حركة حماس تنظيما فلسطينيا وليس الشعب الفلسطيني

mainThumb

10-05-2014 11:13 PM

لدي الكثير ما يمكن أن أقوله منتقدا لحركة حماس خاصة موقفها الداعم للإرهاب في مصر وسوريا بعد أن احتضنتهم الأخيرة أكثر من عشرين عاما بعد أن أغلقت في وجوههم كل الأبواب ، ويأتي موقف حماس الغريب من سوريا والذي سيبقى عليه علامات استفهام على قادة هذه الحركة التي كانت طليعة محور المقاومة والصمود ، وقدمت خيرة قادتها شهداء على درب التحرير الطويل وكل الأسلحة التي دافعت بها حركة حماس عن ذاتها وعن غزة كانت قادمة من سوريا ومن محور المقاومة  حيث سوريا احد أطرافه الاساسية.

ويأتي موقفها المستغرب والداعم للإرهاب التكفيري في سوريا ليكون طعنة لسوريا في الظهر بعد كل ما قدمته وتحملته من أجل فلسطين وقضيتها العادلة التي هي قضيتنا جميعا، ومصر التي قدمت لفلسطين تضحيات وشهداء يفوق ما قدمته أي دولة شقيقة أخرى تعرضت هي الأخرى لجحود قادة حماس الذين اصطفوا مع أعداء الدولة المصرية الإرهابيين التكفيريين ولا تزال علامات الاستفهام على قيام حماس باقتحام السجون المصرية في ظل الفوضى التي عقبت سقوط نظام كامب ديفيد وإطلاقها سراح عدد من المحكومين بقضايا إرهاب وعلى رأسهم المدعو محمد مرسي العياط حيث جاءت المصادفة المؤسفة ليكون هذا الإرهابي رئيسا لجمهورية مصر العربية في عملية انتخاب لم يكن لدى الشعب خيار إلا عودة نظام السادات مبارك ممثلا بالفريق أحمد شفيق أو الدكتور محمد مرسي العياط مرشح جماعة الإخوان المسلمون لينتخب الاخير ولكن للأسف يخيب آمال وطموحات كل من صوت له من خارج صفوف الجماعة ، وخلال العام الأسود المشئوم الذي أمضاه رئيسا لمصر تحول نشاط حماس ليصبح قرارها  السياسي صادر من منطقة المقطم في القاهرة حيث ما يسمى بمكتب الإرشاد الاخواني ، وأصاب حماس عمى الألوان بتغليب الايدولوجي على حساب الحقائق الموضوعية حتى بعد ثورة 30 يونيو المباركة كان اصطفاف حماس مع الإرهابيين وضد الدولة المصرية ، ورأينا إشارة رابعة المشبوهة تصبح شعار التأسلم الجديد .

 أقول ذلك وأنا من المختلفين مع نهج قادة حماس ولكن للأسف ما أراه في مصر تحديدا أن هناك حالة من العداء غير المسبوقة لحركة حماس والمبالغة حتى وصل العداء لكل فلسطين أرضا وشعبا ، ولا أعلم لمصلحة من شيطنة حماس بهذه الطريقة المؤسفة وأن يمتد هذا العداء لكل شعبنا الفلسطيني وهذا يناقض الدور المشرف لمصر عبر التاريخ وأن فلسطين هي قضية أمن قومي لمصر ولكل الأمة العربية .

هناك قوة طفيلية بنت مصالحها مع نظام كامب ديفيد البائد وأصبحت تريد لمصر التنصل من كل قضايا الوطن العربي والمنطقة ، وهذه القوة لا تنظر للتاريخ ولا حقائق الجغرافيا ولا يهمها إلا مصالحها الذاتية التي أصبح الكيان الصهيوني وأمريكا ومن ورائهم من يحركها لتشكيل لوبي وقوة ضغط بالمصالح وهذه القوة الطفيلية ترى أن مستقبل مصر مع أمريكا والغرب عموما ولذلك عليها التنصل والانسحاب من القضايا التي شكلت الوعي والوجدان المصري والعربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوحدة العربية والقارة الإفريقية ، تلك القضايا التي قادتها مصر بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وشكلت الجزء الأساسي من اهتمامها ، لذلك نتمنى على القوى المناضلة من طلائع شعبنا في مصر أن تنتبه لهذه الأصوات الشاذة التي تنادي بالعداءة لفلسطين وتكفير الشعب المصري بالقضية الفلسطينية التي هي أمن قومي للأمة العربية وعلى رأسها مصر ، وحالت العداء للشعب الفلسطيني وبحجة حماس يأتي من أيتام نظام السادات مبارك صحيح أن  هذا التيار يجد الاحتقار من أغلب الشعب المصري ولكن خطورته أنه استطاع أن يبني محطات وينشئ وهناك دول عربية وظيفية عميلة تدعمه خدمة لأمريكا الصهيونية وهي مستعدة لدعم هذا الاتجاه المشبوه على طول الخط .

نعم لقد أخطأت حركة حماس وارتكبت جرائم بحق فلسطين سواء بعدم المصالحة مع حركة فتح ومنظمة التحرير عموما ودعمها للإرهابيين القتلة في مصر وسوريا ، ولكن في النهاية حركة حماس بمجمل قواعدها وليس قادتها حركة مقاومة وهي فصيل فلسطيني وليست كل الشعب الفلسطيني كما أن حزب السادات مبارك ليس مصر وشعبها العظيم ولكن فصيلا انتفاعيا محسوب على الشعب المصري .

لذلك من أجل المصلحة القومية العليا نحذر من العداء لفلسطين وشعبها باسم العداء لحركة حماس ولا عزاء للصامتين . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد