دولة كان اسمها .. ليبيا
مسكين هذا الشعب العربي الأصيل، فما أن يخرج من مصيبة حتى يلج في كارثة. فنحن نعرف جميعا ولا زال عالق في أذهاننا الإحتلال الإيطالي الهمجي لليبيا لعقود طويلة والتي كافح فيها الليبيون وبذلوا الغالي والنفيس وسُجن الشعب بأكمله داخل سياج من الأسلاك الشائكة في الخيام وسط الصحراء وتحت لهيب شمسها الحارقة في واحدة من أكبر جرائم العصر في حق الإنسانية والبشرية جمعاء.
وكان حينها عمر المختار ورفاقه هم الأمل في تحرير الشعب من قيد الظالم ولكنه في الختام دفع حياته شنقا فارتقى شهيدا كدليل حي على نضال الشعب الليبي ضد المستعمر.
نالت ليبيا استقلالها في 24 ديسمبر 1951 وحكمها الملك السنوسي والذي وضع دستور الدولة الفتية وحاول قدر المستطاع ترميم البنيان المشروخ من خلال ضم الولايات الثلاث (برقة-طرابلس-فزان) واستمر في الحكم حتى أطيح عن عرشه بانقلاب الفاتح من سبتمبر في العام 1969 وذلك على يد الضابط المغمور معمر القذافي ومجموعة من رفاقه الضباط والذين تم تصفيتهم أو تهميشهم تدريجيا خلال عقود حكمه.
وهنا بدأت مرحلة جديدة قاسية ومظلمة في تاريخ ليبيا المعاصر، فلقد دخلت ليبيا النفق المظلم لمدة 42 عام اكتوى خلالها الليبيون بكل أنواع الظلم والقهر والاستبداد مع مغامرات القذافي وجنون العظمة الذي يحمله في ثنايا دماغه حتى أنه قارن نفسه بالأنبياء والرسل وخرج علينا بكتابه الأخضر الذي لا يوجد فيه ما يستحق القراءة. بدأت تباشير الربيع العربي تحلّ على ليبيا أسوة بمثيلاتها من الدول العربية وكانت الشرارة في بنغازي عروس الشمال (والتي أعلن فيها بيان الاستقلال) وامتدت النار حتى حرقت معظم أركان الدولة إلى أن وصلت لطرابلس العاصمة ليتهاوى عرش القذافي ويسقط قتيلا في أقبح صورة هو وابنه المعتصم وبعضا من حراسه في حين هرب من أهله من هرب ووقع في الأسر من وقع وانتهت حقبة القذافي الظلامية لتبدأ معها حقبة جني ثمار الثورة وربيعها.
لقد دفع الليبيون الغالي والنفيس من أجل تحرير بلدهم من براثن المعتوه الذي بعثر ثروات الوطن شمالا وجنوبا بحثا عن وحدة مزعومة هنا وارسال مرتزقته هناك.. مع كل هذه التضحيات تنفس الليبيون الصعداء أخيرا وبدأ الأمل يحدوهم في بناء دولة عصرية حديثة.. ولكن ما جرى ويجري الآن يشير إلى عكس ذلك. فكل المؤشرات التي نراها ونسمعها يوميا توحي بدخول ليبيا وسقوطها في مستنقع الفوضى ومنزلق الضياع ودخولها في نفق مظلم آخر لا يعلم نهايته إلا الله.
ما الذي جرى لهم؟ لماذا تشتت الليبيون جماعات وفرادى قبائل وأحزاب. هل هو صراع على المال والسلطة والنفوذ أم أن هنالك من زرع بينهم الفرقة والبغضاء، أم أنه الثأر من كل المناصرين السابقين للنظام الجماهيري السابق، أم أنه مزيج من هذا وذاك؟
بدأ الانفلات الأمني مع مقتل السفير الأمريكي في ليبيا ثم كرّت بعدها مسبحة الفوضى من خطف الدبلوماسيين وغيرهم من المسئولين الحكوميين، فما أن تشكل حكومة حتى تسقط وما أن يتم الإتفاق على رئيس للوزراء حتى يُختطف أو يهرب بتهمة الفساد المالي، وأما رئيس البرلمان فعلاقاته النسوية المشبوهة سرعان ما ستُسقطه عن كرسيه ناهيك عن اقتحام المسلحين لمقر البرلمان من أن أجل ضمان نجاح أحد مرشحيهم، المليشيات المسلحة التي تعيث فسادا في البلد فبعضها يسيطر على موانئ تصدير النفط وتصدره لحسابها الخاص وكلٌ يرى أنه يدافع عن مكتسباته وحقوقه فيقتلون وينهبون ويقطعون الطرق الرئيسة في الدولة وضاع الأمن والأمان وجلس المواطن الليبي يرثي حاله وحال موطنه متمنيا زوال الغمة وسطوع شمس الحرية التي افتقدها طويلا.
ولكن السؤال المطروح ألا يوجد فعلا من بين قادة الشعب الليبي من يتّسم ببعد النظر والحكمة ولديه الرغبة الحقيقية في إصلاح الحال وبناء دولة ديمقراطية عصرية؟ أم أنها لعنة القذافي تلاحقهم حتى بعد مماته غير مأسوفا على أيامه؟ الإجابة واضحة لكل ذي لب.. بلى فالأمة العربية ولادة والشعب الليبي مثله مثل غيره لديه الكثير من المخلصين والشرفاء وذوي العقول الراجحة والذين لديهم الرغبة الحقيقية في إصلاح الأوضاع ولكن هذه الفئة في معظمها قد تم إقصائها أو آثرت الصمت السلبي خشية على أرواحهم وممتلكاتهم وضاعوا في زمن الفوضى والبحث المسعور عن المال بعد عقود جدباء.
فإذا كان هنالك من عقلاء فلا بد لهم من التحرك سريعا قبل أن يفوت الأوان من أجل كف أيدي العابثين بثروات الوطن والمواطنين ومقدرات الشعب الليبي ومكتسباته المتبقية.
فلا حل إلا بالوفاق والاتفاق وأما انتهازيو الحروب وتجار الكوارث فهم موجودون في كل زمان ومكان وهذه الفئة من المخلوقات لن تنقرض ولكن من الممكن قطع يدها قبل أن تبدأ بسرقة المال العام وتستغل اضطراب الأوضاع وعدم استقرارها. وها هي بوادر الانقسام وتفتت الدولة الليبية قد بدأت تلوح بالأفق وها هم الليبيون يهربون من هذا الجحيم في قوارب الموت عبر البحر المتوسط بحثا عن الأمان والرزق الحلال ومات منهم الكثير وأنقذت السلطات البحرية الإيطالية الآلاف منهم. هذا أول الغيث حيث أكدت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي أن المتوقع ازدياد وتيرة الهجرة من الليبيين لتصل إلى 600000 مواطن في المستقبل القريب. وختاما فما هي إلا شهور معدودة وستكون ليبيا مجموعة دويلات يحكم كل منها مجموعة من المليشيات والباحثين عن المال والسلطة وتضيع معها ليبيا الموحدة للأبد ونجلس سوية نبكي على أطلال دولة كان اسمها ذات يوم... ليبيا.
الأمن العام : مدافئ الشموسة أداة قتل داخل منازلكم
وزير الشباب: المنتخب الوطني قدّم أداءً مميزًا في مواجهة المغرب
السلامي: ولي العهد أخبرني بأن الملك سيمنحنني الجنسية الأردنية
ترامب يقول إنه سيلتقي نتنياهو “على الأرجح” في فلوريدا
الحوثيون يعتقلون عشرة موظفين يمنيين إضافيين في الأمم المتحدة
البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب
الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع عقب موجة قرارات البنوك المركزية
علي علوان يفوز بجائزة هداف بطولة كأس العرب
الملكة تشكر النشامى .. "أداء مميز طوال البطولة"
احتفالات صاخبة في شارع محمد الخامس بالرباط بعد تتويج المغرب بكأس العرب 2025 .. فيديو
الملك يشكر النشامى .. "رفعتوا راسنا"
منتخب النشامى وصيفًا لكأس العرب 2025 بعد فوز المغرب في النهائي المثير بلوسيل
إحالة 16 موظفا في الإدارة المحلية إلى التقاعد
الأردن والمغرب إلى الأشواط الإضافية بعد تعادل مثير 2-2 في نهائي كأس العرب 2025
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
ارتفاع جنوني في أسعار الذهب محلياً اليوم
وزارة الأوقاف تُسمي ناطقها الإعلامي الجديد
اعلان توظيف صادر عن المحكمة الدستورية
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
اليرموك تُدرج متحفي التراث والتاريخ الطبيعي على منصة تريب آدفيزور
كتلة هوائية شديدة البرودة تضرب المملكة بدءاً من الاثنين
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
إحالة مدير عام التَّدريب المهني الغرايبة للتقاعد
الضمان: تعديلات تشريعية مرتقبة للمنتسبين الجدد وتعديل سن التقاعد مطلع 2026
مهم بشأن الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
صرف 5 ملايين دينار معونة شتوية لأكثر من 248 ألف أسرة
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً

