الماهاتما غاندي

mainThumb

19-05-2015 11:35 AM

(في البدء يتجاهلونك ,ثم يسخرون منك ,ثم يحاربونك ,ثم تنتصر ) أستوقفتني  هذه الجملة وأنا أقرأ في سيرة الماهتما غاندي, أوغاندي الروح العظيمة( حيث تعني كلمة ماهتما  بالعربية) ,أستوقفتني هذه الجملة فكان لا بد من الكتابة في مراميها .


ما عرف عن  الزعيم الهندي غاندي(1889-1948  أيمانه بأن الخطوة الأولى للنصر هي الوعي الكامل بالخطر ,ثم انشاء قوة قادرة على الحاق الهزيمة بهذا الخطر (العدو)والتوسل باللاعنف والمقاطعة والعصيان المدني والأعتصامات كوسائل أولية لتحقيق الهدف ,والعنف إن لم يكن من ذلك بد .


نعود إلى جملتنا الأولى فنجد أن ما ذكره الماهتما غاندي ممكن أن ينطبق على نواح عديدة , سواء كانت أجتماعية أو أقتصادية أو سياسية أو غيرها.


لن يلق لك عدوك بالا وأنت في مرحلة التبلور, أو ما نستطيع أن نطلق عليها مرحلة التكوين ,على أمل أن الولادة قد تكون قيصرية أو أن يولد الجنين مشوها أو ميتا , فينتهي بعد فترة وجيزة دون الحاجة للتدخل دون أن يكلفه ذلك أي جهد ماديا كان أم معنويا,ثم يخيب ظن عدوك إذا ولد الجنين بكامل صحته وعافيته وأستطاع الوقوف في وجه عاتيات الزمان ,فتكون قد تجاوزت المرحلة الأولى ,فيشتد عودك وتصبح أكثر قدرة على الصمود , ونقول الصمود لأن هذه المرحلة ليست مرحلة المواجهة , فتبدأ بفهم ما حولك ومن حولك, وتبدأ بعمل دراسة واقعية للواقع ,- لواقعك وواقع عدوك - وتتفحص للإمكانيات والقدرات ,- قدراتك أنت وقدرات عدوك- , وهي مرحلة الإستعداد , وفي هذه المرحلة أيضا يظن عدوك أو من يتربص بك أنك لا ولن تشكل خطرا على حاضره أو مستقبله ,فيسخر منك على أمل عدم القدرة على النهوض وعلى أمل أن يزدريك من حولك لجهلهم بقدراتك وإمكانياتك.

وتبدأ المرحلة الثالثة  حيث تنتهي المرحلة الثانية  ألا وهي مرحلة المواجهة , وفي هذه المرحلة يكون عودك قد أصبح صلبا , و يكون قد التف حولك اولئك الذين آمنوا بفكرتك ونهجك , فتتسع الفكرة وتصبح بقصد أو بغير قصد قائدا وصاحب نهج له من يدافع عنه , وينتصر له وينصرة من آمن به  وما استطاع إليه سبيلا. ومرحلة المواجهة هذه هي مرحلة الدخول في الحرب بغض النظر عن شكل هذه الحرب ولونها , فقد تكون حربا بمعناها المتعارف عليه أو حربا إقتصادية أو إجتماعية, وهنا يعلن أعداؤك الحرب عليك حيث لا مجال لتراجعك لأن عملك لم يعد فرديا ,فلك أنصارك وكل من موقعة يشكل خنجرا في خواصر هؤلاء الأعداء , فلم يعد بإمكانك اتخاذ القرار منفردا فنصبح أمام خيار واحد ألا وهو المواجهة , وهنا بالتصميم والإرادة والإصرار واستحدام الأدوات اللازمة للنصر ستنتصر.قال تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل .......)


لكن السؤال ,لماذا قرر الماهاتما غاندي نتيجة المواجهة مسبقا , وهي النصر واستبعد احتمال الهزيمة ,والجواب بسيط أن غانذي كان صاحب نهج ,ويرى أن نهجه على حق وأن الحق سيهزم الباطل .

 

 فقد يكون عدوك قادر على كسب معركة  , لكنه حتما لن يستطيع محو فكرة التصقت بالدماغ وصارت نهجا له من يدافع عنه على اعتبار أنه الحق , وأن ما يقابله هو الباطل , فقد يكسب الباطل جولة لكن الحق في النهاية سينتصر.


هذا سياسيا ,أما اقتصاديا فساحة الحرب هي السوق وأعداؤك هم حيتان السوق من المحتكرين والجشعين , وأجتماعيا ساحة الحرب هي الحياة وأعداؤك هم الفاشلون.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد