66 عاما على النكبة العربية الكبرى في فلسطين

mainThumb

17-05-2014 10:30 PM

كلما أقبل شهر أيار مايو من كل عام يكثر الحديث عن ذكرى النكبة العربية الكبرى في فلسطين وقيام ما يسمى بدولة إسرائيل ، بعد تشريد وقتل الملايين من العرب الفلسطينيين .

وفي كل عام يزداد الجرح العربي ألما واتساعا بتلك النكبة لأن فلسطين ومأساتها بقيام الكيان الإجرامي وما تعرض له شعبنا كانت مؤامرة كبرى أساسها بريطاني وأمريكي وغربي عموما ، وأدواتها في الداخل ليس ذلك الكيان وجيش المرتزقة الذي قاتل معه ولكن هناك خيانات عربية سهلت تلك المهمة الشيطانية وكيانات مصطنعة من مؤامرة سايكس بيكو لتقوم بالدور المطلوب منها وقد فعلت ذلك بجاهزية عالية جدا وفق ما هو مخطط ومرسوم ومطلوب منها ، وكثير ما نسمع البعض يردد بغباء وجهل أن ذلك الكيان اللقيط الصغير استطاع هزيمة كل الجيوش العربية وهذا لم يكن صحيحا باعتراف المدعو كلوب باشا قائد الجيش الأردني البريطاني الجنسية الذي قال في كتابه (جندي بين العرب) أن القوات الصهيونية كانت أكبر بكثير من عدد الجيوش العربية التي لم تكن منظمة ودخلت الحرب بدون جاهزية فقط للمزايدات القائمة بين العروش العربية في تلك المرحلة وكانت بلا أي خبرة في القتال عكس قوات العدو التي كان يقودها جنرالات خاضوا غبار الحربين العالميتين الأولى والثانية وما بينهما ومنهم قادة صهاينة وغير صهاينة .

ومع ذلك فقد خاضت الجيوش العربية الأقل عدة وعدد معارك مشرفة وأخلصت في حربها مع العدو وبحسن النوايا عكس الكثير من قياداتها المرتبطة بالمشروع الصهيوني ، يكفي أن نذكر أن قيادة تلك الجيوش كانت للمدعو كلوب البريطاني الذي دولته صاحبة وعد بلفور المشئوم وبالتالي كان جزءا من المشروع الصهيوني الذي أصبح أكبر منه ، وهذا الرجل أي كلوب ذكر في كتابه بعض الحقائق المشرفة والتي عليها شهود أيضا مثل ( أن الجنود العرب هرب بعضهم حتى من المستشفيات وهم يعالجوا كجرحى للمشاركة بشرف الدفاع عن فلسطين ) .

تمر ذكرى النكبة التي أفرزت بعد ذلك نكبات وكان على الجميع أن يعلم أن قضية فلسطين بالنسبة لنا جميعا كانت وستبقى مسألة حياة أو موت لأن المشروع الصهيوني لن يتوقف عند فلسطين ، فقد جاء هذا الكيان اللقيط بظرف استثنائي وليخدم مشروعا اكبر منه في الوطن العربي ككل وكانت ولادته حدث غير مسبوق في التاريخ حيث جاء قرار إنشاء دويلته من الخارج وتتكون من جيش الذي صنع تلك الدويلة عكس كل دول العالم والمتعارف عليه أن الشعب هو الذي يصنع الجيش والدولة ، ولكن في حالة الكيان الصهيوني  الجيش هو الذي صنع الكيان المزعوم وهو كيان بلا حدود حتى اليوم وحدوده كما قال المجرم ديفيد بن غوريون عند تشكيل هذا الكيان أن حدودنا ما تصل إليه أقدام جنودنا ليأتي بعد ذلك وفي عصر الهزائم والخيبة من يحدثنا عن السلام المزعوم مع ذلك الكيان العدواني المجرم الذي وجد ليكون أداة للغرب الاستعماري ولمنع أي وحدة أو تقارب عربي ودوره ككلب صيد لخدمة من أوجدوه .
لذلك جاء قرار إنشاءه من بريطانيا بموجب وعد بلفور وثم التأكيد عليه بصفقة سايكس بيكو وثم إعطاءه وجودا واعترافا بما يسمى بالمجتمع الدولي ، وأستغرب ونحن في عصر السموات المفتوحة من يأتي ليقول لنا اليوم عن ذلك الكيان بأنه سلطة احتلال وكأن صراعنا معه على قطعة ارض هنا أو هناك ، ما حدث في فلسطين المحتلة جريمة لا تغتفر وسرقة وطن بأكمله وليس احتلالا .


 بريطانيا وفرنسا في السابق وأمريكا اليوم نسميها قوات احتلال أما هذا الكيان وما قام به وهو أكبر من قدراته مئات المرات فهو سرقة وطن بأكملة في جريمة ستبقى وصمة عار تطارد كل من شارك بها وأدواتها خاصة من حكام الخيانة في وطننا العربي وكل النكبات الذي تعرض لها وطننا العربي الكبير البداية كانت فلسطين  ، الم يقل المجرم الصهيوني ديفيد بن غوريون أحد أعمدة ذلك الكيان الأساسية بأن قوة كيانه واستمراره متوقف بتقسيم ثلاث دول عربية وهي مصر والعراق وسوريا ، انظروا اليوم ما يحدث في تلك الأقطار الشقيقة الثلاثة  ، الجيش العربي العراقي تم حله واحتلال العراق بأكمله والجيش العربي السوري مستنزف بحرب دولية مع الإرهاب وأثبت بأنه حقا حماة الديار لصموده الأسطوري في حرب عالمية بالوكالة على سوريا عنوانها فلسطين والجيش المصري يجري اليوم محاولة استنزافه وكانت  مصر أن تدخل بحرب أهلية لولا يقظة شعبها وقواته المسلحة وعلى رأسهم المشير الذهبي عبد الفتاح السيسي ، وها هو الإرهاب يحاول أن يضرب استقرار مصر ولن يتمكن بإذن الله ، واخطر ما حدث في صراعنا الطويل مع العدو الصهيوني ومن خلفه من قوى الشر العالمية هو اعتراف الخونة والمرتجفين من أمتنا بهذا السرطان الصهيوني والاعتراف بحقه في الوجود الذي بدأه المقبور أنور السادات بشكل علني وان كان قبله من اعترفوا به سرا وكانوا جزءا من المؤامرة ، ولكن جريمة السادات أنه جعل الخيانة والإجرام بحق مصر قبل فلسطين بكامب ديفيد وكأنها وجهة نظر والصفقات الأخرى التي جاءت على طريق كامب ديفيد من مدريد على أثر تدمير القوة العراقية التي كانت مؤهلة لمجابهة الكيان الصهيوني وصولا لأوسلو و وادي عربه حيث أصبحت بعد ذلك وكأنها وجهة نظر في عصر التساقط والهزائم .

اليوم يدرك جميع العرب وأكثر من أي وقت مضى أن ما يسمى بالربيع العربي هو استكمال لنكبة لفلسطين والهدف إعادة تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ حتى يبقى هذا الكيان المجرم القوة الوحيدة في المنطقة ، انظروا ما قاله وزير الدفاع الأمريكي المستقيل في عهد أوباما ( روبرت غيتس  ) بمذكراته حيث قال ليهود باراك رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق نحن وأنتم اليوم في أفضل حالاتنا جميع أعدائنا العرب أصبحوا بلا قوة ويتصارعوا مع بعضهم البعض وأنتم أكبر قوة في المنطقة .

ورغم كل ذلك أثبت العدو أن مشروعه السياسي وصل للشيخوخة المبكرة قبل أوانه ، وأن هذا العدو بكل ما يقدم له من دعم غير مسبوق ولكنه غير قابل للحياة في المستقبل وهذا ما انتبه إليه الكثير من الصهاينة أنفسهم ، وهذا العدو لم يسجل نصرا عسكريا منذ عدوان حزيران يونيو عام 1967م ، بل وهزم بكل معاركه ، والحقيقة أن صمود شعبنا العربي في فلسطين وتمسكه بوطنه وحقه بالعودة له الدور الأكبر في إفشال المشروع الصهيوني رغم تساقط الكثير من قياداته ، وأثبت هذا العدو خبثه وأنه كلما زاد تمسك أصحاب الخيار الاستراتيجي إياه بخيارهم يزداد هو بخبثه وجرائمه ورفضه لذلك  .

وبناء على حقائق التاريخ والجغرافيا ورهاننا على شعبنا وأمتنا نقول أن فلسطين رقم واحد لا يقبل القسمة على اثنين ، ولا بد لنا بعد كل المحن التي تعرضنا لها أن نأخذ مستقبلنا معنا ونعود لميادين المقاومة والصمود رافعين بذلك شعار زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر الذي أثبت كم كان ذلك الزعيم سابق لعصره ومؤمنا بوطنه وأمته ولم يراهن سوى عليهم ، (بان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ).
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والموت للصهاينة المجرمين ومن يعترف بهم من خونة الأمة ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد