تجارة مربحة وسوق الجملة للبشر

mainThumb

26-03-2014 09:02 PM

أحياناً أشعر بأن الحرية التي نطالب بها ما هي إلا نداءً لإقتتالات ونشر فتنٍ واغتصاب حقنا بما نطالب به  وهو (( الحرية )) ربما لأننا اسأنا منذ البداية ترجمة معنى الحرية ولم نضع بعض الخطوط النارية التي تظهر الخط الرفيع بين ماهية الحرية والتهاوي ؟!
الحرية الزائفة التي نعتنقها بجميع أبوابها قادتنا إلى شفيرٍ هش، وأزمات سياسية، وجعلت من النسيج الإجتماعي مُتلفاً، ولأننا نُطالب بالحرية أصبح لنا صوت وصوتنا مرئي ومسموع، وكلٌ يجتهد لإثبات فكره ومبادئه واعتقاداته التي يتبناها وعند وقوع معضلة مثل أهم قضايا المجتمع الدولي (( الاتجار بالبشر)) ،هنا يُصبح صوتٌ واحد لأذنٍ واحد وتُجهض أسس الحرية المُزعمة أهم قواعدها وأسسها ألا وهو (( حقوق الإنسان)) كيف لنا من الحرية ونحن ما زلنا في زمن العبودية المتخفي ؟!


يتاجرون بحاجاتهم ومُصائبهم ليستغلون حتى الصغير منهم، عن طريق توفير مأوى، عمل، علاج الخ..... ومن ثم استعبادهم وتجييرهم لأعمالهم القذرة.


إن النكبات السياسية المتتالية أتاحت الفرصة أمام المافيات للإتجار بالبشر وأمست التجارة الأربح، هناك اناس ينتظرون مصائب دولية انسانية سياسية مرضية اقتصادية اجتماعية لاستغلالها والإستفادة منها ، من هُجر من النساء والشباب والعجائز والأطفال، يرغمون على الهروب  من دكتاتورية مُتطرفة، ليجدوا أنفسهم بين أحضان تُجار الحرية المُزعمة ، ليبدأ العمل على قدمٍ وساق ، ما بين شبكات دعارة على مستوى، إلى تُجار مخدرات، إلى تجار أعضاء بشرية، وإلى ما يرفع سقف حساباتهم التي تقبع مشنشلة بالأرصدة في بلاد الموزنبيق ؟!


وعندما يقع التاجر بفخه ، نرى أنه يملك كل المبررات التي تخوله بالقيام بتجارته دون أن يصابه ضرٌ قانوني أو اجتماعي ، لأنهم على الأغلب يختبئون خلف ستار مؤسسات مُرخصة مثل مكاتب الخادمات الأجانب، ومراكز العلاج الطبيعي، ومكاتب السفريات، الا من رحم ربي ولا أعمم هنا ولكن هو الواقع وليس للجميع.


أما الشباب الضائع فمن السهل جداً أن تجعل أي شاب مُهجر أو ابن البلد الذي يعاني من التفكك الأسري وقلة الحيلة والفقر وانعدام التكافل الاجتماعي ، أن يعمل لديك بقهوة على ناصية الطريق يبيع القهوة وربما حبوب وحشيش والى آخره من المواد المخدرة، هذه حقائق ولا يعني بأن القانون مُتساهل معهم ولكن الظروف اليوم تفرض سطوتها وتبث سموم الفوضى بأنحاء العالم تحت شعارات طالبنا بها دون أن نعي كيف نوظفها؟ لا وجود للحرية ما دامت بعض العقول سقيمة وجاهلة وساذجة.


ولا يحق لنا الحرية بغياب الإنسانية، لكًل مفسدة نقاب تتسر خلفه،ولا حرية حقيقية مادام الفقر يقتات كرامة البشر، ولا حرية ما دمنا أذيال صناعات غربية.


وإن أردنا أن نمارس الحرية ، لنُطلق بوق الإستغاثة بصدق محاولين أن نسلط الضوء على تلك التجارة النتنة، ما بين خطف أطفال، وقتل وسرق وجرائم شرف وخلافه من مُخلفات الحرية . يقع السؤال قهراً ...... هل أخذنا حقنا بالحرية؟ وبماذا عادت علينا ؟


والله المستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد