الوطن فوق الجميع

mainThumb

27-06-2015 11:37 PM

هناك حالات خلط كثيرة متعمدة من بعض النخب المستأنسة بالسلطة ورضا السلطة وغير متعمدة من الغالبية العظمى من أبناء شعبنا الأردني بين معارضة السياسة الأردنية الرسمية وتصوير من يعارض وكأنه ضد الوطن وشعبه ، وهذه النغمة التي تعجب الحكومات الأردنية المتعاقبة التي تصدر نفسها بأنها الوطن والمواطن معا ، وهذا الهراء المتعمد انطلى بكل أسف على الكثير من أبناء شعبنا في السابق وان كانت هناك صحوة اليوم تبشر بالخير رغم كل ما نرى ونسمع .

 
فهذه الصحوة تتمثل أن هناك الكثيرون ممن أصبحوا أكثر وعيا بالحقيقة أن الوطن لن يكون شخصا أو حكومة ولكن الوطن اكبر من ذلك بكثير الوطن هو الأرض والإنسان ، والغريب أن الكثير من المزايدين على المعارضين الشرفاء ممن يحملوا جنسيات أخرى إضافة لجنسيتهم الأردنية ، خاصة مثقفي ووزراء الديجيتل وولائهم هنا مشكوك في أمره ومن خلق هذه الصحوة وإعادة التفكير لدى الكثير ليس عبقرية بعض أطراف المعارضة  حيث الكثير منها تطبعت وأصبحت جزء من النظام البيروقراطي ومنظومة الفساد والإفساد ولكن بسياسات الحكومات المتعاقبة نفسها حيث أن كل حكومة جاءت تلعن سابقتها وتحملها المسؤولية رغم أنهم جميعا حكومات اللون الواحد والشخص الواحد ولكن الاختلاف على الكعكة وصراع النفوذ بين الحرامية حيث كشف للمواطن الأردني المغلوب على أمره الكثير من الحقائق التي أصبحت تشكل حالة الوعي .
 
في كل العالم المتحضر الوطن ومصالحه خط احمر ولكن السياسة المتبعة لكل دولة ليست كذلك ، نحن في ألأردن ليس حالة استثنائية ونؤكد ما هو مؤكد وثابت أن من يعارض الوطن لا مكان له في الوطن ومن يعارض لأجل مصلحة الوطن هو ابن هذا الوطن العزيز ولا أحد يزاود على وطنيته وانتمائه ، هذا الوطن الذي نعرف أن فيه قامات وطنية تحترم داخل وخارج النظام حتى لو اختلفنا معها ولكن هناك حالة تردي واضحة اقتصادية وسياسية ونتيجة لذلك نرصد هنا وهناك تطاول ليس على النظام وحكوماته فحسب ولكن على الأردن بشكل عام نرى ونسمع ذلك والسبب حالة الخلط بين السياسة الأردنية التي لا تعبر عن الغالبية العظمى من شعبنا والشعب الأردني الذي لا يصنع سياسته وحتى سلطته التشريعية، البرلمان يسن لها القوانين البدائية التي مهما كانت نزاهة الانتخابات فإنها لم تصنع سلطة تشريعية حقيقية تعبر عن الوطن وهمومه وتطلعات أبناءه وبناته ، والعيب في القوانين الخاصة بالانتخاب البدائية التي وجدت لتفرز نواب خدمات من المفترض أن تكون تلك الخدمات حقوقا للإنسان الأردني وليس مكارم عن طريق النواب وغير النواب ، ولكن المشكلة لدينا حكومات ترى نفسها هي الشعب والشعب هي وبهذه السياسة القاصرة اكتسبت حالة من العداء وعدم الثقة ، وأتمنى من بعض المزاودين بالوطنية المزعومة ألنابعة من مصالحهم الذاتية متابعة ما يقوله الكثير من الأشقاء بما فيهم حلفاء النظام عن الأردن وسياسته .
 
أليس من المخجل أن يخرج علينا حتى الكيان الصهيوني مؤخرا ليشتكي من تجاوز بعض الصحافة الأردنية وتشجيعها للإرهاب وعداء السامية كما يدعي ذلك الكيان اللقيط ، مع أن أحد هؤلاء الكتاب الذي ورد اسمه  من تيار الإسلام السياسي ، ولو كانت لدينا حكومة قوية وبرلمان حقيقي منتخب هل يجرء الصهاينة انتقاد صحافتنا لأنها تنقل خبرا بالتأكيد لا ولكن قطعانهم على أرضنا المحتلة يمارسوا أبشع الجرائم والقتل والتنكيل  والتهويد  لما تبقى من فلسطين العربية .
 
لذلك نريد حكومة وطنية تحمل برامج وطنية واضحة أهمها إعادة  الثقة للإنسان الأردني في وطنه ومؤسساته وأجهزته وأن دور المواطن هو الأساس لمستقبل بلده وأمته ، وأقول لكل حكومات اللون الواحد وهذه الحكومة أو المزرعة تحديدا أن من لا يحترم الوطن ولا يعرف قيمته لا يحق له الحديث باسمه وأن الغالبية من شعبنا لا يعارض إلا بهدف تقوية الدولة الأردنية وجعلها دولة المواطنة لكل أبنائها وبناتها بلا فوارق طبقية أو دينية أو إقليمية ، ولا نريد دولة المكارم الطائية  .
 
لذلك قلنا ونقول نحن نعارض من اجل وطننا الذي مصلحته فوق الجميع ، ولا عزاء للصامتين ولا يعنينا من أمر المتاجرين .
 
حمى الله وطننا العزيز الأردن وأمته العربية والله من وراء القصد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد