يا طير يا خافق الريش ..
لقد اهتمَّ العربُ من قديم بما يُسَمَّى ( السامر ) ، وهو نوعٌ من أهازيج البدو يقومون به ليلاً ؛ فلذلك قيل له : سامر ، لأنه من السَّمَر وهو الجلوس ليلا على ضوء القمر ...
قال تعالى عن مشركي قريش : (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ) أي ؛ يجلسون ليلاً ، ويذكرون القرآن بالهجر من القول !
ولكل منطقةٌ نوعٌ من هذا السامري ، فسامر بلاد نجد يختلف عن سامر بلاد حِسْمى وسُكَّانها ، وقل ذلك في كل مناطق الوطن العربي الذي يتواجد فيه البدو ، فسامرُ نجد كلمات منظومة ترددُ جماعياً ، أما سامر ( الدحيَّة ) عند قبائل جذام قاطني حسمى وما حولها ، فهي واحدة لا تكاد تجدُ فرقا أو اختلافا ، الا ما ندر من اختصاص بعض البطون الجذامية ، فسامر الحويطات لا يختلف عن سامر الترابين أو الأحيوات أو التياها أو الجبارات ، والسواركة ... هي هي في الكلمات والأبيات والحركات التي تُؤدَّى .
وسنذهب إلى سامر أهل نجد ، وهي كلماتٌ غزلية قديمة عرفها أهل نجد ، ورددوها ؛ رافعين عن أنفسهم تَعَبَ الحياة ونصبَها .
فهذا رجلٌ يتغَنَّى بمحبوبته ، ويصفُ شعرَها مخاطباً الطير الذي حَمَّله السلامَ إليها ، فإن للمحبين علاقةً حميمة مع الطير خاصة ( الحمامة ) التي كَثُرَ ذِكْرُها مرَّة بالوَرقاءِ ؛ لأن الحمامة البرية لونُها يميلُ إلى لون الرَّماد الذي تُخَلِّفُه النار بعد خمودِها ، والعربُ تطلقُ الوَرِقُ على هذا اللون ، وهذا يذكرنا بِحَمَامِ الحرمِ .
يا طير يا خافق الريش
..... بَلِّغْ سلامي ، اوْثَنِّهْ
سَلِّمْ ع بو عكاريش
..... اللي سَبَا العقلْ فَنِّهْ
شِفْتِهْ يِفَلِّ العكاريش
..... في روشَنِنْ مِدْهلِّنْ له
يا بو عيون مراييش
..... من شافهن يَذْبَحَنِّهْ
وقذيلته كَنَّها الريش
..... ريحه زَبَادِ ، وخَنِّهْ .
وأبو عكاريش وصفٌ لمحبوبته ، والعكرشة في مقصود شاعرنا هو الشعر الطويل المتجَعِّدُ ، والمتلبِّدُ من كثافته ، وإن كنتُ لم أعثرْ على هذا المعنى في الفصيح ، إلا أنه ورد من معانيه للجذر ( عِكْرِش ) هو نبات ممتدٌّ من الفصيلة النجيلية ... ولعل هذا هو الارتباط بين الفصيح ومقصود الشاعر .
وطول الشعر من صفات جمال المرأة ، ليس التقليد الأعمى للغربيات في قص الشعر حتى أنك لا تميِّزُ ذُكْرانَهم من إناثهم !!
وكلمة يفل العكاريش قد يُرادُ بها معنيان : الأولُّ أنها تنثر وتُسَرِّحُ شعرَها في غرفتها ( الرُّوشن ) وهي غرفة عُلْوِيَّة من المنزل ، والمعنى الثاني : وهي من التَّفْلِيَةِ ، وهو إزالة القمل ، وهي عادةٌ كانت عند النساء زمن انتشار هذه الحشرات الضارة ، وقد أدركنا ذلك .
ثم ينتقل الشاعر إلى وصف أهداب عيون المحبوبة : يا بو عيون مراييش .... من شافهن يذبحَنِّهْ ) ، حيث يصفها بالطول كأنها الرِّيْشُ !
وهي صفة عيون العربيات ، طول الأهداب مع الإسترخاء ، وهذا ما قصده الشعراء : ( المِراض ) . فهي تجد صعوبة في رفع جفنها من طول أهدابها ، فهن نواعسُ من غير نُعاس !
ثم يصف ( قذيلته ) وهي ما ظهر من شعرها جهة ناصيتها ( مقدم الرأس ) بأنها طويلة ، وريحها الزبادي والخنَّة وهما نباتان طيِّبا الريحة ، وهذا من اهتمام تلك المحبوبة بشعرها تفليةً وتسريحا وتعطيرا .
خام الحديد يتجه لتسجيل مكاسب أسبوعية
هجوم لم يتبناه أحد .. إسقاط مسيّرتَين بكردستان العراق
خبر سار للراغبين بزيارة متحف السيارات الملكي
انطلاق سباق الحسين لتسلق مرتفع الرمان اليوم
جرش .. إطلاق أول برنامج إرشادي في مجال الاستزراع السمكي
أسعار الكهرباء بالأردن من بين الأعلى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
ترامب سيفرض رسوما جمركية على كندا .. وقرار جديد بشأن روسيا
بعد المبنى المفخخ .. أنباء عن حدث أمني جديد شمال غزة
قرار قضائي مهم بشأن منح الجنسية الأميركية للمولودين بالولايات المتحدة
ارتفاع أسعار الذهب عالميا الجمعة
درجات الحرارة تصل إلى 44 في هذه المناطق اليوم
وقف ضخ المياه عن مناطق في المملكة .. أسماء
مهم بشأن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان
بحيرة طبريا تقترب من أسوأ مستوى في تاريخها
بتوجيهات ملكية .. طائرة إخلاء طبي لنقل عائلة أردنية من السعودية
مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية .. أسماء
مهم من التربية بشأن تصحيح امتحانات التوجيهي
دفعة تعيينات كبيرة في وزارة التربية - أسماء
الحكومة تمنح قروضاً بلا فوائد لهذه الفئة
تحذير مهم من مهرجان جرش للجمهور
وفد سوري يزور محطة الباص السريع في عمّان .. صور
الاعتداء على الصحفي فارس الحباشنة أمام منزله في عمّان .. صور
بيان بعد أنباء وفاة الداعية المصري حازم شومان
تفاصيل القبول الموحد في الجامعات الأردنية لعام 2025
مهم من الحكومة بشأن انخفاض أسعار البنزين وارتفاع الديزل والكاز