الأمير الحسن .. صوت الحكمة في زمن الانقسامات
في خضم العواصف التي تضرب منطقتنا العربية، السياسية منها والأمنية والاقتصادية، يبرز صوت الأمير الحسن بن طلال كصوت مختلف، صوت يحمل رؤية عميقة تستند إلى تراكم التجربة ووعي التاريخ، داعياً إلى تجاوز الانقسامات وتعزيز الهوية الجامعة كسبيل لمواجهة التحديات. حديث الأمير ليس خطاباً عابراً، بل هو نداء ضمير يذكرنا بأن ضياع البوصلة الفكرية والهوية الحضارية هو أخطر ما يواجه الأمة في هذا الزمن المأزوم. لقد وضع الأمير الحسن إصبعه على الجرح عندما وصف الضفة الغربية بأنها مختبر للأسلحة الحديثة وأدوات التجسس، في إشارة بالغة الدلالة إلى حجم التواطؤ الدولي وتحول فلسطين إلى ساحة مفتوحة لتجارب الموت وحقول الخراب.
الأردن الذي ينتمي إليه الأمير الحسن يقدم نموذجاً حياً على عبقرية القيادة الهاشمية وقدرتها على مواجهة التحديات. فمنذ عقود والأردن يتعرض لمحاولات عديدة تستهدف وجوده ودوره، ولكنه في كل مرة كان يخرج أكثر صلابة بفضل حكمة قيادته ووعي شعبه. لقد نجا الأردن من عواصف مؤتمرات دولية حاولت التلاعب بمصيره، وخرج من أزمات سياسية واقتصادية عاتية بسلام، مؤكداً أن حجم الوطن لا يقاس بمساحته الجغرافية وإنما بقدرته على الصمود وبوزنه السياسي والفكري. هذا الصمود لم يكن محض صدفة، بل كان نتاج رؤية قيادية متبصرة ورهان صادق على الإنسان الأردني الذي خبر الدنيا وعرف قيم الاستقرار والاعتدال في زمن الانفجار.
ولم يكن الأردن بعيداً عن إنجازات الإنسانية في العصر الحديث. فعلى الرغم من قلة الموارد وكثرة التحديات، استطاع أن يرفد العالم بكفاءات علمية وفكرية أثبتت حضورها في مختلف الميادين. من الطب إلى التعليم، ومن البحث العلمي إلى الثقافة، ظل الأردن يقدم للعالم نماذج مشرفة، ليبرهن أن الأمة العربية قادرة على الإسهام في الحضارة الإنسانية رغم ما تعانيه من أزمات. هذه الإنجازات ليست مجرد تفاصيل عابرة، بل هي شاهد على أن الشعوب التي تتمسك بالعلم وبقيمها قادرة على أن تصنع مكانة محترمة وسط عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.
لكن واقعنا العربي العام لا يزال مثقلاً بالهزيمة والتشرذم. لقد تحولت فلسطين إلى عنوان دائم للمأساة، فهي ليست مجرد قضية سياسية عابرة بل جوهر الهوية العربية وروح الأمة. غزة تعيش حصاراً خانقاً، والضفة الغربية تتعرض يومياً لانتهاكات الاحتلال، في وقت يكتفي فيه العالم ببيانات باردة لا تقدم ولا تؤخر. الاحتلال يوسع استيطانه، ويصادر الأرض، ويمارس أبشع أشكال القمع، بينما يتم تصوير الفلسطينيين كضحايا لا صوت لهم إلا الألم. وكأن الدم العربي أصبح أرخص ما في هذا العالم، وكأن العدالة غابت عن ميزان القوى الدولي الذي يختزل الحقوق في مصالح ضيقة ويعتمد سياسة الكيل بمكيالين.
وما يزيد الصورة قتامة هو ازدواجية الغرب ونفاقه المفضوح. يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنهم يغضون الطرف عن الاحتلال وجرائمه. يرفعون شعارات الحرية، بينما يسكتون عن حصار غزة وتجارب الموت في الضفة. يفاخرون بالقانون الدولي، لكنهم يخرقونه متى تعلق الأمر بفلسطين أو بالعرب. هذه الازدواجية لم تعد تخفى على أحد، إذ تكشف كل يوم أن مصالحهم فوق المبادئ، وأن الإنسانية لديهم تقاس بهوية الضحية لا بحجم الجريمة.
إن رؤية الأمير الحسن بن طلال تقدم اليوم حاجة ملحة للأمة العربية. فهي رؤية تنطلق من أن تجاوز الانقسامات الداخلية شرط ضروري لاستعادة القدرة على مواجهة الخارج. إن تعزيز الهوية الجامعة ليس ترفاً فكرياً، بل هو خط الدفاع الأخير عن وجود الأمة وكرامتها. والأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الواعي، سيبقى شاهداً على أن التمسك بالوحدة والاعتدال سبيل للخلاص، فيما ستبقى فلسطين العنوان الأول لقضيتنا مهما حاولت قوى الظلم التلاعب أو التآمر.
في زمن يغيب فيه صوت العقل، يظل صوت الأمير الحسن علامة فارقة، يذكرنا بأن الحكمة ليست خياراً ثانوياً بل ضرورة وجودية. إنه صوت يدعو للثقة بالإنسان العربي، وللاعتزاز بالإنجازات رغم التحديات، وللإيمان بأن الأمة قادرة على النهوض إذا ما استعادت وعيها بهويتها الجامعة. وفي مواجهة ازدواجية الغرب ونفاقه، فإن هذا الصوت يصبح أكثر إلحاحاً، لأنه يضعنا أمام الحقيقة كاملة: لا خلاص لنا إلا بوحدتنا، ولا كرامة لنا إلا بتمسكنا بفلسطين، ولا مستقبل لنا إلا بالثقة بقدرتنا على صناعة غد مختلف.
بعد احتلالها .. البدء بإجلاء الفلسطينيين من مدينة غزة خلال أيام
الفيصلي 2 الوحدات صفر .. تحديث نتيجة كلاسيكو الأردن
فوزان للرمثا والحسين في دوري كرة القدم
وزير التربية يوجه رسالة للمعلمين والطلبة .. نص
تعيين 5 آلاف معلم جديد قبل بدء العام الدراسي
أمينة أردوغان تبعث برسالة لميلانيا ترامب .. ماذا طلبت منها
موعد الترخيص المتنقل المسائي للمركبات في بني كنانة
رئيس الوزراء يشارك في جلسات العمل القطاعية
حجم مشروع الناقل الوطني يصل إلى 4 مليار دينار
زراعة البادية الشمالية الغربية تستكمل خطه المدارس الحقلية
الإفتاء تحدد موعد غرة شهر ربيع الأول لعام 1446هـ
استشهاد المصور الصحفي خالد المدهون بغزة
أكثر من 1300 وفاة بسبب موجة الحر بالبرتغال
التربية تدعو مرشحين لإشغال وظيفة معلم .. أسماء
ترفيع وإنهاء خدمات موظفين لاستحقاق التقاعد المبكر .. أسماء
إعلان نتائج التوجيهي جيل 2008 إلكترونيًا وورقيًا نهاية آب
مهم بشأن موعد نتائج التوجيهي 2008
مدعوون للامتحان التنافسي في شركة حكومية .. أسماء
إعادة تفعيل رابط المكرمة الملكية ليوم واحد
وقف ضخ المياه عن مناطق في عمان والرصيفة إثر اعتداء على خط الديسي
الجواز الإلكتروني الأردني متاح دون إلزام بتجديد القديم
طب اليرموك تفجع بوفاة الطالب أزهر الزعبي
توضيح حول حقيقة شروط خدمة العلم المتداولة بين المواطنين
التربية تحدد موعد توزيع الكتب المدرسية
تنقلات واسعة في أمانة عمان الكبرى .. أسماء
غرامات على المخالفين لوضع الحواجز في عمّان