شقيقة هدى تلوح في الأجواء !!

mainThumb

16-02-2015 06:39 PM

منذ العاصفة الأخيرة والتي أطلقنا عليها " هدى " ونحن ننتظر إحدى شقيقاتها بترقب وكلما اقتربت منا واحدة حتى تغير مسارها وتبتعد ، وها نحن اليوم بانتظار العاصفة التي تنبأ لها علماء الأرصاد الجوية بأن تكون الأولى من نوعها من حيث شدتها وصقيعها، وحيث أن هدى كشفت عن مدى جاهزية الدولة ومؤسساتها  في التعاطي معها ومع آثارها التي تكبدتها الشوارع والكهرباء والمواطن أيضاً .

إلا أننا ننتظر أن نرى هل خطة الطوارئ القادمة ستكون على القدر الكافي من المسؤولية والاحتواء لأضرار وتبعات هذه العاصفة؟! .

وهنا سأتوقف على بعض الأمور المهمة .

لا ضير بأن نخرج قبل موعد العاصفة ونتزود بكل مستلزمات الجلوس في المنزل إلى حين انقضاءها، فهذه الأمور من طرق السلامة المستوجب العمل بها، ولكن هل يُعقل أن نخزن من الخبز ما يفوق سداد حاجة حي بأكمله خوفاً من أن ينقصنا رغيف مثلاً ؟ وهل يُعقل بأن نفرغ رفوف المولات ونكدس الأكياس بكل ما تطال أيادينا فقط من خوفنا بأن نكون قد نسينا شيئاً ما  ؟.

والأهم هل يصح أن نتكلف كل هذه المصاريف دون داع؟؟
 نعم هنالك فرق بين حالة النفير " الحرب " وبين " صافرة اليكسا " .

ومن ثم نتوجه للإشارة إلى الجنود المجهولين الذين يعملون خلف الستار ولا ينتظرون منا إلا التعاون والصبر والتماس عذراً لهم في بعض المواقف التي تفوق قدراتهم على حلها .

مثلاً شركة الكهرباء وموظفيها الميدانيين " الفنيين" دعونا نراعي أنهم في مواجهة الموت عندما يخرجون لإصلاح وإرجاع خطوط كهربائية سقطت نتيجة العاصفة .

 وشركات الاتصالات أيضاً يعملون دائماً على مدار الساعة كي يوفرون لنا المكالمة الجيدة ولتفادي وقوعها وكي تبقى الشبكة العنكبوتية تعمل على مدار الساعة فلا داعي للغضب ضجراً منهم إذا ما سقطت مكالمة أو تعذر علينا استخدام الانترنت .

ومنه نتوقف على أن هذه المنح الربانية والتي هي رزق السماء إلى الأرض يجب أن لا تكون حملاً  يُضجر قلوبنا ببقائنا في المنزل ولا تكون استنزافاً لجيوبنا المهترئة مسبقاً ولا تكون سخطاً على من يعمل خارج المنزل ويمارس طقوس الشتاء في قلب العواصف  ويُرغم على العمل  في جميع الظروف الجوية وأن نتفادى إطلاق الأحكام المسبقة إلى حين انتهاء العاصفة بإذن الله تعالى .

ومن هنا نقول أعان الله من يسكن خيم اللجوء ومن يسكن تحت خط الفقر وأعان الله الشوارع من الأزمة والحوادث التي ستحدثها شقيقة هدى قبل أن تصل وأعاننا وإياكم الله على حالنا وأحوالنا ...

والله المٌستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد