ما بين يوم الأم في التلفزيون الأردني وأمانة عمان في ذكرى الكرامة !!

mainThumb

22-03-2015 09:06 PM

لروحهم السلام ، سلامٌ من الله يليق بشهادتهم إذ نحسبهم عنده من الشهداء، يقولون بالعامية " ضربتين على الراس بتوجع"  .

 لو أنهم اكتفوا بزيارة زملاء الشهيد معاذ الكساسبة كهدية عيد الأم لكان الوضع أسلم وأثمن!!  .

نعم نوافقكم الرأي، كانت الفقرة التي خصصت في برنامج يسعد صباحك مخصصة للأمهات في يوم الأم وخاصةً " أمهات الشهداء " ومنهن أم جواد والدة الشهيد الطيار معاذ الكساسبة ومن ضمن الحلقة  تم توزيع الجوائز العينية والنقدية إلى جميع الأمهات دون استثناء ، وأن ترفض والدة الشهيد معاذ الهدية فهذا شأنها وحقها ووجعها هي ، ولكن لا يعني أن التصرف كان مقصوداً بجرح أمومتها أو وجعها والله أعلم .


 لطالما عالجنا عواطفنا بالمادة أو السخرية وبما أن العاطفة الجياشة لا تترجم إلا بهذه الطريقة مع افتراض حسن النية  ؟! وبما أن النقود والهدايا العينية تعني الأمومة على حد من أفتى بها، فلا غرابة بأن الفن ورواده وعمالقته يكرمون أو يكرمن بالأم المثالية ؟! .

على سبيل الضربتين

أمانة عمان تكرم "يسرا" و "ذكرى الكرامة" .

 بعد أن كرمتم فنانة العرب الأولى قائدة الأجيال اللاهثة وراء الانحدار والتشرذم، لم تكتفوا بذلك ؟!! .

 ألم تستطيع أمانة عمان أن تستغني عن العروض المبهرجة والفتيات المتقافزات والأصوات العالية والأغاني التي تستدعي الرقص مثلاً ؟!! .


في يوم يحمل صبغة " الكرامة " ألم يستطيع من نظم الحفل بفقراته وعروضه أن يغَلب طابع الحكمة والهدوء وقراءة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم مع بعض الخطابات التي تُذكر أب الشهيد لماذا فقدت ابني ؟!وفي سبيل ماذا ؟ ولأجل من ؟

وهو الرجل القابض على صبره بأطراف الانهيار ؟!

حق لها أن لا تقبل هدية عيد الأم فهي " أم الشهيد" وكرمها الله وأهداها شهادة ابنها ، وحق له أن ينسحب من العرض الذي لا يناسب هذه الحقبة الزمنية المتخاذلة والتي تحمل ما تحمله من الخسائر وجُلّ ما تحتاجه " كرامة "

ولا أستغرب تجارة المرئي والمسموع في هذا الزمان، ولا أتعجب لأمر من يُعد الفقرات ويُدرج الوصلات لإنجاح حلقة أو عرض ، ولكن ما لا أفهمه هل حقاً تعتقدون بأننا لا نفهم مثلاً ؟!

والأهم كم أتمنى من ذوي الشهيد أن يسامحونا على عولمتنا وعلى صمتنا في  بعض الأحيان،ربما نحن أمسينا كمن يسكب الماء المُثلج على الحرق، يبرد قليلاً ولكنه لا ينفك يتأجج حمرةً وألما من جديد .

لا هكذا تؤتى الكرامة ولا هكذا تُكرم أمهاتنا .!!
 
(الصمت أبلغ) ، في هذه الفترات الحساسة التي تحمل عتب القومية الغائبة والوطنية المزركشة يكون من الأفضل أن نصمت أو أن نستعين بعقولٍ صاحبة أبعاد تتماشى مع الظروف السائدة فنحن لا نداوي الجرح بالجرح ولا يصح أن نستهتر بمشاعرهم تحت ذريعة " لم أكن أعلم"  .

دعوهم يحتفون ابنهم الشهيد كما يليق بهم وكما يشتهون ، دعوهم مؤمنين مرابطين صابرين كما هم ولا تفتحوا أوجاعهم بسذاجة عروضكم البراقة ....

ودعوا الخلق للخالق .............

والله المُستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد