حروب الجيل الرابع / الجزء السادس والأخير

mainThumb

25-10-2014 10:57 AM

في كلمة رئيسة الأرجنتين السيدة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر في إفتتاح إجتماعات الدورة العادية  التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة  لعام 2014  وردت بعض المقاطع التالية قبل العمل على وقف البث المباشر لكلمتها
"اجتمعنا منذ عام وكنتم تعتبرون نظام الأسد إرهابي . وكنتم تدعمون المعارضة الذين كنا نعتبرهم ثوار واليوم نجتمع للجم الثوار الذين تبين فيما بعد  انهم إرهابيون  ومعظمهم تدرج في التنظيمات الإرهابية  وانتقل من المتشدد إلى الأكثر تشددا".
"أصدرتم قرار محاربة القاعدة بعد أحداث سبتمبر واستبيحت بلاد وقتل أهلها  تحت هذا العذر مثل العراق وأفغانستان وما زالت هاتان الدولتان تعانيان من الإرهاب بالدرجة الأولى ".
"رحبتم بالربيع العربي ودعمتموه في تونس ومصر وليبيا  وغيرهم  وأوصلتم الإسلام المتشدد للحكم  في هذه البلدان بقراراتكم ومباركتكم  وما زالت شعوب تلك الدول تعاني من وصول المتشددين  الإسلاميين إلى الحكم  والعبث بحريات المواطنين هناك ".
"اتضح من خلال القصف على غزة  فداحة الكارثة  التي ارتكبتها إسرائيل  وموت العديد من الضحايا الفلسطينيين بينما اهتممتم بالصواريخ التي سقطت على إسرائيل والتي لم تؤثر أو تحدث خسائر في إسرائيل" .
"اليوم نجتمع هنا لإصدار قرار دولي حول تجريم داعش  ومحاربتها . وداعش مدعومة من قبل دول معروفة أنتم تعرفونها  أكثر من غيركم وهي حليفة لدول كبرى أعضاء في مجلس الأمن ".

وحسب أحد تقارير عميل المخابرات الأمريكية الهارب  إدوارد سنودن صاحب وثائق ( ويكي ليكس ) أكد أن دولة العراق الإسلامية هي نتاج تعاون استخباري أمريكي بريطاني إسرائيلي  وأنه تم وضع خطة  تحت رمز ( عش الدبابير ) من أجل تجمع أكبر عدد ممكن من  الميليشيات الإسلامية  وتقويتها من أجل زعزعة أنظمة الحكم في الدول العربية وجر الدول المسلمة إلى صراع طويل الأمد بين السنة والشيعة

هذا الحشد الهائل من الجيوش الغربية والعربية والإسلامية  وهذه الإجتماعات على مستوى رؤساء الأركان وهذه القيادات السياسية للدول العظمى وللدول العربية بكل إمكاناتها الإستخبارية العسكرية ومخابراتها المدنية لا أحد ( أكرر لا أحد ) يريد الإجابة على ثلاثة أسئلة محددة
من الذي أوجد تنظيم داعش ؟
ما هو الدافع الحقيقي لخلق تنظيم داعش ؟
متى سينتهي دور داعش ؟

الربيع العربي  كيف بدأ وانتشر في عدد من الدول العربية :
السودان :
قبل البدء في استعراض الأحداث التي اجتاحت العالم العربي منذ ثلاثة أعوام ونيف لا بد لنا من أن نستعرض بعض جذور الصراع التي غرستها الدول العظمى وبالذات بريطانيا في قلب العالم العربي ولقد اخترنا السودان لطرحه كمثل عربي على وضاعة وخبث الإستعمار الغربي  وتخطيطه في إيقاع الفتنة العرقية والطائفية والدينية المستمرة ضمن الدولة الواحدة وإبقاء جذوة الحرب الأهلية مستعرة  ولقد تعاملت حكومة الإحتلال البريطاني مع جنوب السودان  بشكل منفصل عن الشمال وتركته بين خيارين إما إنشاء إدارة فيدرالية للجنوب وضمه للشمال  أو ضم الجنوب للشمال كإقليم عادي كغيره من أجزاء الشمال  الأخرى  واتبعت أساليب قمة في الدهاء الشرير  من حيث استثناء الجنوب من المجلس التشريعي  ومنع المجلس من مناقشة أي أمر يتعلق بالجنوب واستعمال اللغة الإنجليزية  واللغات المحلية في التعليم ومنع تدريس اللغة العربية  وتغييب الدعوة الإسلامية عن الجنوب وتشجيع التبشير المسيحي   واستصدار قانون المناطق المقفولة   الذي ينص على منع التجار الشماليين من الإستيطان في الجنوب حتى اتضح أخيرا ما تعارف على تسميته بمنطقة الحكم الذاتي  الذي يعرف بجنوب السودان . ولقد تعرض السودان إلى حربه الأهلية  الأولى عام 1955 نتيجة عصيان كتيبة جنوبية للأوامر الصادرة إليها بالإنتقال إلى شمال السودان وانفلتت زمام الأمور الأمنية في الجنوب وتعرض  كثير من الشماليين في الجنوب  للقتل والأذى  على أسس عرقية ودينية  واستمر الصراع لمدة 19 عاما  وانتهى الصراع بتوقيع اتفاق أديس أبابا عام 1972  الذي لم يعالج بذور الصراع  وشهد السودان الحرب الأهلية الثانية  التي بدأت عام 1983  والتي استمرت طوال 22 عاما وهي إحدى أطول وأعنف  الحروب الأهلية وراح ضحيتها ما يقارب 1.9 مليون قتيل ونزح خلالها أكثر من 4 ملايين  وانتهى النزاع رسميا مع توقيع اتفاق  للسلام في كانون الثاني عام 2005  بين حكومة  رئيس السودان عمر البشير  وبين قائد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرانق على أن يتبعه استفتاء  رسمي على تقرير المصير  والذي تم إجراؤه في كانون الثاني عام 2011 وبناء على نتائج هذا الإستفتاء  انفصل جنوب السودان رسميا عن السودان الأم  وتم الإعلان  بتاريخ 9/7/2011 رسميا عن ميلاد جمهورية جديدة مستقلة في جنوب السودان بإسم ( جمهورية جنوب السودان )  وبالرغم من أن إتفاق السلام قد أنهى الحرب بين الشمال والجنوب لكنه لم ينه الخلاف على ملفات من بينها ترسيم الحدود   ومصير الديون المشتركة   وتقاسم واردات النفط  والذي تقع آباره في الجنوب ولكن أنابيب النفط تمر  عبر الشمال من أجل تصديره .
هذه لمحة بسيطة عن تاريخ دولة عربية تعرضت منذ استقلالها إلى حرب مفروضة عليها أورثتها إياها بريطانيا العظمى . وسوف نستطلع خلال استعراضنا للدول العربية التي عصف بها ربيع الثورات  بعض مواضع الصراع والميراث الذي زرعته فينا دول الغرب وفي بعض الأحيان دول الشرق في إشارة إلى الإتحاد السوفياتي سابقا وروسيا حاليا وجمهورية إيران الإسلامية .
تونس :
بتاريخ  17/12/2010 أقدم المواطن التونسي طارق الطيب محمد البوعزيزي بإضرام النار في جسده  أمام مقر ولاية سيدي بو زيد  احتجاجاعلى مصادرة  السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد  لعربته التي كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه  وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد  تقديمها  بحق الشرطية  فادية حمدي التي صفعته على وجهه أمام الملأ  وقالت له باللغة الفرنسية (DEGAGE) أي ( إرحل ) والتي تحولت هذه الكلمة فيما بعد إلى شعار الثورة للإطاحة  بالرئيس زين العابدين بن علي  مما أدى إلى الإنتفاضة الشعبية والثورة التي أطاحت بالنظام التونسي خلال شهر  حيث غادر الرئيس التونسي  زين العابدين بن علي  وعائلته  البلاد في طائرة خاصة متوجها إلى جدة  بتاريخ 14/1/2011 . ولقد توفي طارق الطيب محمد البوعزيزي  بعد 18 يوما متأثرا بحروقه ليكون أول شهيد عربي في الربيع العربي .
مصر :
بتاريخ 25/1/2011 المتزامن مع عيد الشرطة  انتشرت الدعوات من خلال مواقع التواصل الإجتماعي   فيسبوك وتويتر  إلى التظاهر من قبل العديد من القوى السياسية  غير الحزبية  كلنا خالد سعيد وحركة شباب 6 أبريل  وحركة شباب من أجل العدالة  والحرية والحركة المصرية من أجل التغيير  والجمعية الوطنية للتغيير  والحركة الشعبية الديمقراطية  للتغيير ( حشد) وقد لبى الدعوة  أعداد غفيرة من مختلف  طبقات المجتمع  المدني كما أعلنت جماعة الأخوان المسلمين  مشاركتهم في مظاهرات 25 يناير .
ولقد حددت الدعوة ثلاثة ضوابط  للمشاركين في المظاهرات  أكدت احترامها للشرطة كهيئة وطنية  وحذرت من أعمال التخريب أو أعمال الشغب ونفت الجماعة دعوتها  للحشد في موقع  معين بحيث تعم المظاهرات كامل النطاق  الجغرافي في مصر  فاندلعت المظاهرات في القاهرة  في ميدان التحرير والإسكندرية  والسويس والمحلة الكبرى  والإسماعيلية وغيرها من محافظات مصر  وأضحت في مساء اليوم  تظاهرات شعبية عارمة  ترفع شعارات ضد الفقر ضد الجهل ضد البطالة ضد الغلاء ضد الفساد وأخذوا يطالبون  برحيل الحكومة  وتزايدت أعداد الحشود  بعد انتشار  نبأ سقوط أول شهيد للثورة المصرية  غريب عبد العزيز  في مدينة السويس . وكانت  تظاهرات  25/1/2011 بمثابة الشرارة الأولى  التي أشعلت لهيب الثورة المصرية  رافعة شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " . وبعد 18 يوما  من استمرار المظاهرات  ووقوع المصادمات  أعلن السيد عمر سليمان  نائب رئيس الجمهورية بتاريخ 11/2/2011  نبأ تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن السلطة وتولي  المشير محمد حسين الطنطاوي  رئاسة الفترة الإنتقالية  بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات  المسلحة . وخرج الملايين في جميع المحافظات  إلى الشوارع والميادين  ابتهاجا بتحقيق أول مطالب الثورة المتمثل في إسقاط النظام . وبتاريخ 17/4/2011 قررت جماعة الأخوان المسلمين  وجناحها السياسي المتمثل  في حزب الحرية والعدالة  الدفع بمحمد مرسي  مرشحا للرئاسة . ولقد تصدر كل من محمد مرسي  وأحمد شفيق الجولة الأولى من الإنتخابات  الرئاسية  لكن دون حصول أي منهما على أكثر من 50%  المطلوبة للفوز  . مما اقتضى إجراء  جولة ثانية  من الإنتخابات وبتاريخ 24/6/2012  أعلنت لجنة الإنتخابات  الرئاسية في مصر  عن فوز محمد مرسي في الجولة الثانية  من الإنتخابات بنسبة 51.7% بينما حصل أحمد شفيق على نسبة 48.3%  .
بتاريخ 30/6/2012 تولى محمد مرسي  كأول رئيس مدني منتخب منذ حصول مصر على استقلالها حتى تاريخ 3/7/2013 حيث قامت ثورة جماهيرية عارمة جديدة مدعومة من قبل القوات المسلحة المصرية  بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي  وإلقاء القبض عليه .  ومن ثم نصب عدلي محمود رئيسا مؤقتا لمصر  بإعتباره رئيس المحكمة الدستورية  واستمر في منصبه من 4/7/2013  لغاية 8/7/2014  حيث تولى  المشير عبد الفتاح السيسي السيسي رئاسة الجمهورية بعد فوزه الساحق في انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية  بعد حصوله على أكثر من 23 مليون صوت بنسبة فاقت 96% من أصوات الناخبين .
ليبيا :
بتاريخ 15/2/2011 وإثر اعتقال محامي ضحايا سجن بوسليم  فتحي تربل  خرج أهالي الضحايا في مدينة بتغازي   ومناصريهم لتخليصه من الإعتقال لعدم وجود أسباب  مقنعة لإعتقاله  . وارتفعت الأصوات مطالبة بإسقاط النظام  وإسقاط العقيد معمر القذافي شخصيا  مما دعا الشرطة إلى استخدام العنف  ضد المتظاهرين  واستمرت المظاهرات حتى صباح اليوم الثالي  وامتدت الإنتفاضة لتشمل الرجبان والزنتان  وشهدت البيضاء سقوط  أول شهداء الثورة بتاريخ 16/2/2011 وقام المتظاهرون بحرق  مقر اللجان الثورية  ومركز الشرطة المحلي   ومبنى المصرف العقاري في الزنتان وتزايد عدد الشهداء وما أن اطل صباح 17/2/2011   حتى امتدت الإنتفاضة إلى  معظم مدن المنطقة الشرقية   بعد سقوط أكثر من 400 قتيل وجريح برصاص الأمن العام  .
بتاريخ 19/2/2011 إتسعت رقعة  المظاهرات إلى عدة مدن  ليبية ووصولها إلى طرابلس وسقوط مدينة بنغازي  من قبضة نظام القذافي وبتاريخ 21/2/2011  تم استخدام الطائرات  لتفريق المتظاهرين في طرابلس  وفي اليوم التالي أعلن  وزير الداخلية الليبي  اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي استقالته وانضمامه لثورة 17 فبراير  تبعه انشقاق مسؤولين ليبيين كبار و دبلوماسيين  إلى الثورة  الجديدة  وأعلن القذافي أن تنظيم القاعدة هو وراء الأحداث .
وبتاريخ 25/2/2011  دعا الرئيس الفرنسي نيكولاي سيركوزي  الرئيس القذافي إلى الرحيل  وأعلنت الولايات المتحدة فرضها عقوبات على النظام الليبي  وبتاريخ 27/2/2011 قرر مجلس الأمن فرض عقوبات على نظام القذافي  وشمل حظرا على سفر القذافي وأفراد عائلته وبعض المقربين إليه وتجميد أرصدتهم  وإحالة القذافي إلى  المحكمة الجنائية الدولية . تبعه في اليوم التالي  إقرار الإتحاد الأوروبي  حزمة عقوبات على القذافي  وحكومته وعائلته من بينها حظر على بيع الأسلحة  والسفر إلى دول الإتحاد الأوروبي.
 بتاريخ 1/3/2011  تم الإعلان عن تشكيل  المجلس الوطني  الإنتقالي  في بنغازي  ليتولى شؤون  المناطق المحررة  بما في ذلك الإتصال بالدول الأجنبية وإدارة المعارك العسكرية  وتم عقد الإجتماع الأول  بتاريخ 5/3/2011
بتاريخ 7/3/2011  طالب مجلس التعاون الخليجي  بفرض حظر جوي على ليبيا ولوح الرئيس الأمريكي باراك أوباما  بالخيار العسكري ضد ليبيا . وفي اليوم التالي صدر نداء أممي لإغاثة مليون لاجىء   من ليبيا  حيث تركزت المعارك في الزاوية قرب طرابلس  ورأس لانوف في الشرق
بتاريخ 10/3/2011 أعلنت  فرنسا اعترافها بالمجلس الوطني الإنتقالي  وطالبت بشن  غارات جوية  محدودة  على قوات القذافي وبتاريخ 12/3/2013  طالب وزراء الخارجية العرب المجتمعون في القاهرة  مجلس الأمن الدولي  بفرض حظر  جوي على ليبيا  لمنع القذافي من قصف المدن  والثوار بالطائرات  في حين كانت قوات القذافي تشن  هجومها في محاولة لإستعادة السيطرة على  مدينة مصراته .
بتاريخ 17/3/2011  أصدر مجلس الأمن قرار رقم 1973 بفرض حظر جوي  على ليبيا وإباحة  استخدام القوة  لحماية المدنيين  من هجمات القوات التابعة للقذافي  وامتنعت خمس دول عن التصويت على القرار هي روسيا الصين وألمانيا والهند والبرازيل .
بتاريخ 19/3/2011  أعطى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامره للقوات الأمريكية ببدء عملية عسكرية محدودة ضد ليبيا  حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون  أن سفنا حربية وغواصات أمريكية وبريطانية  أطلقت 110 صاروخ من نوع توماهوك  ضمن المرحلة الأولى  من عملية فجر الأوديسا  لإرغام القذافي على التقيد بحظر الطيران كما أعلنت فرنسا أن طائراتها  شنت غارات جوية على عدد من الدبابات والمركبات  على الكتائب الموالية للقذافي. وبتاريخ 21/3/2011 أعلنت الولايات المتحدة  أنها ستسلم  قيادة العمليات  العسكرية  في ليبيا إلى حلف الناتو
بتاريخ 28/3/2011  أعلنت قطر اعترافها بالمجلس الوطني الإنتقالي  ممثلا للشعب الليبي
بتاريخ 6/4/22011 الرئيس معمر القذافي يناشد الرئيس الأمريكي وقف العمليات العسكرية لحلف الناتو  في ليبيا.
بتاريخ 10/4/2011 الرئيس معمر القذافي يستقبل  وفد الرؤساء  الأفارقة  الذين يتوسطون  لإيقاف المعارك  وإيجاد حل للأزمة الليبية ولكن المجلس الإنتقالي  في اليوم التالي أكد رفضه للخطة الإفريقية وتمسكه برحيل  القذافي .
بتاريخ 30/4/2011   قام حلف الناتو بشن هجوم بالصواريخ  على منزل في طرابلس أسفر عن مقتل الإبن الأصغر  للقذافي  سيف العرب وثلاثة من أحفاده
بتاريخ 22/5/2011  الإتحاد الأوروبي يفتتح  ممثلية في بنغازي   وبتاريخ 27/6/2011  أصدرت  المحكمة الجنائية الدولية  مذكرات اعتقال بحق  معمر القذافي وسيف الإسلام  وعبد الله السنوسي  لإرتكابهم جرائم ضد الإنسانية
بتاريخ 20/8/2011  الثوار ينجحون في السيطرة على العاصمة طرابلس
وبتاريخ 20/10/2011 شاهدتُ كغيري  من المشاهدين صور اعتقال معمر القذافي  واستمعت إلى أولى كلماته وهو لازال  مختبئا تحت العبارة  ومن ثم تعرضه للضرب ونقله إلى  السيارة التي نقلته من سرت إلى مصراتة كان حيا حين تم إلقاؤه في السيارة  ولكنه كان ميتا حين وصل إلى مصراته وهناك أثر لطلقة في الجبهة فوق العين اليسرى اخترقت جمجمته وتسببت في وفاته.
ولقد اختلفت المعلومات حول تعداد قتلى المعارك الليبية ولكنها كانت الأعلى من ضمن الثورات  العربية  في ذلك الوقت حيث وصل عدد القتلى 50 ألف وعدد الجرحى  70 ألف    وأكثر من 20 ألف مفقود .
اليمن :
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تولى السلطة عام 1978 حتى عام 2012 حيث قام الرئيس بتسليم السلطة  بعد سنة كاملة من الإحتجاجات وعلى رأسها ما عرف بإسم  ثورة الشباب اليمنية أو ثورة التغيير السلمية ويطلق عليها اسم ثورة 11 فبراير علما بأن أولى المظاهرات الفعلية قد بدأت بتاريخ 15/2/2011 واستمرت ثورة الشباب  فعليا حتى انتخاب  عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلاد عام 2012 ولكن ظلت الإعتصامات والمظاهرات  تقام من فترة لأخرى  حتى قيام الرئيس  هادي بتفكيك  شبكة أقارب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح  من المناصب العليا  ومن الجيش ضمن خطوات إعادة هيكلة  الجيش اليمني  وبتاريخ 18/4/2013 رفعت آخر خيام التغيير بصنعاء  وأعلنت قيادة ثورة الشباب اليمنية تعليق الإعتصامات والمظاهرات .
وقبل التطرق إلى مجريات الثورة ومراحلها يجدر بنا الإشارة إلى نقطة هامة ترجع في تاريخها الى بداية عام 2004  في شهر يناير  وذلك أثناء قيام الرئيس علي عبد الله صالح بزيارة إلى  محافظة صعدة   لأداء صلاة الجمعة  وأراد علي عبد الله صالح أن يخطب في جموع المصلين ففوجىء   بإطلاق صرخات تردد شعارات ( الموت لأمريكا  الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود  النصر للإسلام )  وكانت هذه الشعارات قد بدأ  عدد كبير من الشباب الذين التفوا حول حسين بدر الدين الحوثي بترديدها في المساجد اليمنية بعد قيام القوات الأمريكية بإحتلال العراق عام 2003 . ولقد تم اعتقال  800 شخص من أنصار الحوثيين . ولقد طلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من حسين الحوثي الإلتقاء به في صنعاء إلا أن حسين الحوثي رفض ذلك  وفي شهر حزيران 2004 حاولت فرقة عسكرية من الجيش اليمني  توقيف حسين الحوثي  الذي كان يعيش في مديرية مران  وأدت هذه المحاولة  إلى إندلاع مواجهات بين الحوثيين   والقوات الحكومية  أدت فيما بعد  إلى بداية الحرب بشكل رسمي بتاريخ 18/6/2004 وتم الإعلان عن مقتل  حسين بدر الدين الحوثي بتاريخ 10/9/ 2004  واستمرت الحروب المتتالية بين الجيش اليمني والحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي  الشقيق الأصغر لحسين الحزثي حتى تجاوزت الست حروب تخللتها إتفاقية للهدنة تحت رعاية قطرية  .وفي عام 2011  اشتبك الحوثيون مع قوات سعودية في تلك الأثناء كان الرئيس اليمني قد صب جل اهتمامه  بعد احتلال أفغانستان بمحاربة تنظيم قاعدة الجهاد الجنوبي  التابع لتنظيم القاعدة .
يحاول الكثيرون من المفكرين والباحثين  ربط الحوثيين  بتيار الشباب المؤمن الذي تم تأسيسه  عم 1992 بزعامة كل من  محمد سالم عران  وعبد الكريم جدبان  اللذين يقال إنهما كانا على إتصال  وثيق بقادة شيعيين في كل من إيران   ولبنان 
بتاريخ 11/2/2011  خرج الآلاف من الشباب  إلى الميادين العامة في صنعاء  ومدن الجنوب ابتهاجا  بإنتصار الثورة  الشعبية المصرية وطالبوا بتحسين أحوالهم الإجتماعية
بتاريخ 15/2/2011  المعارضة اليمنية تطالب بتنحية جميع أقارب الرئيس من المناصب القيادية  في المؤسسات العسكرية والأمنية والحكومية  والرئيس اليمني يقرر فتح مكتبه  للإستماع للمواطنين ومناقشة  قضاياهم
بتاريخ 20/2/2011  الرئيس علي عبد الله صالح  يجدد دعوته للمعارضة من أجل الحوار ولكنه يؤكد أنه لن يرحل إلا عبر  صناديق الإقتراع
آلاف الحوثيين يتظاهرون شمال صعدة بالتزامن مع آلاف المتظاهرين  في ساحة التغيير في صنعاء   يطالبون برحيل على عبد الله صالح
بتاريخ 1/3/2011 إتساع رقعة  الإحتجاجات  والرئيس اليمني يعلن  أنه مستعد للرحيل شريطة ضمان انتقال سلس للسلطة  ويقرر إقالة  حكام خمس محافظات سادتها المظاهرات
بتاريخ 10/3/2011 الرئيس اليمني يدعو إلى الإنتقال من نظام الحكم الرئاسي إلى نظام برلماني والإستفتاء على دستور جديد للبلاد  وفي اليوم التالي شهدت البلاد  مظاهرات حاشدة  في مناطق مختلفة في اليمن  رفضا لمبادرة الرئيس وارتفاع نسبة النواب  المستقيلين من المؤتمر  الشعبي الحاكم إلى 18
بتاريخ 3/6/2011 تم استهداف الرئيس  علي عبد الله صالح  عقب صلاة الجمعة  بمسجد في دار الرئاسة   تم نقله بعدها إلى السعودية لتلقي العلاج   وقتل في العملية 11 شخصا من حراس الرئيس  وأصيب ما يقارب ال 124 شخصا بينهم عدد كبير من المسؤولين
23/9/2011 عودة الرئيس  علي عبد الله صالح  إلى اليمن  بعد رحلة علاج في السعودية  وإندلاع مواجهات بين قواته  وقوات مساندة للمطالبين برحيله أوقعت  13 قتيل
23/11/2011 الرئيس اليمني  يوقع في الرياض على إتفاق نقل السلطة  في ضوء المبادرة الخليجية   حيث اتفقت الأطراف  على تشكيل حكومة وحدة وطنية  خلال 14 يوما  وإجراء إنتخابات رئاسية خلال 90 يوما
21/1/2012  صوت مجلس النواب اليمني  بالإجماع على منح الرئيس اليمني حصانة ضد أي ملاحقة قضائية   كما أجمع المجلس على تزكية  عبد ربه منصورهادي مرشحا توافقيا للإنتخابات الرئيسية المبكرة . ولقد شارك  65% من أصوات الناخبين المسجلين في انتخاب الرئيس اليمني الجديد حيث قام بتاريخ 25/2/2012 بأداء اليمين الدستورية  أمام البرلمان  وأصبح رئيسا لليمن بعد تنازل  علي عبد الله صالح عن السلطة رسميا بتاريخ  27/2/2012
سوريا :
بتاريخ 6/3/2011 قامت الأجهزة  الأمنية  في مدينة درعا  بإعتقال عدد من تلاميذ المدارس  بعد أن قاموا  برسم جمل وكتابات  مناهضة للنظام  الحاكم على جدران المدارس  في محافظة درعا تأثرا بموجة الثورات العربية  في تونس وليبيا ومصر. وبدأ اهل الطلبة بالتحرك من أجل إطلاق سراح أبنائهم  حيث توجه بعض الشيوخ وزعماء قبائل المنطقة إلى محافظ درعا  وقدموا له عمائمهم  وهو تقليد متبع كإشارة  على مطلبهم بإطلاق سراح أبنائهم . ولكن المحافظ قام بطردهم  ولم يبال بتنفيذ مطالبهم مما أدى  إلى قيام الآلاف  بالخروج في مظاهرات تندد بالحكومة .
بتاريخ  18/3/2011  انطلقت مظاهرات كبيرة في مدينة درعا ضمن فعاليات جمعة الغضب  وقد قابل رجال الأمن هذه المظاهرة  بإطلاق نار على المتظاهرين مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى  وعدد من الجرحى وفي اليوم التالي   خرج الآلاف لتشييع  قتلى الجمعة  واستمرت المظاهرات يوما بعد يوم  وتزايد عدد المتظاهرين  على عشرة آلاف متظاهر  وامتدت المظاهرات إلى القرى المجاورة  جاسم ونوى والشيخ مسكين
بتاريخ 22/3/2011 استمرت المظاهرات  واعتصم بعضهم في المسجد العمري  وقامت قوات الأمن  بإقتحام المسجد فجر اليوم التالي في الساعة الواحدة والنصف صباحا  وإطلاق النار على المعتصمين  مما أدى إلى مقتل ستة مدنيين. كما شهد اليوم ذاته هجوما مسلحا  من قبل مجهولين على  سيارة إسعاف أدى إلى سقوط  أربعة قتلى  من بينهم شرطي  . وتفاقمت المظاهرات  حتى زادت على ثلاثين ألف متظاهر . 
إن ما جرى في درعا  إنما هو صورة  لما جرى في كل المحافظات والمدن والقرى  والمدارس والمساجد  الفرق الوحيد أنها تختلف في التسمية وفي أعداد القتلى  مثل جمعة الكرامة  وجمعة الشهداء  وجمعة الصمود وجمعة الإصرار  وجمعة الغضب
الحرب الرابعة حرب الخلايا النائمة وحرب الإنابة :
بعد الخسائر المادية  والبشرية والمعنوية الهائلة التي تكبدتها الولايات المتحدة في حروبها ضد الإرهاب لا سيما بعد احتلالها لكل من أفغانستان والعراق وبعد العودة إلى مخططات سابقة لتفتيت العالم العربي والإسلامي  وفي مقدمتها  وثيقة بنرمان ووثيقة برنارد لويس ومنتجات الطوق النظيف لتحطيم الجيوش العربية التي تحيط بإسرائيل وسبق لها أن حاربت إسرائيل وبعد تعهد الرئيس الجديد باراك أوباما بسحب قواته من أفغانستان والعراق . فلقد تم استبدال الإستراتيجية العظمى للولايات المتحدة إلى إيقاظ مخطط الشرق الأوسط الجديد وإذكاء مبادىء الفوضى الخلاقة واستغلال بعض المنظمات مثل مجموعة إدارة الأزمات الدولية ومراكز الدراسات والبحوث الإستراتيجية  في إيقاظ وترويج الأخوان المسلمين لتولي المرحلة المقبلة في الشرق الأوسط مع محاولة إعادة إعتبار للحركات السياسية والحزبية تحت غطاء وطني ديني إسلامي قومي عربي وإعادة الإتصال مع عملائهم على كل المستويات في الدول العربية .
ولقد برزت حرب جديدة تعرف بحرب الأضداد في العالم العربي ففي بعض الأحيان يكون هناك ضد قوي واحد ضد النظام مثل الأخوان المسلمين في مصر ومثل المسيحيين في جنوب السودان ضد المسلمين في الشمال  وقد يكون هناك أكثر من ضد بارز واحد مثل الحوثيين وتنظيم القاعدة ورجال القبائل في اليمن وقد تطفو على سطح الأحداث مجموعات وتنظيمات حديثة وتيارات  متعددة لا تعلم من يقاتل من نتيجة سقوط النظام كما هوحاصل في ليبيا وهناك بعض التنظيمات والميليشيات التي لا يمكن جمعها تحت هدف واحد بالرغم من أنها تنقسم بين تنظيمات موالية للنظام وتنظيمات مناهضة للنظام فلو حاولنا على سبيل المثال تعداد المنظمات والميليشيات في سوريا لوجدنا أن هناك قسمين رئيسيين الأول  موالي للنظام وعلى رأسه  الجيش السوري والأجهزة الأمنية والشبيحة  ولواء أبو الفضل عباس وحزب الله . أما التنظيمات المناوئة للنظام فهي الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية  والجيش السوري الحر  وجبهة النصرة  وحركة أحرار الشام الإسلامية والجبهة الإسلامية السورية  ولواء صقور الشام وتنظيم خراسان  ووحدات حماية الشعب الكردي  وتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش).
أما في العراق فتنقسم التنظيمات والميليشيات والأحزاب  إلى  ثلاثة تصنيفات رئيسة  الأول الأحزاب والميليشيات الشيعية وتتوزع في محافظات  الجنوب وفي بغداد  ويضم هذا التصنيف  التيار الصدري  وجيش المهدي  والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية  وعصائب أهل الحق  وحزب الدعوة الإسلامية  ومجموعة الفضلاء  ومنظمة العمل الإسلامي  بالإضافة إلى العديد من التنظيمات السياسية  الإسلامية  والتي يطلق عليها قوى الإنتفاضة الشعبانية 
أما التصنيف الثاني  فهو الأحزاب والميليشيات السنية وتتوزع في محافظات وسط العراق السنية وينضوي تحت لوائها  كل من قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين  ودولة العراق الإسلامية  ورجال الطريقة النقشبندية  وجيش أنصار السنة  وجماعة أنصار الإسلام  وجيش المجاهدين  والجيش الإسلامي في العراق  وجيش محمد وسعد بن أبي وقاص وفصائل المقاومة الجهادية  والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية  وكتائب ثورة العشرين وتنظيم الدولة الإسلامية    ( داعش)  وثوار العشائر  والمجالس العسكرية  واتحاد القوات الحكومية .
وهي عبارة عن تراكمات  أورثها الأمريكي بول بريمان  من خلال العملية السياسية المتعلقة بكتابة الدستور على أساس طائفي تحاصصي ووصول قيادات سياسية  وحكومات غالبيتها  متورطة بالفساد ونهب الأموال
أما في الشمال  فلا يوجد غير ميليشيا  كردية عسكرية واحدة هي البشمركة الكردية والواقع أنه ليس من قبيل الحق تسمية البشمركة ووصفها بالميليشيا لأن البشمركة هي جيش عسكري يعتبر من أقوى الجيوش المتواجدة في العراق الآن وفي ظل الظروف الراهنة ويتراوح تعداد قواته ما بين 275 ألف إلى 300 مقاتل  حاربوا بجانب القوات الأمريكية ضد الجيش العراقي  تحت إمرة صدام ولقد قامت الولايات المتحدة بمكافأتهم بمئات الدبابات والمدرعات وقطعات المدفعية التي تم الإستيلاء عليها من الجيش العراقي وهناك عدد كبير من المستشارين العسكريين  الأمريكان  .
لو حاولنا اعتصار الفكر وأشغلنا العقل وحاولنا أن نجد مبررا لما حققه كل من الحوثيين وداعش خلال الأشهر الماضية فهل نصدق أن الحوثيين قد استولوا على العاصمة اليمنية واحتلوا معظم المدن اليمنية بدءا بالحديدة والصليف وميدى في طريقهم للسيطرة على مضيق باب المندب  وعلى حقول النفط . من هنا تكمن الخطورة فإيران تسيطر على مضيق هرمز من خلال احتلالها لكل من جزيرة أبو موسى وجزيرة طنب الصغر وطنب الكبرى والآن يسيطر الحوثيون تدعمهم الجمهورية الإيرانية الإسلامية  على مضيق باب المندب . وإننا شئنا أم أبينا فإن الكماشة الإيرانية قد أطبقت على شرايين التجارة لدول الخليج العربي والعراق .
وعودة إلى  تنظيم الدولة الإسلامية الذي أصبح في فترة زمنية لا تزيد على الأشهر قوة ضاربة تحتل ما مساحته من 45% من العراق والتي تشمل ست محافظات عراقية سنية تفصل الجنوب الشيعي عن الشمال الكردي وتحتل ما مساحته 20% من سوريا . بعد أن تخلت الفرق العسكرية للجيش العراقي  في أقاليم الوسط عن مواقعها ودباباتها ومدافعها ومخازن ذخيرتها وعتادها وتم تسليمها إلى قوات تنظيم الدولة الإسلامية والتي وصلت  قواتها إلى مسافة 35 كيلومترا من أربيل عاصمة الأكراد  بعد سقوط الموصل .
 وتستنفر كل الدول العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة بالإضافة إلى تحالف عربي مؤلف من عشر دول عربية وتركيا  وتنعقد من أجله إجتماعات عسكرية على مستوى رؤساء أركان  21 دولة وتتحرك حاملات الطائرات وتنهمر عليهم  بقايا صواريخ التوماهوك الأمريكية  وطائرات خمس دول عربية بالإضافة إلى كل من فرنسا وبريطانيا . رغم إقرار الولايات المتحدة بحقيقتين أن الغارات الجوية  لن تستطيع لوحدها كسب المعركة ضد داعش وأن الجيش العراقي غير مجهز وبحاجة إلى فترة عام على أقل تقدير لتدريبه وتجهيزه ليخوض حربا برية ضد داعش .
ولو عدنا إلى  تنظيم الدولة الإسلامية في عجالة لتعريف القارىء بأبعاد هذا التنظيم الذي سبق وأن تطرقنا له بالتفصيل في الجزء الأول لوجدنا أن نشأة هذا التنظيم في العراق ترجع  إلى ( أبو مصعب الزرقاوي )  الذي انتقل من معسكر هيرات إلى إيران بعد قيام الولايات المتحدة بإحتلال أفغانستان وسقوط نظام طالبان  ومن ثم انتقل هو ومجموعة من رفاقه إلى  المناطق الكردية في شمال العراق وفي كردستان حيث قام عدد من أنصار  الزرقاوي بتأسيس تنظيم  ( جند الشام )  ثم أقاموا تحالفا مع فصيل كردي متشدد  وأنشأوا تنظيما جديدا تحت اسم ( أنصار الإسلام ) . وبقي الزرقاوي  في كردستان وأخذ يتنقل سرا بين كردستان وسوريا  وبتاريخ 9/4/2003 تمكنت القوات الأمريكية من إحتلال بغداد وإسقاط  نظام الرئيس صدام حسين . في ظل هذه الظروف  والمعطيات الجديدة انتقل أبو مصعب الزرقاوي  إلى بغداد ووجد في المجتمع السني حاضنة إجتماعية وبدأ إجراء إتصالات واسعة  ونجح في تأسيس جماعة من المتطوعين العرب بالإضافة إلى النواة الأساسية  من الأردنيين  وقامت هذه المجموعة بسلسلة من  العمليات الإنتحارية من بينها تفجير  مقر الأمم المتحدة في بغداد  بتاريخ 19/8/2003 وإغتيال رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق  محمد باقر الحكيم بتاريخ 29/8/2003 والهجوم على قاعدة عسكرية إيطالية  في الناصرية بتاريخ 12/11/2003 وكانت الجماعة تعرف بإسم  مجموعة الزرقاوي  ولكنها وبعد إنضمام عمر يوسف جمعة ( أبو أنس الشامي )  تم الإعلان عن تأسيس جماعة التوحيد والجهاد في شهر أيلول 2003 . وبتاريخ 2/3/2004  قامت جماعة التوحيد والجهاد  بمجموعة من الإعتداءات المتزامنة  على الشيعة في كربلاء  تسببت في مقتل 170 شخصا  وجرح 550 شخصا . وكانت هذه الإعتداءات  نقطة تحول خطيرة في الصراع داخل العراق إذ أطلقت العنان  بصورة مرعبة  للصراع السني / الشيعي  وتعزيز المجابهة العسكرية  بين السنة والشيعة وتوفير بيئة من الفوضى الأمنية والإحتقان الطائفي . وبدأ الإتصال مع تنظيم القاعدة بزعامة أسامة  بن لادن وتم تغيير  إسم الجماعة من التوحيد  والجهاد إلى تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وتدفق المئات من المتطوعين  من العالم العربي والإسلامي وأوروبا  للإلتحاق بتنظيم قاعدة الجهاد وتوسع نشاط هذا التنظيم  خارج العراق ليشمل  الأردن وسوريا ولبنان والسعودية واتسع نطاق عملياته ليشمل  الولايات المتحدة حيث تم اتهامه  بإرسال  رسالة تحتوي على مادة ( الإنتراكس ) إلى زعيم  أغلبية الجمهوريين بيل فريست  . وكان أبو مصعب الزرقاوي يخطط  إلى إقامة إمارة إسلامية سنية  في وسط وغرب العراق  تمثل رأس حربة إقليمي لتنظيم القاعدة في المنطقة .   وفي صباح  7/6/2006 أعلن رئيس الحكومة العراقية  عن مقتل أبو مصعب الزرقاوي  في غارة جوية أمريكية  على بعقوبة . وبعد مقتل الزرقاوي  بأيام تم انتخاب أبي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم وبتاريخ 15/10/ تم الإعلان عن تشكيل دولة العراق الإسلامية  بزعامة أبو عمر البغدادي . وفي يوم الإثنين الموافق 19/4/2010  شنت القوات الأمريكية والقوات العراقية  عملية عسكرية في منطقة الثرثار  استهدفت  منزلا كان يتواجد فيه كل من أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر  وتم قصف المنزل بواسطة الطائرات  ليقتلا معا وتم عرض جثتيهما معا على وسائل الإعلام . وتم الإعلان  عن إختيار أبو بكر البغدادي  ليصبح أميرا  لدولة الإسلام في العراق وإسمه الحقيقي هو إبراهيم عواد إبراهيم  السامرائي  من مواليد مدينة السامراء عام 1971  تخرج من الجامعة الإسلامية في بغداد  وحصل على شهادة الدكتوراه  ساهم في تأسيس مجموعات مسلحة  في نطاق ديالى وسامراء وبغداد  لمقاتلة قوات الإحتلال الأمريكية  ولقد تعرض إلى الإعتقال على يد القوات الأمريكية عام 2005 واستمر قيد الإعتقال حتى عام 2009  وحسب  أحد تقارير عميل المخابرات الأمريكية الهارب  إدوارد سنودن صاحب وثائق ويكي ليكس أنه في هذه الفترة تم تجنيد  أبو بكر البغدادي  وتم تدريبه  عسكريا واستخباريا   وأكد أن  دولة العراق الإسلامية  هي نتاج تعاون  استخباري أمريكي بريطاني إسرائيلي وأنه تم وضع خطة تحت رمز ( عش الدبابير) من أجل تجمع أكبر عدد ممكن من الميليشيات الإسلامية  وتقويتها من أجل زعزعة أنظمة الحكم في الدول العربية  وجر الدول المسلمة إلى صراع  طويل الأمد بين السنة والشيعة  من أجل إستكمال وتنفيذ مخطط بيرنارد لويس في تقسيم العراق  إلى ثلاث دويلات دويلة شيعية في الجنوب ودويلة سنية في الوسط ودويلة الأكراد في الشمال .
بعد اندلاع الأزمة السورية  وأصبحت ثورة مسلحة بدأ  تكوين الفصائل  والجماعات لقتال النظام السوري . وفي أواخر عام  2011 تم تشكيل جبهة النصرة  بقيادة أبو محمد الجولاني  واستمرت  الجبهة بقتال النظام  حتى وردت  تقارير استخبارية عن علاقتها  الفكرية والتنظيمية  بفرع دولة العراق الإسلامية  . وأدرجتها الولايات المتحدة  على لا ئحة المنظمات الإرهابية  . بتاريخ 9/4/ 2013 انتشر تسجيل صوتي منسوب لأبو بكر البغدادي يعلن فيه  ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش )  إلا أن أبو محمد الجولاني رفض هذا الدمج وأعلن أنه ممثل لتنظيم القاعدة في الشام ومرتبط بأيمن الظواهري  والذي طلب بدوره  من أبو بكر البغدادي  إلى تركيز نشاطه على العراق وترك سوريا إلى جبهة النصرة  واندلعت الإشتباكات  بين الطرفين في شهر كانون الثاني 2014  وقرر البغدادي  في تحد سافر إلى أيمن الظاهري نقل  نشاط تنظيمه إلى سوريا  حيث سيطرت قواته على منطقة الرقة ودير الزور . وسرعان ما بدأ التنظيم   في خوض معارك على أكثر من جبهة  في سوريا بعضها ضد جبهة النصرة وبعضها ضد  الجيش السوري الحر  وبعضها ضد الأكراد السوريين  ولقد تمكن تنظيم داعش من إغتيال  ممثل الظواهري في سوريا  المدعو أبو خالد السوري بتفجير مقره في مدينة حلب .
ولقد ازداد نفوذ داعش في العراق بعد  عملية تحرير  أكثر من 500 سجين من أتباع تنظيم القاعدة من سجن  التاجي وسجن أبو غريب   والقيام بالإستيلاء على  مطار منغ العسكري   وبتاريخ 29/9/2013 قاموا بإستهداف مقر الأمن العام في مدينة أربيل بسيارات مفخخة  ولقد شهد كانون الثاني  2014  تسلل قوات من داعش إلى مدينتي الفلوجة والرمادي  واحتلتهما  بعد أشهر من تصاعد العنف  في محافظة الأنبار  مع أن القوات الحكومية استعادت السيطرة  على الرمادي بعد بضعة أيام .
وما أن تم الإعلان  بتاريخ 19/5/2014  عن فوز ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي  ب 95 مقعدا في الإنتخابات النيابية   تسارعت الأحداث وقام تنظيم داعش بالسيطرة على محافظة نينوى والإستيلاء على مدينة الموصل   بعد انسحاب القوات الحكومية العراقية  تاركة مئات الدبابات وناقلات الجنود وقطعات المدفعية ومخازن الذخيرة والعتاد مما أدى إلى هروب 500 ألف مواطن غالبيتهم من المسيحيين  وامتد تسونامي داعش لفرض سيطرته على سد الموصل  والإنتشار  لفرض سيطرته على المحافظات السنية الست  أو ما يعرف بالمثلث السني لا سيما محافظة صلاح الدين  التي تربط وسط العراق بشماله وتضم مدينة بيجي  حيث أكبر مصافي النفط العراقية ولقد توجهت قوات داعش بإتجاه محافظة كركوك الغنية بالنفط بعد انسحاب الجيش العراقي إلا أن قوات البشمركة احتلت كل المناطق التي انسحب الجيش العراقي منها .
بتاريخ 14/6/2014 صدرت الأوامر إلى حاملة الطائرات الأمريكية  النووية  جورج بوش  والتي يبلغ عدد طاقمها  3200 ضابط وبحار ومسلحة بصواريخ ( Rim-116 + MK 29 ) الموجهة  وتحمل 90 طائرة من نوع  إف 18 بالإنتقال من بحر العرب إلى الخليج العربي يصاحبها  مدمرة وحاملة للصواريخ الموجهة 
في قمة هذا التوسع لقوات داعش وبتاريخ 29/6/2014   أعلن أبو محمد العدناني  الناطق الرسمي لتنظيم داعش عن ميلاد  الخلافة الإسلامية ومبايعة أبو بكر البغدادي  خليفة للمسلمين وأنه سيتم استخدام اسم ( الدولة الإسلامية  )  وصاحب هذا التوسع في العراق  توسع آخر في سوريا وامتداد إلى لبنان 
وبلغت المساحة التي سيطرعليها تنظيم داعش حتى لحظة كتابة  هذا البحث ما يقارب من 45%  من مساحة العراق  حيت امتدت لتشمل المناطق الشرقية  المتاخمة للحدود الإيرانية والمناطق الشمالية المتاخمة لإقليم كردستان  والحدود الأردنية والحدود السورية  وتم إجتياح جبل سنغار  الذي شهد عملية تهجير وتقتيل للأزيديين  وما أن وصلت  قوات داعش إلى مسافة 35 كيلو متر من مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان  وبدأت بقصف أطراف المدينة . قام نوري المالكي بالإعلان عن استعداده للتخلي عن مطلبه في التمسك بتولي رئاسة الحكومة للمرة الثالثة .
بتاريخ 6/8/2014 تم عقد اجتماع  بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما  مع مجلس الأمن القومي وكبار القادة العسكريين  وفي مقدمتهم  رئيس هيئة الأركان المشتركة  الجنرال مارتن ديمبسي  وكان هناك إتصال الكتروني من خلال شاشة متلفزة  مع وزير الدفاع الأمريكي  شاك هيغل للتباحث في موضوع وصول  قوات داعش على متن دبابات أبرامز الأمريكية  وأرتال من المدفعية  الثقيلة الأمريكية الصنع  ورشاشات إم 60 والتي حصل عليها ثوار داعش  من الجيش العراقي  في محافظات وسط العراق .
 وبادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتاريخ 7/8/2014 بالإعلان عن إصدار أوامره  إلى الطائرات الأمريكية الرابضة فوق حاملة الطائرات جورج بوش البدء بشن غاراتها الجوية  على مواقع داعش .
بتاريخ 8/8/2014  قامت الطائرات  الأمريكية  إف 18 بأولى غاراتها الجوية على تنظيم داعش وتم إطلاق القنابل الموجهة بالليزر والتي تزن 500 رطل على معاقل داعش ومراكز تجمع  المدفعية والدبابات على مشارف أربيل . وقد تم تحديد أهداف العملية العسكرية الجوية  من أجل حماية  طواقم الخبراء العسكريين المتواجدين  في أربيل  وطواقم موظفي  القنصلية الأمريكية  في أربيل وتقديم المساعدة العسكرية  إلى قوات البشمركة  ومنع داعش من الوصول إلى أربيل  بالإضافة إلى تقديم المساعدات الممكنة من أجل حماية  مئات الآلاف من المسيحيين الذين هاجروا إلى كل من أربيل ودهوك وتقديم المساعدات  الإنسانية العاجلة  لا سيما المواد الغذائية إلى  المشردين الأزيديين المحاصرين في جبل سنجار .
 وبعد بدء عمليات القصف الجوي الأمريكي تمكنت قوات البشمركة  بالتعاون مع الجيش العراقي  من استعادة السيطرة على سد الموصل الإستراتيجي   وقامت عدة معارك في عدد  من المدن والقرى السنية  أدت إلى استعادة قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة  سيطرتها عليها مثل قضاء سنجار  وتلكيف والحمدانية والشيخان  وإنسحاب قوات داعش منها .
بتاريخ 11/8/2014 تم تكليف الدكتور حيدر العبادي  لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء  من قبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم  والتحالف الوطني  وبتاريخ 8/9/2014 منح البرلمان العراقي الثقة لحكومة العبادي .
بتاريخ 10/9/2014 ولمدة يومين تم عقد إجتماع في جدة  ضم دول مجلس التعاون الخليجي  وكلا من تركيا ومصر والأردن والعراق ولبنان وبمشاركة وزير الخارجية الأمريكي لبحث موضوع الإرهاب  في المنطقة والتنظيمات المتطرفة  التي تقف وراءه  وسبل مكافحته . وصدر في نهاية الإجتماع  بيان ختامي أعلن موافقة 10 دول عربية على الإنضمام لحملة عسكرية منسقة  ضد تنظيم الدولة الإسلامية "إذا اقتضت الحاجة" .
بتاريخ 16/9/2014  قامت قوات داعش  بهجوم واسع النطاق على مدينة  "عين العرب "  كوباني  وتم شن هجمات متفرقة من غرب وجنوب المدينة وبتاريخ 7/10/2014 أعلن الرئيس التركي أن المدينة ستسقط في أيدي داعش وطالب بزيادة الغارات الجوية وتعزيز الدفاعات  الأرضية ورفض كل الضغوط على تركيا للمشاركة في محاربة داعش والدفاع عن عين العرب  ومساعدة الغالبية العظمى من الأكراد من سكان المدينة .
( مدينة عين العرب هي مدينة تابعة لمحافظة حلب  وهي تتألف من قرى صغيرة وعدد من النواحي الإدارية يبلغ تعداد سكانها 44 ألف نسمة تقريبا  ولقد ازدهرت خلال عامي 1911 وعام 1912  مع مشروع خط سكة حديد  بغداد وتمت تسميتها بأسم عين العرب لكثرة عيون الماء والينابيع فيها   ولقد سكنها مجموعات من الأرمن الذين هربوا من مذابح الأرمن في تركيا  كما استقر فيها الأكراد  بعد ترسيم الحدود مع تركيا عام1921  على امتداد خط السكة الحديد  حيث أضحى جزء من المدينة على الجانب التركي والجزء الآخر على الجانب السوري )
.
بتاريخ 18/9/2014 أصدر الرئيس الأمريكي أوامره بشن هجمات صاروخية وجويه على تنظيم داعش في سوريا  وقام الجنرال  وليام مايفيل مدير العمليات لهيئة الأركان المشتركة بالإعلان أنه تم إطلاق 40 صاروخ من نوع توماهوك تجاه مواقع تنظيم خراسان غرب حلب  بالإضافة إلى شن 8 غارات جوية أدت إلى مقتل قائد تنظيم خراسان الكويتي محسن الفضلي وعائلته في القصف على ريف إدلب .
بتاريخ 19/9/2014  شنت الطائرات الفرنسية من نوع  رافال وطائرات بريجيت أتلانتيك  من قواعدها في الإمارات العربية  غارات جوية  على تنظيم داعش قرب الفلوجة  كما أرسلت مجموعة من القوات الخاصة الفرنسية من أجل القيام على تدريب قوات البشمركة  على استخدام السلاح  الفرنسي الذي أرسلته فرنسا كدعم للقوات الموجودة على الأرض  وأكد الرئيس الفرنسي أنه لن يرسل أي قوات فرنسية للمشاركة في أي حرب برية .
وتوالت الدول المختلفة في الإعلان عن مشاركتها  في التحالف الدولي ضد داعش  منها استراليا وبلجيكا وكندا  وهولندا وبريطانيا .
وبتاريخ 23/9/2014 أعلنت خمس دول عربية عن مشاركة طائراتها الحربية بالمشاركة في قصف مواقع داعش في سوريا وهي الأردن وقطر والبحرين والإمارات والسعودية
وبتاريخ  26/9/2014 وافق البرلمان البريطاني بتوجيه ضربات جوية  ضد تنظيم الدولة الإسلامية  في العراق
بتاريخ 14/10/2014  عقد رؤساء أركان  جيوش 21 دولة  إجتماعا في قاعدة  أندروز الجوية  قرب واشنطن حيث قدم الجنرال لويد أوستن  قائد القيادة الأمريكية الوسطى  تقريرا حول الضربات الجوية بصفته المشرف على الحملة الجوية . وبالرغم من سرية  توصيات هذا الإجتماع إلا أن ردود الفعل  وتصريحات الإدارة الأمريكية أن الحرب على داعش  ستستغرق وقتا طويلا  وأنها لن تدفع بقواتها على الأرض  كما صدرت تصريحات عن جون كيري أن أكثر من 60 شريكا تعهدوا بالإنضمام إلى  الجهود الأمريكية للقضاء على تنظيم داعش . 
بتاريخ 20/10/2014 تم الإعلان عن زيارة الدكتور حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية إلى جمهورية إيران الإسلامية وبتاريخ 21/10/2014  أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله خامنئي أثناء لقائه الدكتور حيدر العبادي  بأن حكومة بغداد قادرة على هزيمة تنظيم داعش بدون تدخل أجنبي وأوضح قائلا " نقف إلى جانبكم وسندافع عن حكومتكم بجد كما دافعنا عن الحكومة السابقة وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية  تعتبر أمن العراق البلد الشقيق والجار من امنها وإننا وكما قلنا فيما سبق  نعتقد بأن العراق حكومة وشعبا  ليس بحاجة إلى الأجانب  والدول الأخرى للتغلب  على مشاكله الأمنية . وإن سياسة السنوات الأخيرة القاضية بعدم السماح باستخدام الأراضي العراقية ضد سوريا بأنها سياسة صائبة وحكيمة .
بتاريخ 22/10/2014 سمحت تركيا إلى مقاتلي البشمركة من إقليم كردستان العراق بعبور الحدود لمساعدة الأكراد في عين العرب من أجل  محاربة قوات داعش .

هناك أسئلة كثيرة تتناول الأرقام الحقيقية لعدد قوات داعش وجنسياتهم وقياداتهم والتي بدأت بأربعة آلاف مقاتل واتسعت لتتجاوز العشرة آلاف والآن تقدر بعض المراكز الإستراتيجية  والتقارير الإستخبارية تعداد قوات داعش في العراق مابين 25 ألف إلى 30 ألف يعادلها في سوريا ما بين 30 ألف إلى 35 ألف مقاتل ويعتقد كثير من المحللين العسكريين  أن نسبة كبيرة من مقاتلي داعش هم من جنود الجيش العراقي المنحل الذين خدموا تحت قيادة صدام وأن بول بريمر والقيادة العراقية الجديدة بعد سقوط النظام عام 2003  قد أخطأوا في قرارهم بحل الجيش العراقي وتسريحه ولم يقوموا بمنح أفراده مستحقات تقاعدهم المالية فأصبحوا عالة على المجتمع لا سيما وأن الكثيرين من القيادات العراقية العسكرية والأمنية قد تمت تصفيتهم على أيدي عملاء من إيران وبعض التنظيمات والميليشيات الشيعية وكان من الأفضل الإبقاء على  تشكيلات الجيش العراقي وإحالة الضباط على التقاعد  من رتبة عقيد فما فوق كما أن الإجابة عن جنسيات مقاتلي داعش ونسبة أعدادهم  فهي أشبه بالمستحيل .
أما بالنسبة إلى السؤال الهام الذي يتعلق بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية لا سيما بعد توقف الدعم المالي القادم من تنظيم القاعدة إثر إعلان  أبو بكر البغدادي انشقاقه عن طاعة أيمن الظاهري .
تشير بعض التقارير الصحفية ومن بينها  وكالة سي إن إن بتاريخ 23/6/2014  بأن تنظيم  داعش قد حصل على تمويل  من خلال جهات ثرية من الكويت وقطر  وتم التطرق إلى 130 شخصية من جنسيات مختلفة  بينهم رجال دين ومثقفين ورجال أعمال  تورطوا بتقديم الأموال لداعش. ولا بد لنا أن نعترف هنا أنه من  أجل تجنيد عشرات الآلاف  من المقاتلين لا بد وأن يكون تنظيم داعش قد حصل على أموال كبيرة لدعم المجهود الحربي واستمرار تجنيد أعضائه فهناك تقارير تفيد بأن التنظيم قد استولى على موجودات البنوك في العديد من المدن العراقية حيث تم الإستلاء على 425 مليون دولار أمريكي   من بنوك محافظة نينوى حسب ما أعلن محافظ نينوى  أثيل النجافي  بالإضافة إلى كميات كبيرة من السبائك الذهبية  وحوالي 35 مليار دينار عراقي  من مصرف العابد في الفلوجة  وهو أحد فروع مصرف الرافدين  ومن خلال السيطرة  على العديد من آبار ومصافي النفط وبيعها بالسوق السوداء وإلى المواطنين حيث بلغ دخل التنظيم من خلال الإتجار بالنفط ما يقارب مليوني دولار  يوميا بالإضافة إلى الإتجار بالآثار  المسروقة والتي تباع في السوق السوداء . وبالرغم من صدور تقارير صحفية  من بينها تقرير صحيفة  الجارديان البريطانية بتاريخ 21/6/2014  على لسان مسؤول عراقي أن ثروة داعش تقدر  بنحو 875 مليون دولار قبل الإستيلاء على مدينة الموصل  ثم ارتفعت إلى أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي  خصوصا بعد سيطرتها على مصفاة بيجي  في كركوك  والتي تعتبر  أكبر مصفاة في العراق  حيث تقارب موجوداتها من النفط ما يعادل ملياري دولار  يضاف إلي ذلك الأتاوات من المواطنين من زكاة وبدل حراسة وجباية الأموال  من مواطني المناطق التي تسيطر عليها لقاء حمايتهم بالإضافة إلى أموال الفديات جراء عمليات الخطف  كما قام تنظيم داعش بإعداد فواتير للمياه والكهرباء   وتوزيع هذه الفواتير على  المحال التجارية والمساكن  بالإضافة إلى فرض أتاوات تحت ستار زكاة الحبوب . بالرغم من عدم وجود أي وثائق مؤكدة لقيمة الأموال في حوزة داعش إلا أن زخم أعداد المقاتلين والمقدرة بعشرات الآلاف بحاجة إلى إدارة مالية محترفة  في اجتذاب المقاتلين لا سيما من الخارج وفي تأمين رواتبهم أو مخصصاتهم كل في موقعه  وهذا يتطلب وجود كادر مالي إداري مختص محترف ومتقدم . ولقد أصدرت الإدارة الأمريكية بتاريخ 23/10/2014 تحذيرا بفرض عقوبات على كل من يشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية  . ولقد أشار ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن النفط يشكل مصدر تمويل مهم  حيث يعمل التنظيم من خلال السوق السوداء للنفط في سوريا والعراق  بتكرير النفط وبيعه إلى مهربين يقومون ببيعه إلى تركيا  وربما إلى النظام السوري . وأكد أن الحكومة الأمريكية جاهدة في التوصل لإستهداف مصاد تمويل داعش ومنع وصول داعش من الوصول إلى النظام المالي الرسمي .
أما السؤال الأصعب فهو يتعلق بكمية ونوعية الأسلحة المتوفرة لدى تنظيم داعش من دبابات وناقلات جنود وقطعات مدفعية وصواريخ ورشاشات وأسلحة خفيفة  وتوفر الذخيرة  فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قامت قوات داعش بالتوسع في مناطق شاسعة وقامت بشن مئات الهجمات واشتبكت في عشرات المعارك  فهي تغطي ما يزيد على الف كيلومتر من الحدود مع الأكراد وآلاف الكيلومترات الممتدة من الحدود الشرقية مع إيران  ومع الخط الفاصل بين محافظات الوسط ومحافظات الجنوب في العراق بالإضافة إلى الحدود الغربية وامتدادا إلى سوريا هذه المسافات الشاسعة بحاجة إلى آليات ودبابات ومجنزرات ومدافع ورشاشات هذه الآليات بحاجة إلى كميات هائلة من الذخائر المختلفة وإلى خبراء عسكريين يجيدون استخدام هذه الآليات بحرفية ولا بد من وجود مراكز للعمليات والسيطرة للتخطيط لسير العمليات وإدارتها واختيار الأهداف ومهاجمتها والسيطرة عليها ومن ثم استيعاب الغارات الجوية والتقليل من أضرارها  ونحن نتساءل ما هو مصدر هذه الأسلحة وما هو مصدر الذخائر الثقيلة والخفيفة  وما هو أسلوب التموين والتعزيز والتجهيز وتوفير الوقود اللازم لهذه الآليات وصيانتها وتوفيروسائل تموين الغذاء والماء  والدواء للمقاتلين  وما هي وسائل الإتصال بين مختلف القيادات . هناك سؤال طفا على سطح الأحداث ما هي الإمكانيات الطبية وكيف وأين تتم معالجة الجرحى من مقاتلي داعش .
هذا الحشد الهائل من الجيوش الغربية والعربية والإسلامية  وهذه الإجتماعات على مستوى رؤساء أركان الجيوش . وهذه القيادات السياسية للدول العظمى وللدول العربية  بكل إمكاناتها الإستخبارية  العسكرية ومخابراتها المدنية لا أحد يريد الإجابة على ثلاثة أسئلة محددة
 من الذي أوجد تنظيم داعش ؟
ما هو الدافع الحقيقي لخلق تنظيم داعش ؟
متى سينتهي دور داعش ؟؟
 تخطر ببالي هنا قصة المارد الذي تم إخراجه من القمقم ولكن المارد تجبر وتمرد ورفض العودة إلى القمقم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد