الأردن يتورط

mainThumb

18-06-2015 11:42 AM

أجزم إلى حد  القسم  ،أن هناك من  يعمل على توريط الأردن ، في  ترتيبات إقليمية  ،  لا يعلم سوى الله وحده تداعياتها ، ذلك بأنهم إستهجنوا على بلد  ينخره الفقر  ، ويعاني من ظلم ذوي القربى، أن يخرج من "الرماد " العربي بخير ،وبإلتفاف أقوى  من قبل الشعب حول قيادته ، وبالتالي  عزموا على  تنفيذ مخططهم المبيت للأردن أصلا ، لصالح المشروع الصهيوني بعد أن كاد يفشل ، لولا  هذا الرماد الأسود الذي شهدناه منذ أكثر من  أربع سنوات  ، بسبب إختطافه لعدم وجود معارضات قائدة ، وأطاح ليس بالحكام  الفاسدين  فقط ، بل بالدول نفسها ، وهذا هو بيت القصيد .


كلنا يعلم أو على الأقل  ،  من  كلف نفسه عناء البحث والتمحيص والقراءة  والغوص  في ما بين السطور ،أن أعداء الأمة  ينفذون هذه الأيام   مؤامرة  قذرة ، تتمثل في  إضعاف الجيوش العربية   ،لصالح تنظيمات  خارجة عن  عن نص الدولة  ، قبل  شطب الدول  ذاتها  ،وصولا إلى مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير لا فرق ، وأن الدور الآن على ما يبدو  جاء على الجيش الأردني  المشهود له بالقوة  ، وقد قيل فيه  أنه من أقوى جيوش المنطقة ، وأن الجندي الأردني  لو توفر له القرار السياسي   لأنجز ما عليه  ولكن....


من يرقب الجو السياسي منذ فترة ، يجد أن  الأمريكيين يكيلون للأردن المديح ،ويتعهدون بتقديم الدعم العسكري للأردن ،  والقائمة بطبيعة الحال تطول ، لكنها في نهاية المطاف عبارة عن "حصرم " وليس عنبا شهيا ،  وهنا تكمن النوايا .


الأسئلة التي تطحن في  الرأس كثيرة ومتشعبة ولها أكثر من مدلول ،وأولها  : هل  حقا أن أمريكا  تغار على مصالح الأردن ؟ وهل أمريكا معنية بالهدوء في الأردن ؟ وهل أمريكا  لا تعلم بمعاناة الشعب الأردني الإقتصادية ؟ ولماذا المساعدات العسكرية للأردن ؟ وهل أن أمريكا لا تعرف  من هو عدو الأردن الرئيسي ؟


ومن الأسئلة المشاغبة أيضا : ما هو موقف أمريكا لو أن الأردن الرسمي قرر الإنتقام من  سعار "مستدمرة " إسرائيل  في تهويد القدس وهدم الأقصى ، ومحاولاتها الجادة  الوصول إلى مرحلة يهودية الدولة ، وهذا يعني تسفير  الفلسطينيين في المحتل من فلسطين  عام 1948 إلى الأردن بطبيعة الحال ؟


ومن الأسئلة أيضا : ألا ترصد السفارة الأمريكية  في عمان  ما ينشر من أخبار حول الحرائق الإسرائيلية التي تمتد كل صيف إلى الأراضي الأردنية لتلتهم ما تيسر لها من الأشجار والزرع ، إضافة إلى الخنازير البرية الإسرائيلية ، التي  تعيث في المناطق الحدودية  وتخرب المزروعات الأردنية ؟


ومن القائمة أيضا : ما هو الموقف التي إتخذته أمريكا ضد إسرائيل ولصالح الأردن  بعد إستشهاد القاضي الأردني رائد  زعيتر على جسر الملك حسين  العام الماضي ، وماذا بحق الأسرى الأردنيين  في المعتقلات الإسرائيلية ؟ ولكنهم بحق  شحذوا الهمم بعد إستشهاد الطيار الأردني الشاب معاذ الكساسبة  رحمه الله ؟


يبدو أن الأمريكيين  وحتى اللحظة لم يتناهى لعلمهم ،  أننا نعرف أن  الخوارج الجدد داعش ، ليسوا هم القتلة الحقيقيين  للشهيد الكساسبة ، بل هم  المجرمين المناط بهم  تنفيذ الجرائم  حسب الإتفاق مع مؤسسيهم ،فمن قتل الكساسبة هو من أصدر الأوامر له بالإنخفاض ، ليقصف أهدافا  داعشية وهمية بطبيعة الحال ،دون أن يبلغوه بأن هناك دواعش من الشيشان يقبعون  في الجبل المقابل له ، ومن أسقط طائرته  وأحرقها بصاروخ ،  بعد أن رصد خيانات أمريكية مهولة  تتمثل في إنزال  أسلحة ومعدات  وما أشبه لداعش ، وقام بتصويرها  وإتصل هاتفيا ليبلغ قيادته بما رأى  وسجلت كاميرة طائرته، وتركه  في الماء وحيدا لساعةكاملة ، دون أن يهبوا لنجدته ، كما نرى في الأفلام الأمريكية  التي  يهبون كلمح البصر لنجدة البطل !!!


إنهم ينصبون الفخ للأردن  من خلال إيكال الأمر له في العراق وسوريا ، مع أن ما يجري في هذين البلدين العربيين   لا يعني الأردن فقط  ، بل هو قضية عالمية وكذلك الخوارج الجدد داعش ، وهذا يقودنا إلى إستنتاج مبهر وهو أنهم يريدون توريط الأردن ، مستغلين وضعه الإقتصادي وتداعيات "الرماد " العربي .


والسؤال الملح الذي يعصف بالذاكرة :لماذا لا يسمحون للأردن بتحرير الضفة الفلسطينية على الأقل ؟خاصة وانها كانت جزءا من الأردن قبل إحتلالها في حرب حزيران 1967. 


أما ما يتعلق بالخوارج الجدد   المرتزقة العالميين داعش ، فإننا نعلم رغم ما يراد  إقحامنا به  ، أن هذا الداعش والأردن لا مساس ، لأن مهمته ليست العبث في الأردن ،  الذي هو خارج نطاق التجزئة  ،نظرا للإنتقال إلى سيناريو توسيع الأردن ،  بدلا من تجزئته  كما هو الحال بالنسبة للدول العربية  السايكس بيكوية .


أغلب الظن أنهم  يريدون  هدم الخيمة الأردنية   لإعادة تركيبها في وضع جديد  يروق لهم ، اللهم إني قد بلغت  ،اللهم فإشهد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد