مشاهدات ..

mainThumb

13-05-2014 11:16 PM

لم يعد بمقدور أي من المحللين السياسيين أو المنظرين المفترضين أو حتى المشاهد الذي يملك أسلحة البعد الثاني  والثالث ، معرفة وترجمة وتفهم هذه المعطيات المتتالية والتي تتكالب على أمرٍ واحد " هدم الشرق الأوسط"   لبناء دولة واحدة حكمها بيدٍ واحدة لقوى عظمى , وبعيداً عن التخمينات هو " الكيان الصهيوني " وفرض سطوته على العرب أجمع .

في هذه الفترة نقرأ مقالات عديدة وتحليلات جمة وتصورات منها المُرعب ومنها المعقول ومنها الساذج ، ولكن لسان حال الأمر يقول بأن الخارطة وضعت، والتقسيمات حاصلة رغم أنوف الجالسين المتكئين على وسائدهم.

اطالة عمر الثورات واستنزاف القوى الشعبية وهدر الدم العربي والتناقض والتلاطم بقوى المعارضة والتراخي من التدخل العربي لإنقاذ العرب ، ومواقف تركيا والخليج ومن يملك الأسلحة والعملة والجيوش بتحريك أي ساكن أو قلب المعادلة ولو بشق صاروخ يلوح في فضاء من قلب حال الشرق الأوسط ليعطي أملاً قليلاً بأننا لم نباع بأرخص الأثمان لم يعد من ضمن حسابات أيٍ كان .

اليوم لا يوجد غير حرب واحدة بيننا نحو عربي لأخيه ، وأعلم بأن الحديث مكرر وأن الوضع واضح للعيان ولكن التشتت الذي نعيشه اليوم ببحثنا عن مخرج لهذه التبعات السياسية التي أدخلتنا قاع الزجاجة ولن نخرج منها بسهولة ، تسيطر على مشاعرنا وعقولنا وحكمتنا وتجعلنا منهزمون أكثر ، إلا أن يشاء الله ويقلب الأمور لنصرة الأمة الإسلامية .


لم اؤمن يوماً إلا بنظرية واحدة وهي نظرية المؤامرة الصهيونية ،  ليس تقاعساً ولا استسلاماً لهم ولا لأننا لا نقدر أن نغير مسار التاريخ إن اتفق العرب ، نعم نحن مخيرون لا مسيرون ولكن في هذه الأحوال بالذات أمسينا نُجّر كالأنعام وراء راعي لا يُراعي وجهة ماشيته ليقع ومعها إلى الهاوية .


في الثورة الانجليزية 1640/1660 أدركت قوى الصهاينة أن احكام قبضتها المطلقة على أنظمة الحكم أو الحكومات لن يتأتى إلا من خلال السيطرة على شاغلي مقاعد السلطة ، واحكموا قبضتهم على الموارد والثروات بمعنى "" اختطاف الاقتصاد""
وهذا ما حدث ويحدث ليصل بنا إلى التناحر السياسي الذي يحمل في طياته الفتن الطائفية والانقلابات العسكرية والثورات الشعبية والحروب الدامية النازية ، والتي أمست قهوة صباح المتلقي وأصابته بالخدر . وتخدير العامة من السياسات المتبعة لتحطيم الروح المعنوية القتالية ولبث سموم اليأس في قلوبهم حتى تبقى الأمور تحت سيطرتهم .


لا أعلم ما الجديد الذي نترقبه اليوم ولا الغد ، ولكن أعلم بأننا خسرنا جولات وصولات كثيرة ولم يبقى لنا الكثير للوقوف عليه .

والله المستعان
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد