أخطر الحروب ، وقانون الإبعاد

mainThumb

26-02-2015 08:50 AM

من أكبر وأخطر التحديات التي يواجهها أي بلد من بلدان العالم الذي يعاني من تأزم سياسي وتهديدات خارجية، هو تعدد الجنسيات التي تجلس منتفعة على أرضه نتيجة تهجير أو لجوء، وهذا لا يعني أننا ضد أي مُهجر أو مبتلى من حروبٍ في بلده ، ولكن نشير هنا إلى أمر مهم

* عندما نتحدث عن الحاضنة التي تولد الإرهاب بشتى أنواعه فيجب علينا أن نعي بأن هذه الجماعات تضع نواتها وحجر أساسها من خلال " بعض " المُهجرين الذين يفرون من أرض المعركة مكرهون أو راغبون لاستكمال نشاطاتهم بعيداً عن صوت دوي القنابل الطائرة والزاحفة والساقطة على رؤوسهم . ويكون لكل من تلك الخلايا أيدلوجية معينة وطائفة وحزب سياسي مختلف عن الآخر مما يجعل تواجدهم ونشاطاتهم وإن كانت من وراء حجاب مدعاة قلق على المواطن والأمن الداخلي .


ولكل حاضنة جبهة داخلية تتواصل معها بطريقتها وتصدر تعليماتها وأوامرها بالتوقيت الذي تراه مناسباً لها، وإن كانت القوى الاستخباراتية والعسكرية والأمنية في البلاد قادرة على كشف أوكار هؤلاء إلا أننا لا ننكر أن حجم الفوضى والضغوطات قد تفوق قدرتهم على احتواء أي تحرك مفاجئ .

ومن هنا نتوقف على بعض العناوين، التي لطالما آمنت بأن الإعلام بما يسطره من "منشتات" إن صح القول يكون أحياناً عوناً لتأزم الأوضاع وإرباك الخطوات المُسبقة والتي يجب أن تكون سرية وضمن حدود من يعنيه الأمر فقط لأنه في النهاية نحن نتحدث عن أمن قومي لا يجب الاستخفاف بعنونة أي خبر يجلب البلبلة والتأويل الذي لا نعلم بصدق ما الأبعاد التي ستترتب عليه .


 استوقفني عنوان يشير إلى احتمال وقوع عمليات إرهابية في البلاد بذراع حزب الله وجبهة النصرة ؟!!!!! وبأمر من إيران ؟؟

قرأت  العنوان ولم آخذه على محمل الجد أو الصدق ربما لأننا اليوم بالشرق الأوسط معرضون لشتى محاولات الاختراق الأمني وهذا أمرٌ واقعي ونتاج ربيع عربي وثورات كُسرت إرادتها واقتصادٌ مهترء وصفقات تحمل  صفات البيع وليس الشراء ؟!

من الطبيعي أن تقوم أي دولة وضماناً لسلامتها باتخاذ ما يسمى  "الإبعاد" والنظر إلى خطره له متطلبات إجرائية وموضوعية في إطار المبادئ القانونية للأبعاد، يتعين مراعاتها، ضماناً لسلامة الإجراءات في ضوء ممارسة الدولة لسلطتها في اتخاذ قرار الإبعاد.

ولأن الإبعاد يجب أن يكون موافق لشروط دقيقة وذلك للحد من التعسف في استعمال هذا الحق وكفالة حرية الأفراد. وفي ظل اختلاط الجنسيات بما فاق حسابات وأرقام كوارث الحروب فأعتقد بأن هذه العملية مُعقدة بحد ذاتها وهذا يجعلنا في قلق وتوجس مستمران ، من يسكن بجوارنا وقد يكون عدواً لنا.

ومن هنا أشير بأن ما يجول اليوم وغداً بالشرق الأوسط والتدخلات الغربية والعربية الحاصلة واختلاط البلاد  ما هي إلا مؤشر على تقسيمات كبيرة للأمة العربية التي أصبح أكبر عدو لها العربي !!

والله المُستعان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد