الطفيلة .. ثقافة وحوار

mainThumb

17-05-2014 07:12 PM

لعل الندوة التي رحب  فيها  الشباب  بالدكتور صبري الربيحاتليلة الجمعة، كانت مجالا للبوح  باوجاع الثقافة في الطفيلة، من عدم وجود مدير للثقافة، الى ضياع نصف  وقت الطفيلة .. مدينة للثقافة الاردنية، وضعف المخصصات لمشروعات ابناء المحافظة.

ترى لماذا تغيب المخصصات عن الطفيلة، في وقت لا تجد فيه الحكومة مجالات "شرعية" للانفاق من المنحة الخليجية، بعد ان دفعت الملايين منها على الطرقات ومشروعات  محكمة معروفة.

هذه المنطقة المهمشة المنسية، ليس فيها مسحة من الحضارة والتغيير الذي تشهده محافظات المملكة، فمشروعاتها تموت مع تقادم السنين، تماما مثل طرق الحسا التي استمرت (19) عاما، كان بامكان الحكومة انجازها في اقل من عام، وقبلها طريق الاغوار التي استمرت اكثر من ذلك، وها هي مشروعات تطوير وسط المدينة، بكلفة ثمانية ملايين دينار، تموت على استحياء، بعد مرور خمس سنوات، يمكن انجازها في اقل من عام.

في الطفيلة يتطلع الناس الى العطف الملكي والرؤية الملكية والقرار الملكي، وهم يعانون مرارات الحصول على الخدمات، والتنمية والمشروعات، يناشدون جلالته وقف عناء المركزية القاتل، ومراجعة عمان في قضايا "مخزية"  او انتظار رد العاصمة بنعم او لا، على قضايا كثيرة.

في الحوارية مع الدكتور الربيحات، لم يسكت الناس عن الاشارة للمطالب، التي منها الثقافي، الذي آلم ابناء المحافظة، وهم يتطلعون الى الفنان المبدع "الموهبة" أحمد جمعه المرافي،الذي يؤدي عملا فنيا يحتاج الى الآلاف، خصصت له الوزارة (600) دينار جرى اقتطاع (110) دنانير منها للضريبة! ! !

رئيس الوزراء طلب رئيس البلدية ورئيس الجامعةأول من أمس، وافق على تخصيص خمسة ملايين دينار للجامعة التي تحتاج الى (30) مليونا، لاستكمال مشروعات التأسيس فيها، وقدم النزر اليسير للبلدية التي تحتاج الى خمسة ملايين على الاقل  لتدبير امورها.

وزارة الثقافة لم تسعف الطفيلة بعناصر انجاح المشروع الثقافي، بل هي محبطة للمثقفين وللمبدعين وطلاب  التنوير الثقافي من المحافظة، التي تحتاج من الوزارة الى تخصيص اكثر من مليون دينار لهذه المنطقة التي تختلف عن كل محافظات الوطن، في مواصفات الفقر والعوز والخدمات المغيبة منذ الازل.

الدكتور صبري أستمع الى  كثير  من الحضور وهو يتحدث عن التواصل الوجداني لتيسير السبول، وأهمية الحوار وتغييب لغة المناكفة، كان مما سمع ، أهمية انصاف المحافظة في هذا العام الثقافي الذي انتهى نصفه، وبقي نصف مجهول،  لا أن تدير الوزارة مشروعات لمحطات وفضائيات وفرق تدفع لها على حساب مبالغ الطفيلة الباهتة.

نريد ان تكون الطفيلة مشعلا ثقافيا كما كانت محافظات المملكة، بعد أن اوقعت ايد عابثة، الفتنة بين ابناء الطفيلة، للتعارك على مركز مدير الثقافة، اضاعت فيه عن عمد، اوقات الوزارة التي كان ينبغي ان تصرف لتمكين المحافظة من دورها الحقيقي، واوقات الهيئات الثقافية، والقطاع الثقافي الذي كان بانتظار هذه الفرصة الذهبية.

ومثلما يتطلع الوزير الربيحات الى  رؤية تنوع ثقافي في الطفيلة مثل تعلم العزف والموسيقى والفن التشكيلي والرسم، ولاعمال مسرحية، فمن حق المحافظة على الحكومة، التي غالبا ما تلوذ بالصمت حيال المطالب والاولويات، أن تسعفها بدعم مالي حقيقي، ليس لمحطات التلفزة التي تعمل باسماء الهيئات والمؤسسات الثقافية في الطفيلة، بل لهذه الهيئات وللمبدعين والفنانين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد