الذكرى الثالثة لاحتلال ليبيا

mainThumb

03-03-2014 10:19 AM

في السابع عشر من شباط فبراير الماضي مرت الذكرى الثالثة لاحتلال ليبيا الشقيقة وإسقاط نظامها الوطني مهما اختلف البعض مع نهجه ، في عملية  نصب واحتيال أممية تعرضت لها الشقيقة ليبيا وباركها للأسف وشرعنها جامعة الأنظمة العربية التي كان لها هي الأخرى ثأرا مع الزعيم الليبي الشهيد معمر القذافي بعد أن فضح عجزها وعراها في الكثير من اللقاءات التي يسمونها قمم وفضح الإعراب الخونة منذ أول قمة حضرها ألقذافي بعد ثورة الفاتح العظيم عام 1969م ، عندما خاطب فيصل عبد العزيز حاكم آل سعود بقوله يا فيصل اتقي الله وامشي مع جمال عبد الناصر أي مع وطنك وأمتك وليس مع أمريكا .

 وفي نفس القمة انتقد نظام العبودية في المغرب عندما رأى كبار المسئولين يقبّلون يد حسن الثاني وقال ألقذافي حينها ( تبويس أيادي في القرن العشرين ونظام عبودية ) وكاد أن يفقد صوابه رحمه الله عندما رأى الجنرال أو فقير قاتل الزعيم المغربي الشهيد المهدي بن بركة وطالب بمحاكمته أمام كل الحكام العرب ومنها بعد ذلك إلى قمة الدجاج في القاهرة  عام 1990م ، التي أعطت الشرعية لتدمير العراق الشقيق بذريعة تحرير دويلة الكويت ويومها قال ألقذافي (شو هالقمة التي يأتي بيانها النهائي باللغة الانجليزية أي من واشنطن وما على الحكام العرب إلا الترجمة للأوامر القادمة من واشنطن) ولكنه رحمه الله بحكم الواقع المؤسف لم يستطع عمل أي شيء لظروف الوطن العربي وارتهان  معظم حكامه للهيمنة الصهيو أمريكية خاصة بعد رحيل زعماء عظام مثل جمال عبد الناصر الذي كان نسيجا وحده وظاهرة قومية لن تتكرر ، وأحمد بن بيلا وهواري بوميدن (رغم انقلاب الأخير على رفيقه) وعبد السلام عارف في العراق والخلاف الذي حدث بين رفاق الطريق الواحد في العراق وسوريا الأمر الذي جعل للإعراب الخونة الكلمة العليا خاصة بعد ردة وخيانة المقبور أنور السادات وارتمائه في الحضن الأمريكي والتسليم بأن أمريكا هي  القادرة بنسبة 99% على حل قضيتنا المركزية فلسطين الأمر الذي ساهم بدور ما يعرف بالحقبة النفطية السوداء كقلوب حكامها وجعلت نظام العقيد الشهيد معمر ألقذافي شبه وحيدا ومكشوفا ومع ذلك عمل ألقذافي كل ما بوسعه أخطأ وأصاب ولكنه جعل لليبيا مكانا محترما بين العالم .

 يكفي أن يذكر التاريخ أنها الدولة الوحيدة التي حصلت على اعتذار من مستعمرها الايطالي وفي المقابل ومع نهاية الحرب الباردة وبدء نظام القطب الواحد الأمريكي الذي فشل ، جاءت تصفية الحسابات مع الأنظمة الوطنية التي ناكفت وعارضت أمريكا ، وكانت البداية في العراق ، وكان القذافي رحمه الله أول من حذر الحكام العرب قبل وبعد الاحتلال مما يحدث في العراق ، وبعد أسر الرئيس الشهيد  صدام حسين رحمه الله وبأول لقاء عربي على مستوى الحكام قال ألقذافي (( كيف نسمح بما حدث مع زميل لنا وقال باستهتار للحكام وغدا الدور علينا جميعا )) وكان يتحدث مع حكام فقدوا جميعا بوصلتهم مع أمتهم وشعوبهم واستبدلوا حتى قبلتهم التي أصبحت أمريكا وليس منطقة الحجاز في الجزيرة العربية .
الذكرى الثالثة لاحتلال ليبيا وما يمر بهذا القطر  العربي الشقيق يفضح كل أكاذيب بما يسمى بالربيع العربي ، وواقع ليبيا اليوم بعد ثلاثة أعوام من الاحتلال الذي يسمونه الراقصون على جراح الأمة بالثورة تناحر قبلي وكل قبيلة أصبحت وكأنها دولة بذاتها ، ولأن ليبيا دولة عربية مسلمة بنسبة 99%  أي لا يوجد بها تنوع مذهبي كان هناك الوسيلة الأخرى للاحتلال وهي القبلية بأبشع صورها وتخلفها وجعلها هي البديل لأن الهدف تقسيم الدولة ، وما تشهده ليبيا من احتلال واقتتال وبشاعة ، يؤكد ما نقول حيث مرت الذكرى الثالثة لاحتلال هذا القطر الشقيق وواقع الدولة الليبية يفضح كل أكاذيب الثورة المزعومة التي موّلها النفط العربي المأجور بأمر أمريكا والغرب وأنجزها الناتو بتدمير الجيش العربي الليبي واستشهاد معظم قياداته وعلى رأسهم معمر ألقذافي ووزير الدفاع الليبي وغيرهم ناهيك عن أكثر من نصف مليون ليبي وهذا رقم كبير ومهول قياسا مع عدد سكان ليبيا .

 وجريمة احتلال ليبيا شاركت بها كل الأنظمة العربية بلا استثناء ، ولا زلنا نذكر الإعلام الناطق بالعربية الفاجر الذي حتى الجيش الليبي البطل كان يسميه بقوات ألقذافي  ، والزعران والمرتزقة أصبحوا هم جيش ليبيا وثوارها المزعومين ،وعندما ننتقد ذلك للأسف نواجه بالكثير من كتبة التدخل السريع الذين وظفوا من قبل جهات معينة ليكونوا مجرد مهللين للاحتلال والقتل العشوائي حتى أصبح قول الحقيقة يكلف صاحبه الكثير ، وهناك جيوش جندت على كل شبكات التواصل الاجتماعي للردح والنعيق والتبشير بما يسمى بالربيع العربي الذي يحدثنا عن ثورات لا  أحد يعرف قياداتها ومن يدعمها ويمولها ، ثورات مزعومة لأول مرة في التاريخ تستدعي الدول الكبرى وتطالب باحتلال أوطانها ، هذا ما حدث في ليبيا ويحدث اليوم  في سوريا ثورات مأجورة تحطم المؤسسات العامة وتحل الجيوش الوطنية التي هي أساس الدولة وليس لأي نظام آخر ، وواقع الدول التي تعرضت للتدمير والتخريب يفقع العيون .

ليبيا كان موفر للمواطن فيها كل سبل العيش الكريم وسوريا لديها شبه اكتفاء ذاتي ، واليوم انظروا ماذا فعل الإرهابيين ثوار بني صهيون الجدد في هذين القطرين .


نعم لقد بدأ ما يسمى بالربيع العربي كما يسمونه صحيحا وعفويا وبدأ بأنظمة عميلة للغرب ولكن للأسف سرعان ما تم احتواءه وتغير مساره ليصبح فوضى خلاقة جعلت من المواطن يترحم حتى على أسوأ الأنظمة مثل نظام مبارك وزين العابدين .
احتلال ليبيا جريمة ووصمة عار ستبقى تلاحق جامعة الدول المسماه بالعربية ، نعرف أن العقيد معمر ألقذافي ارتكب أخطاء أهمها تدخل أسرته بالحكم خاصة أبناءه بدون أي صفة رسمية ولكن الحديث عن ثورة في ليبيا ليس صحيحا ، ما حدث في 17 شباط فبراير احتلالا بغيظا جاء ليس لأخطاء حكم ألقذافي ولكن لأجمل وأفضل ما في سياسة ألقذافي وهو دعمه لأمته وقضيتها المركزية فلسطين ورفض الكيان الصهيوني ، لذلك جاءت أمريكا والغرب بالمرتزقة والأفاقين وأسموهم ثوار عبر إعلامهم الناطق بالعربية حيث جاء التغير للأسوأ وليس للأفضل .


رحم الله كل الشهداء الليبيين وعلى رأسهم العقيد الشهيد معمر ألقذافي وكل من دافع عن تراب ليبيا بوجه برابرة العصر ومرتزقتهم وقوى الظلام والإرهاب التي يمولونها.
 وليس لدينا شك أن الشعب الليبي الذي أنجب المختار و ألقذافي وغيرهم من الشهداء سيحرروا وطنهم وستعود ليبيا إلى ما كانت عليه دولة حرة لكل أبناءها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد