تنفيذ حكم الإعدام .. درس للآخرين

mainThumb

20-01-2015 02:10 PM

يتغير نمط الحياة وسلوكياتها واحتياجاتها من حين الأخر وتكون الحاجة ملحة للتعامل معها بالطريقة المناسبة،  فالثورات العربية صدرت للدول المجاورة أيدلوجيات وعادات سيئة لم تكن بالحجم الذي كانت عليه قبلها .


تستحق ظاهرة العنف في الآونة الأخيرة البحث والتحري عن الأسباب المؤدية لها فأصبح الإنسان الذي خلقه الله تعالى في أحسن تقويم والذي كرمه في البر والبحر رخيصا يقتل لأتفه الاسباب


قبل أكثر من شهرتم تنفيذ حكم الانعدام بحق أحد عشرة شخص في الأردن فجر الحادي والعشرين قبل نهاية عام 2014  بتسعة ايام من أصل 122 شخص حوكموا بالإعدام فثارت ثائرة جمعيات حقوق الإنسان وبعض ألسياسيين والصحفيين وبعض المحامين المتخصصين بقوانين الجنايات الكبرى ربما لقناعتهم أو ربما بسبب مصلحتهم المادية.... ناسين أن أكثر الدول سكانا (الصين الهند الولايات ألمتحدة الأمريكية اندونيسيا )يطبقون هذه العقوبة فالإعدام جاء بقانون والذي يشرف على تطبيقه أكثر من12 قاضيا في محاكم الجنايات الكبرى والتمييز حيث يتم التحري والتدقيق من قبل القضاة للبحث عن حرف عطف أو جر لتحييد تطبيق قانون الإعدام على الجاني


لو بحثنا عن أسباب جرائم القتل لوجدنا أن بعضها مبنية على أسباب تافهة ولو ترك أمرها لتدخل أهل الخير والقضاء.... والزمن لتم أيجاد الحلول المناسبة لها ولكن بسبب فقر الفكر والثقافة والمعلومة وبسبب التسرع في اتخاذ القرار والانفعال السريع وإبراز ألعضل ليظهر الجاني أمام ألمجتمع بأنة رجل قوي غير جبان... وبسبب الحوار البيزنطي المتوازي حيث كل طرف يريد فرض رأيه على ألآخر وتحقيق المطالب دون جدوله الخلافات لوقت أخر فوضع الشروط المسبقة للحوار دون تأن ربما يؤدي إلى جرائم  متعمدة مع سبق الإصرار والترصد .


أعتقد أن التشريع الأردني بتنفيذ حكم الإعدام جاء بعد تمحيص وتدقيق وبعد مشاورات وبعد أن استنفذت وسائل كثيرة منذ تجميده عام 2006 فما يطبقه الأردن هو من صلب الشريعة الإسلامية حيث يقول الله تعالى (ولكم في الحياة قصاص يا أولى الألباب) فتطبيق حكم الإعدام بعد استنفاذ وسائل الصلح بين أهل الجاني والمجني عليه هو بمثابة انتصار لأهل المقتول... لكي  لا تتعرض بعض العشائر للثأر والانتقام ...وتنفيذ حكم الإعدام بحق الجاني يغلق ملف الانتقام لان أهل المجني عليه أخذوا حقهم بالقصاص ربما لخوفهم من تكرار الجناية في نفس أسرهم وربما لسبب أن ابنهم المفقود لا تعادله كنوز الأرض بأكملها .


كم سارق قتل لأنه تم أكشافة وكم زان قتل لكي لا ينتقم منه وكم من الخلافات البسيطة العائلية أدت إلى جرائم قتل والتي يحللها الناس على أنها جرائم عرض...ولكنها ليس كذلك  وكم من المرضى المصابين بأمراض نفسية دون علاج أجرموا بسبب فقدان التركيز والسيطرة وكم من المتعاطين بالمخدرات يجرمون  بسبب هلوسة سمعية او بصرية او حوار لا يستغرق 30 ثانية .


اعتقد أن موضوع الجنايات نابع من أسباب كثيرة ذات طابع تحد صغير أو متوسط أو كبير يتعامل معها ألناس بطرق مختلفة لذلك لا بد من نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والصبر للخروج من مأزق الجريمة فالمثل يقول الهزيمة ثلثين المراجل ولا بد من محاضرات تثقيفية بمهارات التعامل مع الآخرين وتعميم ثقافة( لو صبر القاتل على المقتول لمات دون قتل) لأن القدر محتوم (فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) ولا بد من خطاب ديني يأخذ مجموعة من المحاور ألمقللة لحدوث الجريمة
ان تنفيذ عقوبة الإعدام ستقلل  من الجرائم وستحد منها لان مصائب الناس دروس للآخرين كما وان وجود المعتدي في السجن سوف يكلف الدولة مبالغ فائقة....إضافة للدور السلبي لوجوده الذي ينتج عدوى الجريمة وتلقينها لآخرين من السجناء... فالشعب الأردني راض عن تنفيذ حكم الإعدام حيث قال رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور موسى اشتيوي ان المركز قام بإجراء دراسة كشفت عن أن 75% من الأردنيين مع عقوبة الإعدام


اعتقد أن تنفيذ حكم الإعدام لبقية المحكومين سيأتي فيما بعد بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة لإعطاء المجال للصلح .... من حيث شدة خطورتها للتخفيف من الإعلام المضاد الذي يحمل الرأي الآخر من اجل الفتنة ....فالتوقف الحالي لتنفيذ حكم الإعدام لم يأت بضغط بل جاء لاعتبارات إنسانية....وان الذين يعولون على مستجدات التقارير الطبية النفسية العصبية....لإبرازها كمستجدات بعد الحكم لن يفيدهم.....وان الذين يحاولون تنظيم مظاهرات... لن يفيدهم لأننا ضمن قانون متفق مع الدستور الأردني الأقوى من الاتفاقيات والمعاهدات


إن أحلام القلةالقليلة من محامي محامي الجنايات الكبرى والقلة من رجال الشد العكسي... الذين يحلبون الجناة وذويهم بمزيد من الألوف بفوضى قادمة  يتم من خلالها فتح السجون كما حصل في فتح بعض السجون المصرية قبل3 سنوات إبان الثورة ..... وبضغط خارجي من اجل عفو عام لتحقيق هدف سياسي هي هلوسة لا وجود لها لان الأمن والاستقرار في الأردن يتطلبان تنفيذ حكم الإعدام


آن الأوان لعقد مزيد من ورش العصف الذهني المتعلقة بتشريعات قانون العقوبات وبمهارات التخلص من الجريمة ومهارات الصبر والتسامح والابتعاد عن الغضب.....ومهارات الاتصال والتفهم والإصغاء... في المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية والمساجد....لان المؤثر المختص يحول فقير المعلومة المتغطرس من معتد عنيف إلى صبور متأن....حيث يتعلم أن حلول الخلافات بالحوار ليس جبنا أو خوفا ...وان الصبر على القهر لعدة أيام يزيل التوتر الضاغط على الدماغ والجسد......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد