الصحافة في الأردن بين المحظورات والمتاح

mainThumb

08-12-2014 07:49 PM

لطالمنا آمنا بإمكانية حق التعبير في بلدنا الأردن والذي منحنا اياه الدستور وأن الحرية التي بحوزتنا  حدودها السماء  كما قال جلالة الملك مؤكداً بأن الأردن بمكوناته الاجتماعية والسياسية  الأقدر على التعاطي مع هذه الحرية بمهنية عالية ومصداقية، وهذه الثقة يجب أن لا تبتر من أي جهة أخرى ما دامت لا تمس بالعبادات والأديان ولا الأعراف الدولية ولا الأنظمة ولا تساهم في ضخ الفوضى بين العامة.

 ونحن نعي بأن التضييق على الأقلام يسبب الانفجار ويُفقد الثقة بين الصحافة والحكومة والرأي العام ، ولا يخلو الأمر من وجود حماقات في الميدان وأقلام سامة وأقلام تباع وتشترى ولكن هذا لا يعني أن تتراجع الحريات الصحفية بهذه الطريقة وتبدأ سياسة الاعتقالات لكل من غضب فتحدث أو صدَق فقال !!.

ومن أجل المصداقية في التعاطي مع حرية التعبير والرأي والرأي الآخر ومع علمنا بالحصانة التي يتمتع بها نوابنا الأردنيين ولكن الا يجب أن تراعى أيضاً حرية التعبير التي تعقد بنقاشاتهم تحت قبة البرلمان والتي أصبحت كما أفلام الآكشن يتخللها الضرب والسباب والاهانات ؟!!

اليست هذه الاجتماعات الاعلامية المرئية تدخل من أبواب الصحافة التي تهدف إلى بناء أو هدم المجتمع ؟! وخصوصاً بأن تلك اللقاءات تُبَند تحت ما يسمى ( شؤون المواطن خاصةً والوضع المجاور عامةً )!!

الا يراها ويتابعها الكثيرون من أنحاء العالم ؟! الا تعكس اسلوب ثقافتنا وسياستنا وتعاطينا مع شؤوننا من خلالهم ؟! الا يتضح للذي يشاهدهم بأن لغة الحوار بيننا هي العنف وتحطيم الآراء ونسفها عن بكرة أبيها بالصراخ وغيره ؟!!!  ما الفرق بين الكاتب الذي لا يعتلي الا منبر الكتروني والنائب الذي يعتلي منبر اصلاح حقيقي وفعال ؟!!

لكم الاجابة ؟

نحن نعي حجم التحديات التي يواجها الأردن والضغوطات الاقليمية السياسية التي تجتاحه ولا تملك الصحافة في أي بلد عربي أو غربي الا القلم والصورة، لتكون شريكة في الأحداث الحاصلة بغض الطرف عن كونها فعالة بطريقة ايجابية أم سلبية المهم أنها نبض الشارع وحديث العامة وقلق المثقف .

 نعيش اليوم الحرب الاعلامية بكل مدخلاتها ونحاول أن نبحث عن المقال أو الخبر الواقعي الذي يشبه احداثنا ويمنحنا القليل من التوقعات المستقبلية التي أصبحت أرق المتابع من كل صوب وحدب .

فكما قال الصحفي العالمي سيمور هيرش بأننا نعيش في العصر الذهبي للصحافة التي قد تمكننا من بناء صحافة حقيقية، وأعتقد بأنه كان يرمي إلى التوثيق عبر الصور أو المقال أو الحوارات، لأن هذه الفترة بحاجة إلى مرجعية تاريخية كبيرة كي تُكتب كما ينبغي على حجم فوضاها ، وأشار أيضاً بأن عين الصحافة  تشهد على حرب عالمية ثانية وحرب باردة وحرب فيتنام ، وسأضيف ايضاً وحرب تكميم الأفواه بطريقة ستنعكس سلباً على الجميع .

الصحافة منبر الرأي العام وإن سادته بعض الشوائب فهذا لا يعني اقصاؤها من دورها ولا تقييدها لأجل بعض الخروقات التي يبررها موقفٌ مُستفز استدعى الكاتب أن يكتب بعاطفة وربما بحماقة واستهتار ، هذا لا يعني أن يتم تجريمه ، بل من باب أولى ولأجل المصلحة العامة يجب أن يتم وضع الخطوط الحمراء مرة ثانية وثالثة ورابعة أمام الجميع وبعدها لكم أن تحاسبوا من يتجاوزها متقصداً أم لا .

ولا تجعلوا المحظورات تربك المصداقية واعلم بأن من الصعب وفي خضم هذه الأوضاع أن نمسك العصا من النصف ولكن لا تجهضوا الصحافة من حساباتكم فهي بالنهاية الرأي العام بكل اختلافاته وتوافقه .

 

والله المستعان ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد