إستباحة الأرض .. قضية وطن أم عشيرة؟!

mainThumb

24-09-2014 11:53 PM

لايوجد أي تشريع في العالم يجيز لأي جهة كانت أن تستبيح أرض مواطن تحت أي غطاء ؛ كما لايحق لأي جهة كانت أن تنتهك حرمة مواطن تحت شعار " الدواعي الأمنية " ، نحن في دولة دستورية ؛ والكل فيها تحت سلطة القانون ، وبالتالي فأي إعتداء على حق أي طرف يكون القانون هو الفيصل وكلمتة تقطع قول كل خطيب !!!.
 
ماحدث في محافظة عجلون ؛ من إعتداء جهة ما على أرض مواطن يشكل سابقة خطيرة في تاريخ الدولة الأردنية ؛ ومهما كانت الدوافع والأسباب ؛ ومن هي هذه الجهة ومستواها ؛ فلايوجد تبرير ولايقبل عذر منها ؛ فنحن عرب لنا أعرافنا وتقاليدنا ؛ وماحدث عمل مشين وخروج على التقاليد الوطنية !!!.
 
نحن في الأردن لانقبل المزايدات ؛ فكلنا نحب وطننا وجميعنا ينحني احتراما لجيشنا العربي الأردني ؛ والأمن الوطني بالنسبة لنا خط أحمر لانسمح بالمساس أو محاولة المساس به من أي جهة كائنة من تكون ؛ لكننا في الوقت نفسه ؛ لانقبل أن يستغفلنا أحد كائنا من يكون أيضا ؛ فنحن ولائنا لقيادتنا حبا لاعبودية وإنتماءنا لوطننا عقيدة وليس تجارة !!!.
 
عندما إستقبل شيوخنا ووجها عشائرنا الملك المؤسس – رحمه الله- في مطلع القرن الماضي ؛ لم يكن دافعهم في ذلك خوف من سلطانه ولاطمع في جاهه ؛ بل حب في نسبه الطاهر وبيعة خالصة لأمير شرعي ؛ وكان عقدا إجتماعيا مقدسا قوامه الصدق والوفاء ؛ وقدمنا من أجل ذلك الشهيد تلو الشهيد في جيش عربي رفع راية الهاشميين كابرا عن كابر !!!
 
واستمر الاهل في بيعتهم وحافظوا على ماعاهدوا عليه ؛ وهم غيرُ نادمين على ذلك ؛ إلا أنهم عاتبون ؛ وكما يقال : العتب على قدر المحبة ؛ فكيف يدخل نفر يحتمون بالملك ؛ أو يدعون أنهم من جنده ؛ بيوتنا من غير إستئذان ؟! ، فإن كانوا كذلك ؛ فالحق لنا ؛ ونطلبه من ولي أمرنا ؛ وإن كانوا قد تستروا بزي عسكري ليخدعونا ؛ فولي الأمر الأقدر على حمايتنا ورد الإعتبار لنا ، فالقائد هومن يحمي رعيته !!!.
 
وللأهل والعشيرة نقول : إن إستباحة أرض العشيرة ؛ هو إستباحة سافرة لبيت كل مواطن ؛ وعليه ؛ فالمسألة لاتناقش ضمن أروقة العشيرة لوحدها ؛ فالأمر يتطلب أن تدعو العشيرة من خلال وجهائها ورجالاتها وشيوخها إلى لقاء وطني يضم إضافة إلى وجها وشيوخ جبل عجلون ؛ رجالات وشيوخ ووجها الاردن من كافة محافظاته وأطيافه ومؤسساته المجتمعية والمدنية ؛ لبحث هذه المسألة ضمن البيت الأردني الواحد وبروح وطنية صادقة للمحافظة على أركان هذا البيت قبل فوات الآوان فاستباحة الأرض قضية وطن وليس عشيرة !!!. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد