30 مستشفى لوزارة الصحة تخلو من وحدات قسطرة

mainThumb

16-02-2008 12:00 AM

تخلو 30 مستشفى تابعة لوزارة الصحة من خدمات القسطرة والجراحة القلبية .. اذ لا يتوافر في اي منها وعلى امتداد مساحة المملكة اي جهاز قسطرة مما يضطر المريض في المناطق البعيدة الى قطع مسافة قد تصل الى 400 كم لاجراء عملية قسطرة في مستشفى الجامعة الاردنية او مدينة الحسين الطبية التابعة للخدمات الطبية الملكية وفق الموعد الذي يطول او يقصر حسب الحالة الصحية للمريض .
ووفق مدير الهندسة الطبية في وزارة الصحة والجمعية العلمية الملكية الدكتور اياد الملكاوي فان تكلفة جهاز القسطرة تبدأ من نصف مليون دينار الى مليون دينار بحسب الاضافات المطلوية على الجهاز ونوعية الجهاز ذاته .
والقسطرة القلبية او ما يعرف بالتمييل هي اجراء طبي للكشف عن شرايين القلب بطريقة التصوير الشعاعي , وهي عملية بسيطة تجرى عن طريق شريان في الفخذ او الساعد وتجرى تحت البنج الموضعي وبدون الم بمدة تتراوح بين 15 الى 30 دقيقة وهي ذات مضاعفات جانبية قليلة حسب ما قاله رئيس وحدة القلب في مستشفى الجامعة الاردنية الدكتور اكرم الصالح .
واشار الى انه بدىء العمل بجهاز القسطرة في مستشفى الجامعة الاردنية عام 1998 وما زال يعمل حتى اليوم موضحا ان دور القسطرة يكون اما تشخيصيا او علاجيا .
وتباينت اراء الجهات المختصة حول اهمية وجود وحدة قسطرة قلبية في مستشفيات الصحة .. ففي الوقت الذي اكد فيه عدد من الاطباء اهمية وجود مثل تلك الوحدة للتخفيف على المرضى عناء التحويل والانتظار لتحديد موعد جديد ردت وزارة الصحة بان توفير مثل هذه الخدمة الطبية يتطلب تجهيزات وكوادر طبية مدربة وموارد مالية عالية .
وبرر امين عام وزارة الصحة للشؤون الفنية الدكتور علي اسعد عدم اجراء مثل هذه العمليات في مستشفيات الوزارة بالنقص المتواصل والمستمر في هذه التخصصات على المستوى الوطني بشكل عام وليس على مستوى وزارة الصحة فقط .
وقال لوكالة الانباء الاردنية انه لم يكن بالإمكان السير بتأمين هذه الخدمة الطبية وتعميمها على مستشفيات الوزارة ، حيث ان الأساس في تقديم اي خدمة هو ليس البدء في تنفيذها فقط وانما ضمان استمراريتها موضحا ان هذه الشروط ليس بالإمكان توفيرها ضمن الإمكانات الحالية في الوزارة اضافة لعدم توافر البنية التحتية.
وقال ان عمليات القسطرة تتطلب تجهيزات وكوادر طبية مدربة وخاصة في مجال اختصاصيي القلب مشيرا الى ان عمليات القسطرة بدأت في الخدمات الطبية الملكية و المستشفيات الجامعية والقطاع الخاص ضمن استعدادات اخذت الوقت والموارد المالية الكافية اضافه للكوادر البشرية وما تتطلب من رواتب وحوافز مالية ملائمة.
وبين ان عدم توافر اقسام قسطرة في مستشفيات الوزارة لا يعني انها لا تقدم هذه الخدمة للمؤمنين صحياً، فكل مريض مؤمن فيها ويحتاج لإجراء هذه المداخلة الطبية يتم تحويله مباشرة اما للمدينة الطبية او المستشفيات الجامعية او القطاع الخاص وعلى حساب التامين الصحي .
واشار الى ان الوزارة قامت بتدريب عدد لا بأس به من اطبائها في الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية حيث يقومون حاليا بالعمل في المدينة الطبية ومستشفى الملك المؤسس لتقديم هذه الخدمة لمراجعي هذه المستشفيات اضافة لمشتركي ومنتفعي التأمين الصحي المحولين من الوزارة .
وقال ان نظام التأمين الصحي وتعليماته تضمن استفادة من يحتاج لمثل هذه المداخلات وغيرها في اي قطاع طبي سواء خاصا او عاما ومن خلال الاتفاقيات مع مستشفيات القطاع الخاص او كحالات طارئة .
واوضح ان مستشفيات وزارة الصحة في المحافظات والألوية تم تصميمها وتجهيزها عند انشائها في منتصف القرن الماضي لتلبي الاحتياجات الأساسية للمرضى ولم تصمم اصلا لإجراء عمليات قلب سواء من ناحية البنية التحتية او من ناحية التزويد بالأجهزة والتغطية بالكوادر.
واشار الى انه حتى لو قامت الوزارة بتأمين هذه الخدمة في مستشفياتها فستبقى محصورة في المستشفيات التعليمية الرئيسية وعليه فتحويل المرضى من المستشفيات الصغيرة إلى المستشفيات الكبيرة سيبقى قائماً ، وهذا ما يحصل الآن حيث تتوافر هذه الخدمة في المستشفيات الرئيسية الحكومية والجامعية وبتعاون وتنسيق بين هذه القطاعات .
وقال ان مستشفى الملك المؤسس في اربد يقوم الآن بتوفير هذه الخدمة بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة من خلال الأطباء الاختصاصيين من كلتا هاتين المؤسستين وضمن البنية التحتية الجيدة المتوافرة في هذه المستشفى .
واكد انه لم يحدث ان احتاج اي مريض من المؤمنين صحيا لمثل هذا الإجراء إلا وتم تحويله وهذا ما يسمى في القطاعات الصحية بشراء الخدمة الطبية، حيث تشتري الوزارة هذه الخدمة وغيرها من الخدمات الطبية غير المتوافرة التي يتم شراؤها من القطاعات الطبية الأخرى .
وقال ان هذا ما يسمى بالتكامل بين القطاعات الصحية حيث ليس بالضرورة ان تتوافر خدمة طبية معينة في جميع القطاعات إذ يمكن إيجادها في جهة طبية معينه لتستفيد جميع الجهات الصحية الأخرى منها وهذا يقلل التكلفة ويزيد المردود.
رئيس وحدة القلب في مستشفى الجامعة الاردنية قال انه يوجد في مستشفى الجامعة الاردنية جهاز واحد للقسطرة يعمل على مدار الاسبوع مشيرا الى انه تم العام الماضي اجراء 3000 حالة قسطرة تشخيصية منها 1000 حالة قسطرة علاجية "توسيع شريان " .
واكد انه لا يوجد حد معين لاستخدام الجهاز طالما ان هناك صيانة دورية له وحُسن استخدام من قبل المعنيين .
مستشفى الجامعة الاردنية وفق الدكتور الصالح في طور انشاء مركز حديث لامراض القلب يتوافر فيه جهازان للقسطرة القلبية قبل نهاية العام الحالي .
وبين انه حتى يعمل الجهاز نحن بحاجة الى فريق متكامل من طبيب استشاري وممرض وفني اشعة وكادر تمريضي مدرب ويُفضل ان يكون في مكان يوجد فيه جراحة قلب لكي يتمكن الجراح من التدخل اذا لزم الامر .
وبين ان تشغيل الجهاز مكلف ماديا اذ يجب ان يتوافر عدد كاف من المرضى ليتم تشغيله .
واشار الى ان المرضى الجدد او المحولين لهم الاولوية الاولى في مراجعة امراض القلب بحيث لا ينتظر اكثر من ايام معدودة وغالبا ما يتم معاينة المريض في اليوم ذاته الذي يتم تحويله فيه اذا كانت حالته الصحية تستدعي ذلك موضحا ان المستشفى ملتزم بالحد الادنى بتسعيرة نقابة الاطباء وهذا ما يميزنا عن المستشفيات
الاخرى .
رئيس اللجنة الطبية لحملة البر والاحسان الدكتور نايف العبداللات شدد على اهمية توفير احهزة قسطرة للقلب في اقاليم الشمال والوسط والجنوب قاصدا بذلك مستشفيات وزارة الصحة التي لا يتوافر فيها مثل تلك الاجهزة .
وبين حجم المعاناة التي يتكبدها المواطن في المناطق النائية والاطباء في اللجنة اذا ما احتاج المريض لاجراء تلك القسطرة اذ يضطر للسفر الى عمان واجرائها اما في مستشفى الجامعة الاردنية او مدينة الحسين الطبية واحيانا الى مستشفى الملك عبد الله المؤسس .
وقال انه ومن خلال الجولات الميدانية التي يقوم بها الفريق الطبي التابع للحملة الى المناطق النائية والبعيدة , وبعد معاينة المرضى واجراء اللازم لهم وفق التخصصات الطبية للفريق يتم نقل من يحتاج الى عناية طبية معينة الى المشافي المختلفة .
وبين انه تتم مواجهة صعوبة كبيرة في المناطق النائية التي لا يتوافر فيها مراكز علاجية متطورة خاصة بمرضى القلب مشيرا الى انهم يضطرون الى نقل المرضى الى عمان لمسافات طويلة قد تصل الى اكثر من 400 كم ليتم اجراء التدخل الطبي اللازم داعيا الى ان تكون هناك مراكز طبية تتوافر فيها اجهزة القسطرة لاجراء العمليات الطارئة .
رئيس وحدة القلب في مستشفى البشير الدكتور يوسف النعيمات اكد بدوره ان توافر جهاز قسطرة في المستشفى سيخفف الكثير من العبء على المرضى الذين عادة ما يتم تحويلهم لاجراء القسطرة في مستشفيات الجامعة الاردنية او المدينة الحسين الطبية / الخدمات الطبية .
وبين انه يتم تحويل حوالي 70 حالة شهريا بمعدل 93 بالمائة الى كل من مستشفى الجامعة الاردنية ومستشفى المدينة الطبية اضافة الى 7 بالمائة يتم تحويلهم الى مستشفى الملك عبد الله المؤسس .
وقال انه تم تشكيل لجنة وطنية توصلت الى ان وجود اجهزة وكادر طبي وتمريضي وفني متكامل مكلف على وزارة الصحة على المدى البعيد وان شراء هذه الخدمة اقل تكلفة على الوزارة من توفيرها داخل مستشفياتها .
واوضح ان توفير جهاز للقسطرة داخل المستشفى افضل للمريض من حيث المواعيد التي قد تؤخره عند اجرائها في مستشفى اخر .
وزير الصحة السابق الدكتور سعد الخرابشة قال انه كان اتخذ قرارا يقضي بانشاء وحدة قسطرة قلبية وجراحة قلب في مستشفى الامير حمزة الذي كان الهدف من انشائه توفير التخصصات الجراحية غير المتوافرة في مستشفيات الوزارة الاخرى مثل الجراحة القلبية والدماغية مشيرا الى انه تم رصد مبلغ اربعة ملايين دينار لهذا الغرض .
واضاف ان الهدف الاساسي كان من التفكير بانشاء تلك الوحدة هو التيسير على المواطنين كافة وخاصة غير المؤم?Zنين صحيا موضحا ان المؤمنين صحيا يتم تحويلهم الى مستشفيات الجامعة الاردنية والخدمات الطبية الملكية .
واشار الى انه تم ابتعاث اكثر من 12 طبيا جراحا من وزارة الصحة للحصول على شهادات التخصص في هذا المجال ولكنهم عندما عادوا تمت اعارتهم للعمل في الخدمات الطبية والجامعات لانه ليس لهم عمل في الوزارة والاصح ان اطباء الوزارة الذين تعلموا وحصلوا على شهاداتهم على حساب الوزارة ان يعملوا لديها .
استشاري التداخلات الشريانبة الدكتور ايمن حموده / عضو اللجنة العلمية لجمعية تصلب الشرايين والضغط الاردنية استعرض نتائج دراسة علمية وهي الاولى من نوعها قامت بها مجموعة ابحاث القلب الاردنية واجريت على 962 مريضا مصابا بجلطة القلب الحادة في عمان ..واظهرت ان 46 بالمائة من الحالات يسبقها تعرض الشخص المصاب لمحفز نفسي او جسدي حاد يؤدي الى ارتفاع شديد بالضغط والنبض وهرمون "الادرنالين " مما يسبب انسلاخا حادا في بطانة احد الشرايين التاجية وينتهي الامر بتكون خثرة دموية تؤدي الى انسداد الشريان انسدادا تاما .
وقال انه من المعلوم ان 15 الى 35 بالمائة من حالات الجلطة الحادة في الدول الغربية تحدث بعد التعرض لمحفز ما مثل الانفعال الشديد / حزن او غضب / بنسبة تصل الى 23 بالمائة اضافة الى جهد جسدي شديد بنسبة تصل الى 11 بالمائة و 3 بالمائة بعد وجبة طعام مفرطة .
وبين ان تلك المحفزات تعرض الانسان غير المهيأ صحيا لحدوث احتشاء القلب الحاد مشيرا الى ان الدراسة اظهرت التقدم الملموس في علاج الجلطة الحادة في الاردن حيث يلجأ الاطباء المختصون الى القسطرة الطارئة في ثلث المرضى والقسطرة اللاحقة في حوالي 40 بالمائة وينتهي الامر في 50 بالمائة من الحالات بزراعة الدعامة / الشبكة / المعدنية .
واوضح ان المؤشر الاهم للوسائل الحديثة للعلاج ينعكس على النسبة المنخفضة جدا لحدوث الوفاة في الايام الاولى من المرض والتي تبلغ 5ر2 بالمائة فقط مقارنة مع نسب تصل الى 10 بالمائة في بعض الدول العربية و6 بالمائة في الدول الغربية .
وبين ان الحقيقة الاكثر اثرا هي ان 75 بالمائة من الرجال المصابين بالجلطة الحادة هم من المدخنين وان 50 بالمائة من الحالات لم يبلغ عمرهم الخمسين عاما .
وقال انه بمقارنة تلك النتائج مع الدراسات الغربية فان معدل عمر مريض الجلطة الحادة يبلغ 65 عاما وتبلغ نسبة المدخنين هناك اقل من 30 بالمائة .
واضاف ان 88 بالمائة من المدخنين الاردنيين يصابون بالجلطة الحادة او الذين تجرى لهم عمليات الشرايين يستمرون بالتدخين بعد الاصابة الشريانية التاجية ., مما يدل على ضعف الارادة لدى المريض وعدم الاكتراث بالصحة حيث ان مثل هذا المدخن مع?Zرض للاصابة الثانية والثالثة اللتين قد تؤديان الى الموت المفاجيء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد