حزام البؤس يستهدف جسد الفئة الشابة !!

mainThumb

19-09-2014 03:17 PM

برغم ما يدور على الساحات اليوم وتدشين القوى لدحر التنظيم الاسلامي والمسمى " داعش " والخطط التي  توضع لتقييد الشرق الأوسط لعشرون عاماً مستقبلاً تحت ذريعة الحرب على الارهاب وحماية المدنيين وحقوقهم.

 وبقيادة الولايات المتحدة التي أخرجت داعش من عباءتها ، وتحت سببٍ مُبطن لا يغيب عن أذهاننا وهو أحداث سبتمبر التي خطت عناوين ثأر وأطلقت نذير تحقيقهِ بضخ الفوضى الخلاقة التي اتبعناها على اعتبار أننا نقوى على الهدم البناء !!

وعلى حجم الاختلافات والمراهنات على فشل استراتيجية الولايات المتحدة التي تتسم بالتناقض والتواتر الشديد ، إلا أنه هنالك خطر اكبر يُحدق بنا .

اليوم استمعت الى قناة العربية حيث استضافت المذيعة احد السياسيين الذي غاب اسمه الآن عن ذهني، تسأله بأن "إن أحبط شاب نتاجاً لفقره وضيق حاله فإنه يلتحق بمعسكرات داعش وإن استعصى عليه الزواج كذلك الأمر يلتحق معهم !!" إلى ماذا يشير هذا الأمر ؟ ومن هنا استوقفني سؤالاً .
إلى أي مدى يتأثر فئة الشباب نتاجاً للظروف الاقتصادية التي لا تنفك تضغط على مجسات كفافهم ولا تستوي ومتطلباتهم الطبيعية ؟!

هنا نُدرك بأننا سنواجه خطراً أشد فوضى وبأساً لشرقنا من تلك المنظمة التي سببت رعباً اعلامياً لمتابعيها .

هذا التنظيم الذي صنفه الغرب بالقوى العظمى التي يجب بترها لأنها تشكل تهديداً للعالم، لم يتبادر لنا أن تهديدها ليس بزحفها جيوسياسياً فقط بل باجتذابها لكل من ضاقت به السُبل لتأمين لقمة العيش أو من يرغب بأن يستظل بمن يملك القوى ليحتمي به .

وهل غاب هذا الأمر عن مُصنعيها ؟ طبعاً لا .

أن يتم التلاعب بأسس القوى " فئة الشباب" وتجيّرهم وجرهم لأجندات تُعنى بهدم البنية البشرية وزعزعة ثقة المواطن بوطنه وسياسته.
وخصوصاً في خضم الوضع الاقتصادي الذي تعانيه معظم البلاد وتفشي البطالة وزيادة نسبة العنوسة، وفقدان الحوار الوطني المباشر لسماع وتلبية واحتواء احتياجات شبابنا، يعني تحقيق النصر للغرب، والغريب بالأمر بأننا لسنا فقط نعاني من حروب عربية بحتة، بل أيضاً من ضيق أفق وعجز مخزيان. فأين رأس الحكمة العربية لتفض هذا الهرج الدموي ؟!

 ولا أدري من أين نجد الطاقة على الاسترسال والتحليل والتنقيب بالأحداث الحاصلة ونحن نعلم بأننا نرتكب أكبر وافظع جرائم التاريخ بحق أبنائنا أولاً ثم أوطاننا ثانياً .

هل ندعي الحماقة أم أنه طاب لنا تحكمهم بنا ؟! لا نطالب بالكثير جلّ ما نريده أن يتريث شبابنا قبل أن ينجروا وراء أي تنظيم ، ديننا بيّن وجهاده بيّن وأمر الله في الأرض بيّن . فلا نكن كمن يدعون الاصلاح بالأرض وهم المفسدين.
لنعقل ونتوكل وننتظر فرجاً قريباً، ولا نرمي بأنفسنا إلى حاضناتٍ تحمل رايات ولا تحمل حقاً ، وإن غداً لناظره قريب. وسيتبين الحق رغماً عن أنوف الماكرين .


والله المُستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد