الحيادية

mainThumb

29-12-2014 12:19 PM

الحيادية كمفهوم تعني عدم التدخل وعدم الانحياز مع طرف ضد طرف آخر في صراع ما بين أي طرفين سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المنظمات أوالدول.


وقد شاع استخدام مثل هذا المفهوم على كل جميع  الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها كمفهوم الهدف من إستخدامة الأشارة برغبة الفرد أو الجماعة أو الحزب أو المنظمة أو الدولة أو أي كان مستخدمة أن لا يحسب على هذا الطرف أو ذاك من أطراف الصراعات وأن يشار إليه أنه يمسك العصا من الوسط.


 وأول ما يقفز إلى الذهن مفهومي العدالة والإنصاف حين الحديث هن الحياد وكأن الحياد يقود اليهما أو إلى أي منهما ,مع أن هذا الكلام غير صحيح ,فليس بالضرورة أن تقود الحيادية إلى الإنصاف وأو إلى العدالة ,فالموقف أحيانا يتطلب ان ينحاز أحدنا إلى الحق دون الباطل ,ويعلن موقفه دون مواربة وبوضوح.


وقد توقع الحيادية صاحبها في قفص النفاق وذلك حين يتخذ أحدنا موقفا محايدا بين الظالم والمظلوم أو بين الحق والباطل بهدف إرضاء الظالم ومن هو على باطل لعدم القدرة على التعبير عن الرأي بصراحة ووضوح,فالحيادية في  موقف كهذا تسهم في زيادة الظلم .


 ولا بد من آيجاد مبررات لإعلان الموقف المحايد بشكل عام فإما أن يكون نتاجا لتلبية متطلب المصلحة العامة,أو بدافع الضعف وعدم القدرة على الإنحياز وأحيانا الخوف من نتائج الانحياز لطرف من الأطراف,أو نتيجة لدراسة مستفيضة حتمت اتخاذ مثل هذا وأجدني لا أجد مبررا لسياسة الحياد الا في حالات منها مثلا حين الحكم بين الناس إذ يجب أن يقف القاضي على نفس المسافة بين الطرفين ,ويحكم على أساس المعطيات المتوفرة لديه,لا على أساس العواطف والميول,أو حين تقديم خدمة ما مادية أو معنوية  لفئة من الناس جلهم بنفس القدر من الحاجة. أما غيرهما من المواقف فلا اعتقد أنه من الجائز اتخاذ موقف الحياد,إذ كيف يكون أحدنا محايدا وغير منحازا لقضايا شعبه وأمته,أقول أنه لا يمكن أن يتجرد أحدنا من أحاسيسه وعواطفه تجاه ظلم يحاق بشعبة أو وطنه أو أمته, فالإنحياز هنا واجب لأنه انحياز للحق ضد الباطل , وهذا يقودني للحديث عن الحياد الإعلامي الذي نلحظه على بعض الفضائيات العربية إذ تمارس الحيادية بوضوح عند الحديث عن القضية الفلسطينية ,أما عند الحديث عن غيرها من القضايا فتجد الانحياز واضحا ,وتلاحظ أن الإعلاميين يحاولون التأثير بشكل أو بآخر على المتداخلين أو المشاركين ويدفعونهم للإنحياز وعدم الحيادية ,ولست هنا ضد الإنحياز, فالإنحياز ليس له مجالا عندما يكون السجال بين الحق والباطل شريطة أن يكون سياسة ثابتة لا إنتقائية.


 نختم فنقول أن الحيادية كمبدأ هو مبدأ سام شريطة أن يطبق على أصوله ولا يتخذ ذريعة لعدم رفع الظلم عن المظلومين ,وإلا اعتبرت الحيادية نفسها انحياز للباطل دون الحق ودون وجه حق
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد