وقفة وتأمل مع عيد الاستقلال

mainThumb

25-05-2014 04:15 PM

كل دول العالم تقريبا تعرضت للقمع والاستعمار وثم كانت هناك المقاومة والنضال نتيجة طبيعية حتى وصلت الأمم والشعوب لاستقلالها التام عن مستعمريها ، وكان الثمن غاليا وكبيرا ولكن الهدف يستحق ذلك وأكثر ، وأقام كل شعب من تلك الأمم دولته المستقلة على ترابه الوطني ، وذكرى الاستقلال بالتالي شيئا عظيما في تاريخ الأمم والشعوب والاعتزاز بالثمن العظيم الذي دفعته من تضحيات أبناءها وبناتها ويكون جزءا عزيزا ومقدسا من نضالها المستمر بعد الاستقلال الحقيقي طلبا للقوة والحياة والتقدم .
رأينا دول مثل الولايات المتحدة التي كانت أحد المستعمرات البريطانية والهند والصين والقائمة تطول ، وكيف ناضلت تلك الدول حتى الاستقلال التام ، ولم يؤثر التقسيم البريطاني البغيض على دولة مثل الهند التي قسمت لثلاثة دول إضافة للهند الأم وهناك باكستان وبنغلادش .


والاستقلال لكل أمة تحترم نفسها وتاريخها لا يعني النوم في العسل خاصة في ظل عالم لا يعترف إلا بالأقوياء ، والاستعمار لم يعد ذلك النوع القديم من الاستعمار الكونيالي ولكنه أصبح استعمار في عالم اليوم من بعيد وحتى يحكمك ابن وطنك وعرقك ولكنه في كثير من الحالات أسوأ من الاستعمار كما هو في عالمنا العربي لأنه في الحقيقة يعمل وكيلا متعهدا للمستعمر السابق بقديمه البريطاني والفرنسي وجديده الأمريكي ، حيث يربطك من خلال وكيله الحاكم الفرد وطبقة اجتماعية طفيلية مستفيدة من السياسة الحالية ، وفي العادة لا تتعدى هذه الطبقة نسبة 5% ولكنها بزواج السلطة ورأس المال تمتلك كل شيء في عالمنا العربي مقابل الغالبية العظمى المهشمة من الشعب ، وقد رهنت هذه الطبقة مصالح أمتها وشعبها واستقلاله لدى الآخر المستفيد من وراء البحار وبالتالي عودة الاستعمار الذي أصبح يتمثل في (( رغيف الخبز)) وهنا يصبح الاستقلال شكليا ونوعا من الاستعراض لنظم فقدت بوصلتها مع العصر وأهم أركانه الشعب الذي تتحدث باسمه بلا خجل ولا حياء .


الأردن ليس بعيدا ولا استثناء من الأمم والشعوب فهو يحتفل بعيد الاستقلال عن التاج البريطاني رغم أن قائد جيشه وضباط الصف الأول والثاني بعد ما يسمى بالاستقلال بعشرة أعوام كانوا بريطانيين واسم القائد البريطاني للجيش الأردني كان المدعو كلوب باشا وهو من قاد الجيوش العربية التي دخلت لتحرير فلسطين من العصابات الصهيونية وبلده صاحبة وعد بلفور المشئوم وصفقة سايكس بيكو التي قسمت الأمة العربية بين بريطانيا وفرنسا ومنحت فلسطين كاملة للعدو الصهيوني ولا أعلم كيف تحررنا عن بريطاني وهي من أنشأ مع فرنسا كل دويلات سايكس بيكو التي جزأت الوطن العربي وزرعت كيانا لقيط أسموه إسرائيل  كما أسلفت ليكون حارسا لمصالح الغرب ويمنع أي وحدة أو تقارب بين أبناء الأمة الواحدة .


وكيف لنا أن نحتفل بعيد الاستقلال ليس الأردن فحسب ولكن كل الدول العربية والسفير الأمريكي أصبح هو الحاكم المطلق في كل بلد عربي باستثناء سوريا ، وفي حالتنا الأردنية وعلى ذكرى ما يسمى بالاستقلال نرى السفير الأمريكي أصبح هو الدولة والحاكم المطلق الذي يتدخل بكل كبيرة وصغيرة ووكالة الإغراء الأمريكي أصبحت الحاكم الاقتصادي المطلق ولم يبقى لها إلا أن تشاركنا حتى في حياتنا الخاصة وقد تدخلت في كل وزارة أو دائرة حكومية أو أهلية تجد تلك العبارة المقززة القبيحة بالتعاون مع وكالة الإغراء الأمريكي .


أي استقلال يا سادة والنظام وصل في تبعية للعمل حتى ضد مصالحنا الوطنية ، الم يشارك الأردن الرسمي باحتلال العراق من خلال الدعم اللوجستي وليبيا حتى بالطلعات الجوية ويتآمر اليوم على سوريا من خلال دعم الإرهاب بالسلاح ، الم يتحول الأردن لشركة امنية عالمية باعتراف كاتب كبير ومفكر عميق بوزن الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل ,


أي استقلال يتحدثون عنه وأمن السفارة الصهيونية أصبح للنظام أهم من كل الشعب الأردني وما نعلمه عن الاستقلال من خلال قراءتنا للتاريخ أنه إرادة حرة مستقلة فهل نحن كذلك ويبقى الاستقلال الحقيقي عظيما وهدفا وغاية لكل أمة تحترم نفسها ، ولكن في حالتنا أقول براحة ضمير لم يأتي بعد .


ويقول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الاستقلال  ليست قطعة قماش تسمى علما ولا نشيد من التراث يسمى وطني ... ولكن الاستقلال إرادة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد