رمضان يقترب والحال كما هو ؟!

mainThumb

09-06-2015 10:26 PM

يفصل بيننا وبين حلول شهر الرحمة والمغفرة أيام قليلة ، وحال المواطن كما دائماً لاهثاً على العروض المناسبة لتكديس المواد الغذائية التي يفيض استخدامها وليس أكلها،  وحساب ما سيبقى في جيوبنا وهل سيسعفنا الراتب في  إحضار كل ما يلزم في خضم  متطلبات نخنق ذاتنا بها دون داعٍ، وتحضير قائمة العزائم والشعور بثِقل الدوام اليومي في الأيام الحارة المُقبلة، ولا ننفك نتحدث عن شهر الرحمة وكيف سيمضي وهو الشهر الوحيد الذي يغادرنا في كل سنة دون أن نشعر به.
 فكل عامٍ وأنتم بخير. 
 
 سنطرح سؤالاً،  منذ خمس سنوات إلى هذا العام، من استطاع من البلدان المنكوبة بحريقها العربي أن يشتم رائحة اقترابه والتمتع بما ذكر أعلاه ؟!
 
قائمة بلدان صائمة "جبراً" عن حقوقها ؟!
 
من المضحك المبكي أن نجد بأن انضمام الدول المنكوبة ينهمر بغزارة على قائمة الاحتراق العربي فاعتدنا لبنان والعراق وسوريا وغزة ومصر وجديدنا اليمن ؟!
 
عندما أنظر إلى شاشة الأخبار بكل قنواتها الصادقة والكاذبة والمأجورة والمضللة والعابثة. والتي أحاول أحياناً أن لا أعيرها اهتماماً ولكن دون جدوى أجد أني لا أفرق بين صور الدمار وسرد التفاصيل لأي دولة تنتمي إلا حينما يتفضل المذيع بقول " قوات صالح" أو " قوات النظام" أو "نتنياهو" أو "السيسي" لأتمكن من تمييز المنطقة؟!
 
وبالمحصلة تم تطهير أو شارف التطهير على الانتهاء فكل ما نراه هو ردم وحرق وقتل ودم فقد لونه والسواد الأعظم محلقٌ مُحدق في عيون عروبتنا المرحومة؟!
 
هفوات الساسة والقنوات المضيفة؟!
 
 بعض القنوات أصبحت تقدم ضيوفاً دون نزع الحجاب عن ملامحهم كي يكون الغموض سيد المشهد والتراقص على تأثير الحس الصوتي الهادئ المُريح المُثقف المُدرك تماماً لمعنى الغزو النفسي للمستمع، ولشدة تخبط السياسات فما عاد أحد يعلم هل يفيد أو يضير أو يتناسب  إحضار أولائك الساسة الخطابيون  الذين يعتلون منابرهم المُذهبة ليقنعون العامة بمدى صدقهم في وقت يسوده التخبط وضياع الحٌجة  ؟ فما الغاية مثلاً ؟!!
 
  
ومن ناحية أخرى نرى الساسة عندما يستضافون من دول غربية  يجرون من ورائهم الحاشية الفنية الراقصة والإيمائية والمتحدثة بلغة الرغبة والتي تمثل نهجهم وقيادتهم،  بمحاولة مقيتة لإيضاح تفاهة وتخلف العرب أمام صناع الحضارة  الغربية المفترضة والتي يستميت "بعض العرب" حتى لا نعمم على إتباعها ؟! ليلقى صفعة تليق بنهجه المتعثر.
فلست طبيباً فلم تعالج أحداً  بل أسقمت الأجساد وقتلت حيائها وروحها ولست حكيماً لتعلم الإجابة ولكن مؤكداً بأنك ابن الحكماء الذين يجتهدون لتحقيق نبؤتهم .
 
الشواذ واقتراب ثورة الصامتين؟!
 
ثورة الحديث عن الشواذ وتخوف المواطن من انتشار هذه الآفة بات مؤرقاً وبحاجة إلى كي وطي وطمر إن جاز لي التعبير ، لسنا بحاجة إلى تحذيرات ولا وعيد ولا استنكار فما يغيب عنا ذكره هو أن أولائك الشواذ يمتلكون من الثقافة ولغة الحوار ما يكفي لإقناع من يجالسونهم  بما يسمى " حقوق الإنسان" وخصوصاً فئة الشباب المتعولم الذين يتغنون بثقافاتهم الفضفاضة والتي تتسع للقذارة دون إدراك ولا احتساب لتبعات تقبلهم لهذه الأفكار السامة والتي تعني هدم وردم العروبة  والحضارة والثقافة الإسلامية التي ما زلنا قابضون عليها بأطراف الصبر ؟! التحضر والثقافة ليس باحتواء وتقبل الأفكار الشاذة فإن كان للإنسان حق فهو كرامته التي تجُب ما قبل العولمة الفاسدة وتحفظ كيانه كما خُلق ليرتقي ويتطور لا ليتخلف ويحقر ذاته "الإنسانية" !
 
فمن هنا سأجيب على السؤال الذي بدأت به هذا المقال  .
 
 لا البلاد التي طالها الحريق العربي ولا التي ما زالت تقف صامدة رغم التهديدات المحيطة تستطيع التمتع واشتمام رائحة شهر الرحمة إلا من رحم ربي من العباد الصالحين لأن الحال على ما هو إلا أن نغير ما في أنفسنا  ...
 
 
والله المُستعان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد