التربية و الارهاب

mainThumb

10-11-2014 10:15 AM

  أحلم دوما بتربية سليمة طيبة لطالبات وطلاب بلدي , ومجتمعي وعالمي بهذا الكون الواسع ! احلم بمستقبل زاهر يجمع بين كل الطيبين من المؤمنين بالله عز وجل , أحلم بجيل متعلم ومهذب قادر على حل مشكلاته ! أحلم بوطن جميل وهنئ ! أحلم بوجود أشخاص لا يحملون بداخلهم الا الخير !  أحلم بوجود سعادة تجمع الاسرة على مائدة واحدة تضمهم لتؤلف بين قلوبهم بالسعادة والفرح لا الخوف من المستقبل , وانتظر نتيجة حلمي بان أراه واقعا ملموسا لكل طالباتي وطلابي !  وما زلت أحلم بوطن نقي وجميل ومواطنون متحمسون للخير وللعطاء وما زلت أحلم واطمح بتربية سليمة تنتج اجيالا منتجون ومميزون يرفدون الوطن بإبداعاتهم واكتشافاتهم . 

         الارهاب ظاهرة عالمية تهدد امن واستقرار الانسانية اينما تواجدت !  الارهاب مفهوم طال جميع الاعمار والفئات , ولم يفرق بين صغير او كبير , ولا شيخ أو شاب , ولا مسلم و مسيحي و لا عربي ولا غربي !!؟؟  فلماذا جاء هذا المدعو !؟؟ لماذا تواجد بحياتنا ! ومن سمح له بان يسيطر على كل ما ننعم به من امن واستقرار وسعادة !؟؟؟ . 
 والسؤال يجول بخاطري  !؟ من اين جاء هذا الارهاب ؟ ولماذا جاء ؟ ومن يخدم ؟ والى أين سيصل ؟  ولماذا نتعلم ونغرس القيم بطلابنا وابناءنا طالما هناك شيء اسمه الارهاب ؟! وهل نتوقف عن تربية وتنشئة الاجيال طالما أصبح نهايتها بيد ضالة عالمية هنا او هناك !؟ 
    وسؤالي  لروحي ونفسي التائهة لطالما هناك مدارس وتربية وتعليم ومناهج تدرس هنا وهناك بكل ما تحمله من طموحات وتطلعات , ولطالما توجد أمهات وأباء يسعون لترسيخ مفاهيم ومصطلحات مجتمعية تربوية رائدة بنفوس ابناءهم ! وطالما هناك مجتمع حضاري قوي ومتمدن  يسعى لتطوير وتحسين المعيشة ليصل بحضارة متميزة  تليق بهم !؟ 
      فكيف  إذن نشاء وترعرع  هذا الارهاب وأصبح قوة عالمية متواجدة بكل بقاع الارض !  من أين جاء كيف نماء وكيف كبر !؟؟؟ و ... و !!؟؟؟ اسئلة كثيرة تجول خاطري أساسها انني مستغرب ومستهجن همجية هذا الارهاب وكيف أصبح غول العالم المتحضر ! نعم هو الغول الذي كنا نسمع عنه بقصص الكتب القديمة وحكايات الزمن القديم ! فالغول الان هو عالمي وواضح ومتواجد ومتربص لكل بلد ولكل انسان ولكل حضارة . 
من حق كل الاباء والامهات والتربويين طرح الاستفسار ,ومحاولة البحث عن حالة الفزع والخوف الموجودة في قلوبهم على مستقبل ابناءهم , فمن الممكن ان تطال حالة الارهاب أبناءهم بشكل او باخر , لذا فالخوف على مستقبل الابناء حق مشروع لكل مهتم . 
ماذا حدث في مجتمعاتنا كي تنتج ظاهرة الارهاب , وهل هناك خلل في التربية ؟ هل استراتيجياتنا المستخدمة في مؤسساتنا التعليمية لها دور في حالة الارهاب الموجودة !؟ وما هي الاسباب التي اولدت هذه الحالة من الفوضى والتطرف . 
هل نستحق بزمننا واوطاننا هذه التطورات المخيفة !؟ وهل الفكر المتطرف السائد الان في العالم من حولنا  هو صنيعة ايدينا ؟ هل فعلا هناك اغلاق فكري نحو سلوكيات ومنتجات مجتمعية ادت لتواجد ظاهرة العنف والقهر القصري للأخرين ؟؟!! وهل ...  ومن ثم هل...  ؟! تساؤلات متعددة واجابات هنا وهناك نسمعها لحل ومحاربة ا هذه الظاهرة من التطرف والارهاب , ولكن بدل ان تحل ! تزيدها قوة وشراسة وتسيطر اولا بأول على الاشخاص والافكار والتوجهات . 
 
  كعادتي أتساءل من وجه نظر تربوية , أين الاستراتيجيات التربوية والاساليب والوسائل المعنية بحل المشكلة !؟ اين الخبراء والمختصين التربويين عن هذه الظاهرة !! ؟؟
  انا بدوري ومن وجه نظري , أجيب بان أساس المشكلة يكمن بتربيتنا وتنشئتنا , ونحن المسؤولون بشكل كامل عن وجود هذه الظاهرة بالمجتمع ! فهؤلاء الارهابيين لم يخرجوا من باطن الارض بل خرجوا من بيوت ومن اسر وتخرجوا من مدارس , وهنا أقف لأحاسب نفسي وكل استراتيجياتي التربوية  وأشرك معي كل مربي ومربية واطلب منهم مساعدتي واجابتي ماذا حصل ولماذا حصل بعالم اصبح ملئ بالدمار والخراب !؟ وأين احلامنا عن مستقبل ملئ بالإنجازات والتحسينات !؟؟ وما هو مطلوب مننا كتربويين ومسؤولين عن تغيير وتحسين التطلعات لأبنائنا الطلبة !؟ وماذا سنخبرهم عن المستقبل !؟
  لا اخفي عليكم أنني الان عندما اقف امام طلبتي الصغار أشعر بضعف  فانا مهزوزة أمامهم , لانهم يعون ما يحدث وما يحصل , ويسمعون ويشاهدون على شاشات التلفاز الاخبار ! فكيف أستطيع الاجابة على تساؤلاتهم الصغيرة وكيف احمي طفلة الصف الاول من خوفها من فكرة ان ( داعش  ) ستاتي لتقتلها في الصف !!!  لا تستغربون  , فهذا حدث في مدرستي وبين طلابي الصغار وحاولت حل المشكلة مع زميلاتي المعلمات ولكنني متأكدة ان حجتي انت واهية  فعيون حلا الصغيرة تخبرني بانني لم انجح تماما بمخططي بتوضيح لها حقيقة ما يحدث فتهدئتها فقط لاستمرار دوامها وانضباطها , مع التنسيق مع الاهل أن يغلقوا عن مسامعها الاخبار!!  وعندما حاصرناها بالتوجيه والخداع بانه لا يوجد ما تتخيل !! تظاهرت لنا على أنها قبلت كلامي  وكلام والديها ,على سبيل تمشية الحال ,لأنها  رغم طفولتها البريئة و الصغيرة تحمل عقل وفكر بان عليها ان تصدق ما اقوله لها رغم عدم قناعتها , هذا ما وصل لي من تجاوب حلا ! ذات السبع اعوام من عمرها الصغير ! و لذا فانا افسر عدم رجعوها للبكاء اليومي من خوفها  من خطر الارهاب !  فهي أدرت ان إجاباتنا  تماما فتوقفت  , ولكن هناك ما يخيفها ولا يوجد لدينا اجابة عليه ! نعم ادرت اننا نهدئها فقط , فقررت الصمت والدوام بالصف ودون ان تزعجنا بالكلام ولكنني اقرأ  بعيونها تساؤلات لا تخطر على البال , وكالعادة أهرب من لمعة عيونها ولا أحاول القراءة كما يجب ولا استطيع  !!  لذا فكأنني  أقول للصغيرة عذراء فانا عاجز عن الاجابة يا صغيرتي فلا أملك الا محاولة البحث عن إجابة , فهل لديكم إجابة  ... !؟  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد