صحيفة السوسنة الأردنية

حصري السوسنة

تحويل الاردن إلى وطن بديل، هو الموضوع القديم الجديد بالنسبة لنا في الحركة الوطنية الاردنية، وكنا اول من نبه إليه ورفضه في معاهدة ام قيس عام 1919، وتخوفنا منه حرصا على بلادنا وعلى فلسطين معا، حيث نص البندان الثالث والرابع من مؤتمر ام قيس عام 1919 على ما يلي (ثالثاً: ان لا يكون لها (الاردن وحكومته) أدنى علاقة بفلسطين.

رابعاً: الدعوة لمنع الهجرة اليهودية منعاً باتاً ومنع بيع الاراضي لليهود ايضاً)

. وحذرنا في الحركة (منذئذ) من الذرائع والاجراءات المحمومة المجنونة الاستعمارية والصهيونية والمتصهينة والرسمية في اقامة الوطن البديل (منذ تسعين عاما ونيف والى الان)، واشتدت تحذيراتنا في السنوات الحديثة وهذه الايام.

1= وأول من اشار إلى الوطن البديل الرحالة الانجليزي لورنس اوليفانت في كتابه ارض جلعاد   1881 والذي ترجمته إلى العربية حيث رسم خارطة المنطقة الوسطى من الاردن ما بين نهر الزرقاء شمالا والموجب جنوبا لتكون البلقاء وطنا بديلا لمن يتم تهجيره او رحيله من اهالي فلسطين التي ستكون بدورها وطنا بديلا للصهاينة .

 2= ثم وفي وقت متزامن كتب الرائد الانجليزي كوندر كتابين من اعمال المساحة وهما. خيمة عمل في فلسطين، وكتابا اخر بعنوان (اعمال المساحة في فلسطين الشرقية/ ويقصد شرق الاردن) وترجمته شخصيا إلى العربية بعنوان (اعمال المساحة في شرق الاردن)، وقد سمى الاردن (فلسطين الشرقية ضمن المخططات المبكرة لإقامة الوطن البديل)

3=  ان الفكر التلمودي والتورات اليهودي والمتصهين يتحدث عن الاردن على أنها فلسطين الشرقية، وقد تم شمول سلسلة الجبال الشرقية من الاردن لتكون جزءا من فلسطين، وهذا ما اشارت اليه اتفاقية فيصل وايزمن التي رسمت جبال الاردن الشرقية كجزء من الوطن الموعود للصهاينة مضافا إلى فلسطين عام 1919  ، حيث وضعت خارطة تبين حدود الدولة اليهودية وتشمل مرتفعات شرق الاردن. وجاء في المادة الرابعة من الاتفاقية (-يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى ما يمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الاسكان الواسع والزراعة الكثيف)، وذلك يعني حث الهجرة الفلسطينية إلى الاردن لإفساح المجال لليهود هناك.

 , كما جاء في صدر الاتفاقية ما يلي (إن الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنظمة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنه، يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي ويتحقق أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون سبيل تقدم الدولة العربية وفلسطين ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما فقد اتفقا على المواد التالية( ( بلغت مواد الاتفاقية تسعة مواد ) ( ورابطها على الغوغل ).

 4=  ذكر المعتمد البريطاني اليك كركبرايد الذي مكث موظفا ثم معتمدا للحكومة البريطانية بالاردن منذ عام 1919 -1952 في كتابه (خشخشة الاشواك) الذي ترجمته شخصيا إلى العربية إن الاتفاق قد تم عند الموافقة على تأسيس الامارة بالاردن، على إن تكون الاردن مستودعا للهجرات الفلسطينية القادمة من فلسطين ليحل اليهود مكانهم في فلسطين (أن تكون الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين وتكون فلسطين وطنا بديلا لليهود)

5=  بعد عام 1949 تم اتخاذ الاجراءات لإلحاق الضفة الفلسطينية بالاردن تحت اسم الضفة الغربية وقد نشرت ( شخصيا )  سائر الوثائق المتعلقة في ذلك في كتابي تاريخنا الاردني بالوثائق ( في طريقه إلى الصدور بإذن الله وهو من سبعة مجلدات ) , وبعد خلاف الدولة بالاردن في حينه  مع الجامعة العربية التي رفضت الالحاق ورفضت الغاء حكومة عموم فلسطين التي الغاها الحاق الضفة الفلسطينية بالاردن ,  تم  ادراج اصطلاح  الالحاق تحت عنوان الوديعة, بدلا من الوحدة  والالحاق , ولا توجد ولو وثيقة واحدة  تبرهن على  موافقة أي اردني كائنا من كان على هذا الالحاق , او ما يسمى الوحدة بينهما  , واتحدى من لديه ولو وثيقة واحدة تبين توقيع اردني واحد على الالحاق او الوحدة المزعومة , إن يزودني بها او يغير ما بين ايدي من كتابة التاريخ . وانما كان الالحاق شرطا استعماريا من شروط تأسيس الامارة بالاردن، في اساسه في عام 1921، لتكون وطنا بديلا لفسح المجال والمكان للصهاينة لتكون فلسطين وطنا بديلا لليهود والاردن وطنا بديلا للفلسطينيين.

6= ولكيلا نطيل الحديث وعندي الكثير من الوقائع والوثائق الذي ملأ المجلدات، فان حملات التجنيس المسعورة لأبناء فلسطين تاتي ضمن مخطط تفريغ فلسطين من اهلها وتطهير الاردن عرقيا من اهله، وبالتالي حل المشكلة السكانية (الديموغرافية) الصهيونية في فلسطين على حساب الاردن.

 فالإجراءات الرسمية قائمة على قدم وساق لتنفيذ الوطن البديل ووضع الاردنيين في مخيمات في الصحراء في نهاية المطاف، وذلك يعني الكارثة على الجميع والمنطقة برمتها. وإذا كان المسؤولون يقولون إن الوطن البديل وهم واوهام، وليس حقيقة وارقاما، فلماذا يتم تجنيس ابناء غزة وابناء من تسمى الاردنيات، ومن تنطبق عليه شروط فك الارتباط أي انه يجب إن يحمل الجواز الفلسطيني بدلا من الاردني؟  ولماذا يتم إنشاء مخيمات بالاردن لاستقطاب فلسطيني سوريا ولبنان؟ ولماذا يتم استقطاب ملايين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين والبدون والمصريين بشكل سافر وعلني بحجج لا تقنع رضيعا ولا جضيعا.

أنها مؤامرة الوطن البديل على الاردنيين منذ مائة وثلاثين عاما، والتي تشترك بها سائر المؤسسات الرسمية وقطعان المتصهينين في الداخل والخارج على شكل كتاب (بتشديد التاء) ومنظرين ومنتفعين ومتقاعسين عن الجهاد، والله المستعان.

 والسؤال هل يفكر هؤلاء بما كان يفكر به القذافي ويتخوف منه عندما أغرق ليبيا بقطعان الغرباء والمرتزقة، لتكون موالاتهم له ولأسرته؟ فعاثوا بأهل ليبيا فسادا ونهبا واغتصابا وقتلا رأيناه على الفضائيات. ولنتذكر إن الاردن قد تحررت مرارا وتكرارا عبر التاريخ، وأنها نقطة العصب الحساسة للعالم كله، فهل يفهم هؤلاء ماذا يفعلون من دمار وخراب؟

لا اريد الاطالة، وعندي الكثير، ولكنني اقول


إن الاردن هو الاردن، ولن يكون الا لأهله الاردنيين، وان الهوية الاردنية ستبقى هي الهوية والشرعية. وان اصحاب مخطط الوطن البديل ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى في سورة المنافقين ووصفهم ((وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون (4

حفظ الله الاردن وهويته واهله وشرعيته، وسنفتديه بالمهج والارواح، وعذرا للإطالة بالنسبة للقارئ وهي بالنسبة لي اقل من رؤوس اقلام.