الاستبداد هو أساس الفساد

mainThumb

08-06-2015 08:33 AM

كان الله في عون شعبنا الأردني فهو أكثر شعوب الأرض تحملا للمآسي وأكثر الشعوب صبرا على الفساد والاستبداد والإسراف في إعطاء الفرص لكل من أضاعها حتى مل العطاء من عطاء هذا الشعب .
 
 ويبدو أن الحكومات المتعاقبة المستأنسة بالقبضة الأمنية ولن تكون سلطة عبد الله النسور آخرها قد بالغت في ظلمها وقهرها ووصلت سكينتها لعظم المواطن المسحوق الذي لم يبق لديه ما يقدمه بعد مسلسلات وأفلام رفع الأسعار والمبررات التي لا يخجل أصحابها من الإشارة إليها وأصبحت حياة المواطن الأردني جحيم لا يطاق .
 
 وهناك دراسات تؤكد أن معظم العاملين في القطاع العام والخاص وخاصة الأول يعملون في أكثر من وظيفة حتى يتمكنوا من تحقيق الحد الأدنى من العيش الكريم في تحقيق الأساسيات لحياتهم وأسرهم وأصبحت الحياة صعبة وجحيم لا يطاق حيث الفقراء يزدادون فقرا والأغنياء يزدادون غنى نتيجة التحالف الطبقي بين السلطة ورأس المال وبعض من يقدمون أنفسهم كواجهات من خلف الأضواء حتى أصبح ذلك زواجا كاثوليكيا غير قابل للفصل بين السلطة ورأس المال .
 
ومع كل تلك المآسي لا يزال شعبنا صامتا ومشدوها وكأنه لا يصدق أو لا يريد أن يصدق كل ما يجري له ولكن إلى متى ستبقى هذه الحالة؟ وهل ما يحدث من مآسي وأوجاع لشعبنا لا تصل لصانع القرار ولمصلحة من هذه السياسة العقيمة المتخلفة التي تكاد أن تكفر الإنسان بوطنه؟ ، فهل هذا الصمت السلبي من المواطن يريح الحكومة وصانع القرار حيث أصبح المواطن ألأردني غير مبالي بوطنه ومستقبل حتى أبناءه والحكومة وكتبة الدولار والدينار والشيكل يعتبروا ذلك راحة لهم حيث غابت أصوات الاحتجاج المطالبة بالإصلاح والتغيير العاقلة بعد أن تم اختراقها بالمرتشيين وكتبة التقارير ، وأصبح الميدان خاليا إلا لأصحاب المصالح وكتبة التدخل السريع كما أسلفت حيث لا دور لهم إلا تزييف الحقائق والرقص على جراح الوطن ونزيف أبناءه بطريقة سادية .
 
وسؤالنا إلى أين يقود هؤلاء الوطن والى متى سيبقى صمت أبناءه فقد بلغ السيل الزبى كما يقولون وبالطبيعة كل شواهد التاريخ لشعبنا تؤكد أنه لن يبقى سلبيا بالصمت إزاء ما يدبر له في الغرف السوداء المغلقة ، فقد تحمل ما هو فوق طاقة البشر لأجل أمن وطنه واستقراره .
 
وغاية ما نغشاه أن يتم الانفجار الذي سيكون كالقدر لن يقبل توبة من يريد الإصلاح ولن يكون للعقل دورا بعد أن جفف الفاسدون والمفسدون كل منابع العقل والمنطق .
 
ولذلك نحذر من انفجار نحسه ونشعر به وهناك ظواهر كثيرة عليه ولكن العصابة المستفيدة من الفساد والاستبداد في وطننا لا تجيد القراءة لأن الغرور والغطرسة واحتقار الشعب زاد عن كل الحدود خاصة بعد تلاشي الخليفة العربي الذي هو الربيع الصهيوني وخروج الأردن منه سليما ، والفضل لذلك لله وحده وثم الوعي لمواطننا الذي يدفع ثمن ذلك اليوم ، ونجد الحكومة وبدلا من الاستفادة من دروس الأشقاء للأسف تعيدنا إلى المربع الأول ما قبل عام 1989م ، حيث القبضة الأمنية التي أصبحت تفرز حالات من الفلتان  الذي هو جرس إنذار وهو ما نراه في كل مكان في أرض الوطن وخاصة العنف الجامعي وهو في الحقيقة ليس له دلالة إلا أن وطننا يمر في مخاض عسير وأن هناك شيئا ما متوقع  وحوادث العنف الجامعي كانت في الماضي تتصاعد عن طموح الشباب الواعي لقضايا أمته وشعبه بينما اليوم للأسف أصبحت الفئوية والإقليمية الضيقة هي المقاس طبعا كل ذلك مؤشر على حالة من الغليان الشعبي غير المعلن .
 
لذلك انتبهوا انتبهوا انتبهوا الوطن في خطر ، وحمى الله وطننا الأردني وأمتنا العربية من عبث حكامها وحكوماتها أولا قبل العدو الصهيوني ومن ورائه ذلك العدو الذي أصبح حليفا لمعظم حكام العرب ، لذلك تاهت البوصلة القومية حتى إشعار آخر ، ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد