طائر القطا عند العرب

mainThumb

09-05-2014 08:24 PM

جاء ذكرُ طائر القطا في الشعر العربي بشكل واضح وجلي ، وخاصة في وروده الماء ثم رجوعه الى مَفْحَصِه بسرعة هائلة !

قال أبو زياد الكلابي : إنَّ القطا تطلبُ الماءَ من مسيرة عشرين ليلة .

وهو طائر صحراوي ، وهو على نوعين :

1 – الكُدْري : غُبْرُ اللَّوْنِ ، رُقْشُ البطون و الظهور ، صُفْرُ الحلوق قِصارُ الأذناب .

2 – الجوني : سُوْدُ بطونِ الأجْنِحةِ والقوادمِ ، وظهرُها أغبرُ أرقطُ تعلوه صُفْرَةٌ ، وهي أكبرُ حجما من الكُدْري . وهي لا تُفْصِح بصوتها إذا صَوَّتَتْ ، وإنما تغرغرُ بصوت في حلقها ، والكُدْرِيَّةُ أفصح تنادي باسمها .

وزاد الجوهري نوعا ثالثاً : ( الغطاط ) .

ومشيُها فيه تَثَنٍّ ! فلذلك شُبِّهَ مشيُ النساء المُنَعَماتِ بمشيها ، وفي الأبيات المنسوبة لهند بنت عتبة – رضي الله عنها – :

نَحنُ بناتُ طارقٍ

.... نمشي على النَّمارق

مَشْيَ القطا النَّواتِقِ .
 
وتقصدُ هندُ – رضي الله عنه – بالقطا النواتق أي كثيرات الولادة وهذا مما تُمْدَح المرأةُ به ، ولكنْ في هذا الزمان استجاب المنهزمون أمام الحضارة الغربية وأصبحوا يقلدون الغربَ حتى في تقليل النسل ! ووُجِدَ من الصَّعافقةِ من يُسَمِّي المرأة الناتق : ( فقَّاسة ) استهزاءً وسخريةً !!

وقد ضربَتْ العربُ المثلَ بهذا الطائر :

1 – ( بيضُ القطا يحضنُهُ الأجدلُ ) يُضْرَبُ في الشريف يأوي إليه الوضيعَ .

2 – ( لو تُرِكَ القطا ليلاً لَنَامَ ) يُضَرَبُ لمن حُمِلَ على مكروه من غير إرادته .

3 – ( أقصرُ من إبهام القطا ) .

4 – ( ليس قطا مثلَ قَطِيْ ) أي ، ليس الأكابر مثلَ الأصاغر .

5 - ( أصدقُ من قطاة ) ؛ لأن القطاة إذا صَوَّتَتْ قالت : ( قطا ، قطا ) .

6 - ( أهدى من قطاة ) ؛ فهي تقطع المسافة البعيدة ليلا ؛ لورود الماء ثم تعود الى مفحصها وفراخها دون أن تُخْطِئها !

 ( أَنْسَبُ من قطاة ) ؛ فهي صادقة الانتساب الى فصيلتها ، فلا تنتسبُ الى غير نوعها ، كما نرى كثيرا ممن يلبسُ لباس العلم وفي يوم وليلة يختلقُ له نسباً وَيَدَّعيه مثل المدعو ( أسامة عطايا عثمان ) المعروف في الشبكة العنكبوتية ب ( ابي عمر العتيبي ) ! فالقطا أصدقُ من أسامةَ .

وقد جاء في الحديث الذي أخرجه ابن خزيمة

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

( ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة ) !

وَمَفْحَصُ القطاة هو موضعُ بيضها ومَجْثَمِها في الأرض ، فهي لا تبيض على الشجر ولا في رؤوس الجبال بل تَفْحَصُ الترابَ ثم تضعُ بيضَها  .

وقد أشار كثيرٌ من أهل العلم الى النُّكْتَةِ في ذكر الرسول – صلى الله عليه وسلم – بناء المسجد مع ذكر مفحص القطاة ؛ لأن القطاة ملازمةٌ للصدق ، وكذلك من أراد بناء مسجدٍ فلا بدَّ من الصدق والاخلاص في ذلك !

ونزيد أيضا نُكْتَةً أخرى أن القطاةَ معروفةٌ بالهداية ( أهدى من قطاة ) فلا بُدَّ في بناء المسجد من الهدي النبوي في ذلك ، والابتعاد عن المخالفات التي حَذَّر منها الرسول الكريم فيما يتعلقُ بالمسجد وبنائه !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

ترمب يهاجم الفيدرالي ويطالب بخفض فوري للفائدة

الأردن يتصدر الترند بعد تأهله التاريخي للمونديال

رئيس الاتحاد الآسيوي يهنئ بتأهل منتخب النشامى إلى نهائيات كأس العالم

تعديل مواعيد الباص السريع خلال العيد في عمّان

الذهب يحقق مكاسب أسبوعية مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة

سجادة صلاة الشرع تُشعل الجدل في سوريا خلال عيد الأضحى

الجيش الإسرائيلي يصدر إنذاراً عاجلاً بإخلاء مناطق في غزة

كبار ضباط القوات المسلحة يعودون المرضى بالمستشفيات العسكرية

غزيّون يزورون المستشفى الميداني الأردني غزة/6 بمناسبة العيد

كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل

وزيرة التنمية تُشارك أطفال مؤسسة الحسين الاحتفال بالعيد

إصرار فرنسي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية

الاحتلال يجبر الغزيين على النزوح قسراً من مناطق في الشمال

مهم بشأن أسعار الأرز والسكر والزيوت النباتية عالمياً

نجمة ستار أكاديمي تُصاب بجلطة عقب إنجاب طفلها الأول .. صورة