المرحلة القادمة يحكمها المعلمون الشرفاء ؟!

mainThumb

17-10-2014 02:08 PM

"يدلي"كل مارق كذّاب بدلوه على شاشة تلفاز أمنيَّةِ وصحيفة حَسب ما يريد سيّدهم الصنم وزبانيته ، ويمارس دورَه كعَبد مطيع من اجل كرسي تنتهي صلاحيته طوعاً وكرهاً ، وإن تزيّن بأجمل الثياب والمكاتب ، وجميعنا يعرف حجم المؤامرة على المعلمين والطلبة مجتمعَين ؛ لأن الوطن والنظام السياسي العادل يحتاج لجيل كامل دون دماء وثورة حسب منطق الفِكر ، وهذا الشكل الحقيقي من مرحلة البناء التي نتمنى ؛ هي نفسها الصورة لكل الشعوب العربية التي عانت ولا زالت إذا لم تطبّق هذا النهج وهو البدء بانتاج جيل يؤمن بواجبه ووطنه والحفاظ على مكتسباته بعيداً عن زناديق المرحلة ، والذين مارسوا على شعوبهم كل التناقضات والتي يخجل منها حتى الشيطان - سرقات ، ونهب ، وسلب ، وبيوعات ، واختصار الانسان بدائرة من الخوف والخيال ...

الكل ’يشاهد مجلس نقابة المعلمين السابق والحالي - فأول ممارساتهم البعيدة ’كل البعد عن الدين والمنطق ؛ التلاعب بأموال المعلمين العام وبتصرفات كثيرة مدعومة بقانون وضعي انتجته الرأسمالية والبروتوكولات الفاسدة ، ما ’يبيح لهم العبث بالمال العام وبحماية قانونية ، ولكنها ممارسات وبالتأكيد ’محرّمة شَرعاً وقانوناً في الدول التي يحكمها القانون والمسائلة حتى الدين ، ورضوخهم لقرارات الوزارة العمياء المتشعّبة الاخطاء أيضاً ومحميّة بقانون ، وإسدال الستار على أموال الضمان المنهوبة ، والتأمين الصحي الممارس عليه كل أشكال العبث ، وتلاعبهم بقصد أو غير قصد بفرض علاوة طبشورة يستفيد’ منها من هم بأعلى الدرجات الوظيفية والمجيرين لخدمة الفساد ، وقد سقط هذا المطلب والحمد لله ، وغيره سيسقط من المطالب الخمسة التي قالوا انها تحققت ؟! ؛ لأن الحسابات المدروسة مع أطراف عِدّة هي من أجل بقائهم يحكمون معلمين مقصيين في كل ارجاء الوطن عن المشهد العام التعليمي برمته ، فلا حول لهم ولا قوّة ، ولا أتصور أن المعلمين في المراحل القادمة يستطيعون ان ينتجوا مجلساً شفافاً صادقاً مع نفسه وربّه من أجل معلم لا يزال يئن تحت وطأة الغياب والتهميش والحاجة تحت ظل حسابات إخوانية وغير إخوانية .

يستطيع المعلّم في كل حصة أن يستنبط من أي درس مفصل يعيد انتاج فكرَة وثقافة يمكن لها أن تصنعَ انسان بعد سنوات الدراسة ، و’يعني ذلك إعادة إنتاج وطن بأكمله ، وقانون ، و’حكم للشعب فيما بَعد ، فكل المؤسسات بما فيها الجيش يكون قد تتلمذ منتسبيها بوعي مزروع كثمرة طيبة حان وقتها على أيادي نخبة المجتمعات من المعلمين (قادة الفكر وصانعي الحدث في المستقبل) ، فلا مجال للمسؤول الفاسد ان يمرِّرَ مَنطقَ اللصوصية والفنتازيا المرض الذي كسّر كل مفاصل مجتمعاتنا وقيمنا ، وفي أي دائرة من دوائر الدولة ، وعلى أي فرد من أفراد المجتمع الذي بناه المعلّم بموضوعية وخلق سوي وقبل كل ذلك " فِكرَة " ، فلا تتقيدون بأوراق تمرَّر عليكم من الوزارة المتخبطة في القرارات ؛ لأن الهدف منها تكسير البنية التحتية لكرامة المعلّم والطالب ؛ ولإعادة أدلجتهم على السمع والطاعة ، وبذلك نستطيع بعد عشرين عاماً من الآن ان نحقق ما يلي :

- تقدير قيمة الجندي الذي يحمي الوطن والمواطن ولا يحمي جَلّاده ، ورفده بكل الحقوق المكتسبة لابنائه من تعليم ودخل وحياة أفضل على ’كل الصعد ، وليس كما هو حاله الآن بلا شيء . وواجبه يبدأ بزج اللصوص في السجن ، وتقديمهم للعدالة أمام الشعب المسروق ، والمعلّم كذلك .

- تولي أمور بناء الدولة والانسان والمؤسسات بيد المعلمين بعد إعطائهم حقوقهم كما في المانيا العظمى ، وانتاج مواطن يؤمن بأن فلسطين هي البوصلة الرئيسة للأمة العربية والمسلمين ، ولا يوجد على خارطة الوطن العربي محتل اسمه اسرائيل .

- بعد أن نبني الطالب خلال سنوات الدراسة في المدرسة والجامعة ، وتعريفهم مرات ومرات بالحقوق المكتسبة للمواطن بشكل عام من تعليم ومسكن ومشرب وطعام ودخل وعمل وعلاج ، وعدوِّ يرقد هناك - فنستطيع وباقتدار أن ’ننتج مجلساً نيابياً يحتكم للشعب بعدالة ، وبعدها يكون القانون هو الحَكم بيننا - فلا عبودية وفساد ومنيّة ( مكرمات من جيوب الشعب ومقدراته ) من أحد - فقد انتهى عصر الاحتلال الفكري الفاشي والظلم ، وانتهت حرب الفشل وانتصارها على النجاح والاخلاق ، وذهب الجميع الى قبور الفاسدين للعنهم والدعاء عليهم ، وانتهى عصر الفوضى والجوع ، واللهث وراء لقمة عيش وعلاج وتعليم وعمل هو من حق المواطن - فلا يجوز بعدها أن نشتري الولاءات على اساس التفرقة والفئة والعنصرية والاقليمية البغيضة كما هو حاصل الآن .

- وبعد ان يتحقق ذلك بجهود المعلمين النبلاء في ارجاء الوطن ؛ نلتفت جميعاً ، وبمختلف توجهاتنا الفكرية إلى هناك ؟! حيث فلسطين ترقد تحت ظلم وقهر العدو غير المعترف به شعبياً وأممياً ودينياً وعقائدياً، ونبدأ بالاستقلال الحقيقي في أن نمتلك زمام أمورنا - أن هناك محتل صهيوني كالورم الخبيث ، ولا ’بدَّ من اجتثاثه متوحدين على الهدف والمصير الواحد .... فالمعلّم هو الاساس - فاختاروا كيف تكونون ؟!

- كل معلّم ومعلمة يحاول إعادة انتاج ما حصل من مسرحية انتخاب لتيارين مختلفين لتوجهاتهم غير السويّة ، ومرة أخرى كمجلس لنقابة المعلمين - هو فئوي - طائفي - مأزوم - يتآمر على مصلحة المعلمين والوطن برمته ، وإذا ما أ’عيد أحدهم مرة أخرى ليحكم المعلمين - فلا بأس بما تمارسه الحكومات عليكم من إذلال وقهر وجوع وسرقة تستحقونه بما كسبت أيديكم ... فالمجلس الاول والثاني رهينان لمؤسستين تنال من طموح الشعب الاردني واستحقاقه وهويته - الاولى أمنية وهدفها بقاء الفساد وحمايته على حساب المواطنين جميعاً ، والثانية هي المحاصصة مع الأولى لاكتساب ما أخفقوا بنيله من المرات السابقة ، والمادة الرئيسة لمحاصصاتهم هي المعلّم - فهل تقبلون ان تكونوا حجارةً صَمّاءَ ؟ فلقد أسقطوا أصواتكم ونضالكم في الوحل ، ومارسوا عليكم كل أشكال المقولبات - فهل تتعلمون ؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد