عامٌ جديد وبدايات سياسية بأثرٍ رجعي !

mainThumb

02-12-2014 09:03 PM

نقف على مشارف حلول السنة الجديدة التي ستُغلق الستار على سلسلة الأحداث السياسية السابقة وتتيح المجال للجديد القديم بأن يُكمل مسيرته وها نحن نستعرض خسائر عام 2014 والتي سيكون لها جزء ثانٍ بأثرٍ رجعي لما سبق انجازه في هذه السنة السوداء .

سوريا قُسمت وهُجر مواطنيها وأصبحوا لاجئين ، تم تقسيمها على أسس طائفية ولكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد ، لم يسقط النظام ولم يهرب بعد هذه الثورة الدموية بل ما زال بدعم ايران يتربع على كرسي الرئاسة وأدى اليمين الدستورية فوق ارادة الشعب والأرض في يوليو 2014 لفترة رئاسية تمتد لأكثر من سبع سنوات . وما زال القصف والتفجيرات في سوريا إلى هذه اللحظة ضد النظام وضد الدولة الاسلامية وضد المعارضة مستمر ،وكل الأضداد تتفق على أمرٍ واحد فقط وهو محو ملامح سوريا من على خارطة الكرة الأرضية !!

مصر شهدت أغرب التنقلات الرئاسية منذ سنتان إلى هذا اليوم فمنذ انتخاب الريس محمد مرسي عام2012 والذي  لم يُكمل فترة رئاسته حتى تم عزله والاطاحة به خلف القضبان بإرادة شعبية أيضاً وتدخلات خارجية عام 2013 ومصر لم تتذوق طعم الرئاسة المنشودة،  وبقيت مصر بلا ولاية دستورية رئاسية حقيقية حتى تقدم الى انتخابات الرئاسة القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وتولى الرئاسة بعد سنة من عزل محمد مرسي ، ولا زالت تقف مصر على صفيحٍ ملتهب يقوم على تكميم وتحجيم جبهة العمل الاسلامي ومن يؤمنون بمرسي ونظامه وما زالت الفوضى في أوجها، ناهيك عن مواقف وقرارات مصر اتجاه القضية الفلسطينية التي اتسمت باللامبالاة والمصالح العليا فقط دون أدنى توضيح لمن كان يؤمن بأن درع المقاومة الفلسطينية الأول هي مصر ، وأبرز الأحداث هي براءة حسني مبارك وبقاء مرسي قيد التداول القضائي إلى حين اتفاق ربما !!

العراق تعيد نفسها من جديد وتستبيح الحكم الامريكي وتجعل له في أمرها شورى وتستعين بمن وصفته بالمحتل ذات يوم بأن ينشر قواته على أرضها تحت ذريعة محاربة الدولة الاسلامية والمسمية " داعش " العراق هذه السنة فجرت قنابل الطائفية وأتاحت لكل ذي ملةٍ بأن يكشف النقاب عن نفسه وهذا جعل من العراق خليطاً ساماً وحاضنةً ارهابية لكل من يجتهد في تحقيق كيانه الطائفي ولا تزل تتمخضها الدماء ولن تجف ما دام جنودها العرب يعملون بأوامر عسكرية امريكية ضد بعضهم البعض .

ليبيا تشهد على فوضى سياسية عشائرية  وخصوصاً في منطقة بنغازي التي شهدت على ثلاثة عشر حالة اغتيال منذ الاطاحة بنظام القذافي .
واليمن ليست بأحسن أوقاتها ومنظمات ذات طابعٍ ارهابي تسيطر على الأمن في المنطقة .
لبنان تعاني الأرق الطائفي ووصول تنظيم الدولة الاسلامي وجبهة النصرة اليهم وسجين مقابل آخر وتحدٍ مقابل الثاني .
دول الخليج سجلت مواقفا متفاوتة على الساحة الشرق اوسطية دون أن تحقق أثراً واضحاً على المجريات الحاصلة .
تركيا اردوغان يمضي في بناء الدولة العثمانية التي تتمتع بالقوة والحضارة والاكتفاء الاقتصادي وقد سجل ايضاً مواقفاً مُبهمة اتجاه قضايا عديدة على حدوده التركية ومن أهم الأحداث الحاصلة اليوم عين العرب كوباني التي أصبحت قبلة العرب الأولى .

الأردن تسجل نفسها بتزاحم المنكوبين والمهجرين بأنها الدولة الصغيرة الكبيرة بتعدادها والبطالة تنتشر والضيق المعيشي في أسوأ حالاته والمشهد مزدحم حد الانفجار .

فلسطين ما زالت تقاوم ومازالت الهدف الأوحد الذي تتكالب عليه المصالح لإسقاط حق الفلسطينيين  بما تبقى لهم من هوية وأرض ، فلسطين تخلق مقاومة جديدة بحلةٍ نقية تنأى بذاتها عن الإمدادات العسكرية والتدخلات الخارجية والمعاهدات المتلفة وخير دليلٍ على ذلك العدوان الصهيوني والذي حمل اسم الجرف الصامد والذي سقط على ايدي المقاومة وكتائب عز الدين القسام بمعركة العصف المأكول والتي كانت خنجراً في خاصرة التخاذل العربي .

هذه أحداث 2014 وقد لا يتسع المقال شروحاتٍ أوسع من ذلك وإن كنا ننظر إلى العام الجديد فأعتقد بأن ما سبق سيلحق ما سيأتي بأثرٍ رجعي يجعلنا بتراجع أكبر وتقسيماتٍ حقيقية وحرب عالمية قد أتى وقتها والله أعلم .

فإن أردنا استنتاج ما سيحدث العام الجديد علينا قراءة القديم بإمعان وحينها سيتكون لدينا بُعدٌ واضح وجلي .

والله المُستعان 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد