الزعتري في مرمى الجميع !!

mainThumb

08-04-2014 07:07 PM

منذ 2012 وتشهد منطقة الزعتري تزاحماً من قِبل اللاجئين السوريين حتى وصل عددهم بالمخيم 176000 لاجىء ، لم يتبادر لأذهان المواطنين الأردنيين إلا التعاطف مع اخوانهم المنكوبين واقتسام اللقمة بينهم ولو ما تبقى لهم من فتات على حجم تلك الحشود لا يكفي الفرد الواحد، ولكن الرزق موزع للجميع .


الأردن معبراً لجميع النكسات السياسية وملجأ لكل مُهجر بطبيعة موقعه الجغرافي، علماً بأننا بلد يعيش على المعونات الدولية والعربية، ولا يوجد اكتفاء ذاتي ولا بنية صناعية تساعد هذا البلد الصغير للنهوض بنفسه.


 ومع كل تلك المعطيات،نرى أن الزعتري وسما سرحان والرمثا واربد أكثر المناطق المهددة بالفوضى نتيجة الأزمة السورية  ،لتلاصقهم  على الحدود وتعبئتهم باللاجئين. والمثير للقلق أن هنالك من يستغل تلك الأزمات لإثارة تلك الفوضى دون أن يلتفت أو يرى أبعاد تلك التصرفات وهذه الخطوات التجارية البحتة بمسمياتها الكثيرة، من تجارة سلاح إلى مخدرات إلى دعارة إلخ...  قد يكونون من  أبناء هذا البلد المُرهق  أو تلك الخلايا اليقظة التي تعيث بالأرض فساداً .الله أعلم ولكن التسهيلات التي تتم إلى حين كشف تلك العمليات، المتورط بها على الأغلب إبن البلد للأسف !!


لم تعد الطوائف والتقسيمات تستتر وراء حجاب، الملحد يعلن الحاده والشيعي يقول أنا هنا وخلافه من الطوائف يسطرون لوجودهم مكاناً يشيرون إلى أنفسهم به . بالنسبة لنا مع تعداد الجنسيات والإنتماءات قد لا نحتمل ما قد تبنيه تلك الخلايا لتجمعاتها ، وبحجم الضغوط الإقتصادية المعيشية الملقاة على عاتق المواطن قد تسول له نفسه بالإتجار إلا من رحم ربي ، وهذا مؤشر خطير لبداية اقتتالات بين أبناء هذا البلد للدفاع عن ما لهم وما عليهم ، ما حدث بالزعتري مؤخراً وقاد إلى جرح هذا العدد من الأمن الأردني مثير للحنق والأسف، وهذه الفترة الحساسة دولياً لها تبعاتٍ ستطالنا مِن من يحاول زعزعة أمن البلاد لأجنداتهم الخاصة ، أو أجندات رسمت له من قبل أيٍ كان !!


السماح للاجئين بالخروج من المخيمات بكفالات أو تهريب، ناقوس خطر يجب أن يبنى له سياسة تعاملية متينة وجديدة ، ليس لأنهم لا يحق لهم أن يغادروا المخيم بل لأن أغلبهم يغادرونه بطريقة غير شرعية ويحاولون قطع الحدود عودةً لسوريا والرجوع من جديد، لتهريب أسلحة وخلافه من الأمور غير الشرعية . والقوانين لا ترغمهم على البقاء بالمخيم ولكن تجبرهم على مغادرته بطريقة شرعية لحقن دائرة الفساد والتخريب .


والأردن بغنى عن هذه الفوضى التي لا تكسبنا إلا مزيداً من دماء شبابنا وتستغل ضعف أهوائهم وتعطي الفرصة لمافيات العملة بممارسة أعمالهم .


نحن الآن في قلب العاصفة وما سيطالنا من صهيلها لن يكون سهلاً ولا هيناً ويجب أن نُدرك ونعي بأن الفوضى الداخلية أخطر من الثورات والحروب وليس لها نهاية، ونحن نعول على أبناء هذا البلد وليس غيرهم بأن لا يقادون وراء ظروفهم أو جشعهم لحرق بلادهم، كبر مقتاً أن ندعي رفض الفساد ونكن نحن المفسدون  .  هل سيقتصر الأمر على الشمال ؟ وهل فعلاً هي منطقة منكوبة بألويتها ومحافظاتها ؟ وما الخطة البديلة لإحتواء تلك الفوضى ؟ هل سيستمر تدفق اللاجئين من سوريا ؟ وما مدى احتمال الأردن لهذه الأزمة؟ والأهم ماذا بعد ؟


ومن هنا أعاننا الله على القادم .


والله المستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد