مصر أين والى أين

mainThumb

25-04-2015 02:48 PM

ليسمح لنا الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل استعارة عنوان حلقاته الممتعة على قناة cbc الرئيسية لتكون عنوانا لمقالي هذا عن مصر العزيزة التي نتمنى لها الأفضل دائما ويزعجنا جدا الظروف الصعبة التي تمر بها ، ونأمل أن تكون هذه الظروف أو المخاض الطويل بداية لمصر جديدة لكل أبناء شعبها العزيز وثم لأمتها وللإنسانية جمعاء ، وهذا الإزعاج الذي نعاني منه لا يتوقف على العمليات الإرهابية التي يتعرض لها الجيش المصري البطل وقوات الأمن والمواطنين الأبرياء الذين يسقطون ضحايا لهذا الإرهاب المأجور ، فهذه العمليات الإجرامية آخر ما تبقى لدى الإرهابيين من أسلحة وهي كما وصفها أستاذ الأجيال محمد حسنين هيكل (الخربشة التي لم تؤثر على السياق العام للوطن) وما أصبح مزعجا أكثر ازدياد العمليات الإرهابية ووصولها لمناطق حساسة مثل المدينة الإعلامية والكثير من المواقع الحساسة ، والمؤلم ليس هذا الإرهاب المجرم ودعاته حيث أصبحوا جزء من الماضي بالنسبة لمصر وشعبها بعد فشلهم في إدارة الدولة ، وقد يقول قائل أن الإخوان يرفضوا العنف وهذا الكلام غير صحيحي باعتراف كبار قادتهم المعتقلين بما فيهم المخلوع محمد مرسي ولو استمر حكمه لحدث في الوطن ما يحمد عقباه وان وصوله للسلطة وخلعه كان بإرادة  الشعب وهو في الحقيقة رسالة لكل نظام قادم لمصر مفادها أن التاريخ لن يكون كما كان قبل ثورة 25 يناير ، وتصحيح مسارها في 30 يونيو حزيران .


وما بدأ مزعجا لنا كمتابعين هو تعاطي النظام الحاكم في مصر ممثلا بالرئيس عبد الفتاح السيسي مع الأحداث وهذا البطء في فرض سياسة القانون ومحاربة الإرهاب ورغم التفويض الشعبي الممنوح ولكن لا زال النظام مترددا والإرهاب والإجرام يزداد خطرا والأهم من ذلك حرية القضاء وليس من المعقول أو ما يقبل به العقل ويصدقه كل محب لمصر وشعبها أن يبرئ القضاء نظام الردة مبارك السادات  القائم في مصر منذ انقلاب مايو أيار 1971م ، وحتى ثورة يناير ويخرج أركانه براءة في الوقت الذي يدان المخلوع محمد مرسي بعشرون عاما سجن وهذا الحكم سياسي بامتياز رغم رفضنا للمخلوع ونظام التأسلم ، وما نتمناه أن لا تحارب مصر الإرهاب بالإرهاب فقط ، وهناك أسلحة أهمها الثقافة وأن يكون القضاء أيضا حرا مستقلا وسيدا لقراره وليس سياسي أو متأثر بالمناخ السياسي ، لا أقول ذلك دفاعا عن التيار المتأسلم المتاجر بالدين الذي خذل كل المراهنين على نضجه السياسي وترفعه عن أحقاد الماضي وأن المستقبل وتحدياته ستفرض على هذا التيار أن يكون عقلانيا وتصالح مع المختلفين معه في الرأي ولكنه للأسف أثبت قصر نظره السياسي وأنه مارس السياسة أثناء توليه بالحكم بالأحقاد والضغائن التي لا تبني الأوطان بل العكس .


لذلك قامت مصر بالثورة التصحيحية الثانية وجاء عبد الفتاح السيسي الذي أمتلك الشجاعة الكافية ليخلص شعبه من خطر الإرهاب الذي وجد في سياسة النظام السابق السادات مبارك التابع لأمريكا منذ انقلاب مايو أيار عام 1971، الأرضية الخصبة لتسميم العقول وخداع البسطاء باسم الدين ، لذلك لا نريد لمصر في عهد عبد الفتاح السيسي أن تكون صورة عن نظام كامب ديفيد المخلوع وكما لا نطلب منه أن يكون جمال عبد الناصر آخر لأننا نؤمن أن لكل مرحلة ظروفها ورجالها ولكن هناك خطوط عامة لمصلحة الوطن يتفق عليها الجميع أبسطها محاربة التبعية لأمريكا أو غيرها كما لا نريد أن يظلم إنسان بما في ذلك دعاة الإرهاب المتستر بالدين ما لم تلوث أيديهم بالقتل والإجرام ، نريد حكم القضاء العادل النزيه وليس المسيس ، نريد حكم يعزز العدالة الاجتماعية وروح القانون ويحترم الحريات العامة ويؤمن بدولة المؤسسات القوية وعلى رأسها الأحزاب ، نريد نظاما يبني الوطن ويخدم الأمة والشعب ونريد محاسبة النظام السابق سياسيا وليس جنائيا على ضياعه هيبة مصر والمديونية والفساد والتبعية السياسية والحكم العائلي أما الحكم على عصابة دعاة التيار السياسي الأخير فنرى به حكما سياسيا مبالغا به ولا يليق بدولة محترمة .


لذلك نتمنى أن نرى مصر كما يحب أن يراها المخلصين من شعبها ومحبيها لأن مصر القوية مصر المؤسسات هي النموذج المحترم الذي ستكون مكسبا لشعبها ولكل الأمة العربية والإنسانية جمعاء ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد