غادة عبد الرزاق تغضب النقاد بمشاهدها الساخنة في "كلمني شكرا"

mainThumb

21-01-2010 12:00 AM

عاب نقاد مصريون على المخرج خالد يوسف تهميشه للعديد من القضايا التي تضمّنها فيلمه الجديد "كلمني شكرا"، معتبرين أنه لم يوفق في تقديم عمل متماسك دراميّا، بينما زادت جرعة اعتماده على الإيحاءات الجنسية والألفاظ النابية في ظل غياب التدخل الرقابي.

كما اتهم إعلاميون حضروا العرض الخاص الذي أقيم مساء الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني الفيلم بتناول الجنس بطريقة صادمة، مشيرين إلى أن غادة عبد الرزاق بطلة الفيلم ظهرت في أحد مشاهده، وهي تمارس الجنس بمنتهى البساطة مع صاحب المنزل لسداد الإيجار، بينما أختها تعرّي جسمها أمام كاميرا إنترنت من أجل الحصول على كروت شحن لهاتفها المحمول.

كما سرد بطل الفيلم عمرو عبد الجليل أثناء أحد المشاهد قصة شاب شاذ جنسيّا، مما جعل أحد الرجال ينظر إليه نظرة اشتهاء، بالإضافة إلى الإيحاءات الجنسية طيلة الفيلم التي كانت مشفّرة خلال الإعلان، إلا أن الكلام ظهر دون أي تشفير خلال العرض الخاص، الأمر الذي أغضب الحاضرين.

ونالت غادة أكبر قدر من انتقاد الحاضرين بسبب الملابس الساخنة التي ارتدتها طيلة أحداث الفيلم، وهي فساتين عارية الصدر تشبه "البيبي دول"، في المقابل حضرت العرض الخاص وهي محتشمة ترتدي ملابس سوداء طويلة الأكمام.

شباك الأحلام الضائعة

وبينما يعد "كلمني شكرا" -الذي يبدأ عرضه تجاريّا الأربعاء 20 يناير- أقلّ أفلام يوسف فيما يخص الأزمات مع جهاز الرقابة المصري الذي أجاز الفيلم دون ملاحظات تذكر، فإن النقاد والإعلاميين اعتبروه أضعف أفلام تلميذ يوسف شاهين فنيّا وأكثرها جرأة وتحررا.

وقال الناقد عادل عباس لوكالة الأنباء الألمانية بعد العرض، إنه حضر لمشاهدة فيلم جيد، لكنه فوجئ بعددٍ من "الاسكتشات الفنية بعضها درامي والآخر غنائي تم ضمّها معا في عملٍ قال لنا صنّاعه إنه فيلم سينمائي، بينما لم نقتنع كجمهور أو نقاد بالقضايا التي قدمها الفيلم الذي كان التركيز فيه على العشوائيات منفّرا، خاصة مع وجود بعض التفاصيل غير المنطقية".

فيما قال الناقد أشرف البيومي إن "استخدام خالد يوسف المتكرر للعشوائيات لم يعد مقنعا، خاصة وأنه قام بتسطيح القضايا -في الفيلم الجديد- استمرارا لوجهة نظره السابقة عن سكان تلك المناطق، وكونهم مجرد صائدي فرص مغروسين في شباك الأحلام الضائعة، بينما لم يقدم لنا أسبابا واضحة لفشلهم".

وأضاف بيومي أن تركيز المخرج على "مساوئ" العشوائيات بتلك الصورة القاتمة التي يغيب عنها الشخصيات الإيجابية بات غير منطقي، فالمقيمون في تلك المناطق -وفق نظرة الفيلم- يمكن تصنيفهم باعتبارهم جميعا "نصف إنسان ونصف حيوان" وهو تعميم لا يجوز.

وأبدى الناقد المصري تعجبه من انحياز المخرج للنظام الحاكم في مصر في وجهة نظره المتعلقة بقضايا؛ منها حقوق بث مباريات كرة القدم، وصلاحيات رجال الأعمال في السيطرة على الأسواق بعيدا عن مراعاة حقوق المستهلكين، "على رغم أنه معروف بانتمائه للتيار الناصري المعارض للحكومة المصرية".

ولفت عباس والبيومي إلى محاولة الفيلم الدخول في دهاليز التجارة غير المشروعة المعتمدة على قرصنة القنوات الفضائية واستخدام شبكة الإنترنت في عمليات النصب وغيرها، واتفقا على أنه لم يقدم القضية بشكل إيجابي؛ وإنما استخدمها فقط "لإطلاق النكات واستخلاص المواقف الضاحكة دون جدوى حقيقية لوجودها".

وركز عادل عباس على تحول خالد يوسف من "مناهض" لسياسات النظام الحاكم والأمن فيما يخص التعامل مع البسطاء إلى النقيض تماما؛ حيث ظهر الشعب متجاوزا في كل الأحوال يحاول أن يسلب الأغنياء حقوقهم طوال الوقت بأي وسيلة، بينما الأمن يتعامل مع البسطاء بتفهم واضح على خلاف الواقع.

واستنكر الناقد محمد صلاح الدين في حديثه لما وصفه بانقلابٍ في شخصية خالد يوسف السينمائية التي كانت في أفلام سابقة تحارب سيطرة الرأسمالية وسطوة رجال الأعمال، بينما في "كلمني شكرا" يروّج لرجال الأعمال، ويظهرهم أصحاب حق في حرمان المهمشين والفقراء من كثيرٍ من الأشياء التي يستخدمونها يوميا تحت ستار حماية مصالحهم القانونية.

واتفق النقاد الثلاثة في تجاوز الرقابة للكثير من التفاصيل غير المقبولة في الفيلم، خاصة ملابس البطلة غادة عبد الرزاق التي ظهرت بها طوال الأحداث، والتي لم يكن لها مبرر درامي في كثيرٍ من الأحيان، إضافة إلى التركيز على العلاقات غير المشروعة وكأنها سمة مجتمعية سائدة، وشيوع الألفاظ النابية والتلميحات الجنسية طوال الأحداث.

إشادة بشويكار وعبد الجليل
بينما أشاد كل من شاهدوا الفيلم في عرضه الأول بالفنانة الكبيرة شويكار التي قدمت واحدا من أبرع أدوارها في السنوات الأخيرة، إضافة إلى حضور بطل الفيلم عمرو عبد الجليل وقدراته الكوميدية، وبراعة الفنان صبري فواز في تجسيد شخصية مدّعي التدين الغارق في الملذات طوال الأحداث، والتغير الواضح في مسار الممثلة داليا إبراهيم.

وأكد الفنان عمرو عبد الجليل بطل العمل سعادته بعرض أول فيلم يجسد فيه دور البطولة المطلقة، قائلا إنه يدين بالفضل للمخرج خالد يوسف الذي أعاد اكتشافه من جديد.

وحول استمراره في أعمال الكوميديا قال "سوف أستمر في تلك النوعية، لأنني أرى أنه لا بد أن نرسم البسمة على وجه الجمهور، فهذا أفضل شيء نقدمه لهم".

كتب أحداث الفيلم سيد فؤاد عن قصةٍ للممثل عمرو سعد، ويعد أولى بطولات عمرو عبد الجليل السينمائية، وتجاوزت تكلفته 25 مليون جنيه (5 ملايين دولار تقريبا) أُنفق معظمها على بناء حارة شعبية متكاملة في ستوديو مصر.

وتدور أحداث "كلمني شكرا" في منطقة عشوائية حول قصة شاب يعمل كومبارس يبحث عن فرصة للشهرة، ويجسده عمرو عبد الجليل، تحت اسم "إبراهيم توشكى"، وهو مرتبط بإحدى الفتيات، في حين أنه على علاقة بامرأة لعوب (أشجان) تجسّدها غادة عبد الرزاق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد