستقول امريكا وهي صاحبة القرار على العالم إن ليس من حق الاردنيين إن يبقى اسمهم على عنوان هذه الدولة وحينها سيلغى اسم الاردن ويسمى شيئا اخر ونصبح نحن اقلية، وتلغى هويتنا وشرعيتنا. (وهذا اختصار خطة كيري)
هذه هي مخاوفنا من الوطن البديل الذي يعني الاحتلال والاحلال للهوية والشرعية والجنسية والغاء الوطنية الاردنية.
ولا يمكن اسكات الاردنيين عن الحديث فيه ابدا، لأنه مصيرهم ووجودهم وهويتهم وشرعيتهم ولا يدرون اين تذهب الامور؟ ولكن في نهاية المطاف فان المفكر هو من يصيغ معالم الطريق الوطني ولا اقول السياسي، وان الناس يسمعون من المفكرين ليروا إلى اين هم ذاهبون، وها قد يبينا ذلك.
واستذكر بهذه المناسبة قصة سيدنا موسى عندما طلب من الله سبحانه داعيا ((يا رب كف السنة الناس عني). وكان رد المولى جل وعلا، بسرعة صاعقة بقوله سبحانه (تأدب يا موسى فلم أكف السنة الناس عن نفسي فكيف اكفها عنك). والقصة الاخرى ايضا في ذات السياق كما ذكرها القرطبي في تفسيره قال: وقال كعب الأحبار: أصاب بني إسرائيل قحط فخرج بهم موسى عليه السلام ثلاث مرات يستسقون فلم يسقوا (بضم الياء)، فقال موسى: إلهي عبادك، فأوحى الله إليه إني لا أستجيب لك ولا لمن معك لأن فيهم رجلا نماماً قد أصر على النميمة، فقال موسى: يا رب من هو حتى نخرجه من بيننا،
فقال الله سبحانه: تأدب يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماما... قال: فتابوا جميعاً فسقوا
فالله سبحانه هو ان من خلق الخلق ووهبهم الحقوق الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والعقل والضمير، ليقولوا مشاعرهم وتطلعاتهم، وكان يستطيع سبحانه أن يخلقهم بدون السنة حتى لا تتطاول عليه، ولكنه ولحكمة يعلمها وحده اختار أن يخلقهم بألسنة حتى وأن تطاولت عليه.
فكيف للأردنيين وهم يرون التطاول عليهم وعلى وطنهم وشرعيتهم وهويتهم، إن يصمتوا عن الكلام المباح؟
وإذا كان هناك جدية في عدم تحويل الاردن وطنا بديلا لعدة شعوب عربية كما أسلفنا فلا يمكن للأردنيين إن يصدقوا التصريحات الرسمية الا إذا راوا الاجراءات التالية:
1- الغاء التجنيس الذي تم بعد فك الارتباط وقوننة ذلك، ووقف التجنسين واعتباره خيانة وطنية عظمى.
2- اعادة السوريين إلى بلادهم وعمل ملاذات امنة لهم على الحدود مع سوريا ووقف استقبال المزيد.
3= منح ابناء غزة والفلسطينيين، واؤلئك الذين يحملون البطاقتين الصفراء الخضراء ومعهم حق العودة. اقول منحهم جوازات سفر فلسطينية وارقام وطنية فلسطينية بدلا من الاردنية للحفاظ على هويتنا وهويتهم.
-4= رفض تجنيس البدون والعراقيين، وسحب الجنسيات ممن تم تجنيسهم مهما كان السبب والقرار.
3- عمل العفو العام وفتح صفحة جديدة مع الاردنيين
4- عدم تجنيس ما يسمى ابناء الاردنيات وعليهم إن يحصلوا على جوازات سفر ابائهم ويعودوا لأوطانهم ضمن خطة محكمة وعلى مراحل، فالأردن ليس مزرعة تفريخ ولا رحما مستعارا.
5- إن اهل الهوية والشرعية يزدادون بالتكاثر الطبيعي فقط واما ما سواهم من سائر الجنسيات العربية فيتكاثرون بالهجرات والتهجير والاحلال والنزوح ومنح الجنسيات لمن هب ودب.
6- وبدون هذه الاجراءات فان الاردنيين لن يتوقفوا عن الحديث في المخاوف من الوطن البديل وانه لا يمكن تحقيقه ولو مهما كلف الثمن. فالجنسية ليست هوية وما يسمى المواطنة ليست وطنية.
ولا بد في نهاية المقال إن اشير الى قصيدة الشاعر العراقي معروف الرصافي الذي عاش بين 1875 -1945م يصف بها حال الأمة منذ عشرة عقود ونيف (وينطبق الحال على الاردنيين الان)
يا قـوم لا تتكلَّـموا إن الكــلام محـرَّمُ
ناموا ولا تستيقظـوا ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ
وتأخَّروا عن كلِّ مـا يَقضي بـأن تتقدَّموا
ودَعُـوا التفهُّم جانبـاً فالخير ألاَّ تَفهـمـوا
وتَثبتُّوا في جـهـلكم فالشرُّ أن تتعلَّــموا
أما السياسة فاتـركوها أبـداً وإلاَّ تندمـوا
إن السياسـة سـرُّها لو تعلمون مُطـلسَمُ
وإذا أفَضْتم في المبـاح من الحديث فجَمْجِموا
والعَدلَ لا تتوسَّمــوا والظلمَ لا تتجَّهـموا
من شاء منكم أن يعيش اليوم وهــو مُكرَّمُ
فليمُس لا سـمـع ولا بصر لديه ولا فــمُ
لا يستحـق كرامــة إلا الأصم الأبكــمُ
ودع السعـادة إنمــا هي في الحياة توهُّــمُ
فالعيش وهـو مـنعٌّـم كالعيش وهو مذمّـمُ
فارضوا بحكم الدهــر مهـما كان فيه تحكُّمُ
وإذا ظُلمتم فاضحكـوا طربـاً ولا تتظلَّمـوا
وإذا أُهـنـتم فاشكروا وإذا لُطمتم فابسـموا
إن قيـل هـذا شهدُكم مرٌّ فقـولوا علقــمُ
أو قيـل إن نهـاركـم ليـل فقولـوا مظلـمُ
أو قـيـل إن ثِمـادكم سيـل فقـولوا مُفعمُ
أو قيل إن بلادكـــم يا قوم سـوف تقسَّمُ
فتـحمّـدوا وتشكـّروا وترنّحـــــوا وتـرنّمـــــوا
أوبك بلس يرفع إنتاجه النفطي وسط مؤشرات إيجابية
الاتصال الحكومي تنظم ورشة حول الذكاء الاصطناعي
ملحم زين يعود بـ حلفتلك مع خوري
وزارة الاقتصاد الرقمي تعلن فتح باب التوظيف في تخصصات متعددة .. رابط
ارتفاع ملحوظ في حركة الحاويات بميناء العقبة
نواب يطالبون بإلغاء رفع معدلات الطب
تحقيقات وغرامات تهدد شركات التكنولوجيا
اللواء المعايطة يلتقي السّفير البولندي
الدفاع المدني يتعامل مع 1587 حالة طارئة
القوات المسلحة تشارك بإخماد حرائق سوريا بطائرات عسكرية
إغلاق حدائق الحسين استعداداً لصيف عمّان
أندية المحترفين تستعد وسط تحديات جديدة
مشاريع بلدية إربد معلقة بانتظار الموافقات الرسمية
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات