تابعنا بقلق التصريحات التي أدلى بها كبار المسئولين الأردنيين لوسائل الإعلام المختلفة حول الوضع السوري تحديدا وما قيل عن مناطق عازلة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود والدور المحتمل للأردن في ذلك .
والحقيقة أن تصريحات المسئولين الأردنيين من أعلى مستوى ليست مطمئنة وليس آخرها حوار رئيس الوزراء مع قناة العربية حيث لم يكن موفقا به كالعادة .
وعلى هذا الأساس لم يكن إغلاق الحدود مع سوريا بعيدا عن ما يجري خلف الكواليس وكل مسئول أردني يدلي بتصريحات متناقضة لنكتشف أنها للأسف تورط أردني بالأحداث السورية وهذا ما أكدته حتى العصابات المجرمة المسلحة بمعركة الحسم في درعا كما أسمتها وفشلت فشلا ذريعا حيث تكبد الإرهابيون مئات القتلى والجرحى وبعضهم كان يعالج في الأردن والبعض الآخر في تركيا والكيان الصهيوني ولا نعلم هل هذه السياسة الحمقاء تخدم من في النهاية وماذا يستفيد الأردن من ذلك بل والعكس هو الصحيح ، فان كل من دعم الإرهاب اكتوى أو سيكتوي بناره وها هو الإرهاب المجرم يدق أبواب الجزيرة العربية ويهدد بتقويض أنظمة دعمت الإرهاب ووكانت المصدر له وكذلك تركيا التي تعتبر لجانب أمريكا هم صناع داعش وأخواتها في سوريا تحديدا .
إن المناطق العازلة هي مخطط أمريكي قديم لتفتيت سوريا وعارضته روسيا والصين بقوة في مجلس الأمن ولكنه لا يزال موضوعا مطروحا للنقاش وهذا ما يقلق ، وعندما يقول رئيس الحكومة الأردنية في حواره مع قناة العربية بأنه يرحب بمنطقة عازلة في جنوب سوريا شرط أن تكون بقرار من الأمم المتحدة التابعة لأصغر الأقسام بالخارجية الأمريكية .
وعلى ذلك فان توريط الأردن صهيو-أمريكي عثماني بالأحداث السورية يعرض أمن الوطن واستقراره للخطر ، ومن يصدق قبل إغلاق الحدود أن مجموعة تابعة لما يسمى بالمعارضة السورية المرتزقة تدخل الأردن وتقوم بالسرقة والعبث في بعض الأملاك العامة وثم تعود وان شيئا لم يكن ، ومن يصدق هذا الهراء إذا لم يكن بموافقة رسمية ، لذلك الرهان على أمريكا رهان خاسر دوما ، لقد راهن النظام الأردني على أمريكا وقدم لها كل الدعم اللوجستي في حربها على العراق واحتلاله وكذلك ليبيا واحتلالها وكانت النتيجة تسلل إرهابي القاعدة وأخواتها والتفجيرات المؤسفة في فنادق عمان الشهيرة وسقط عدد من الضحايا .
وليبيا اليوم التي أصبحت بؤرة للإرهاب والإجرام وأثرت على كل دول الجوار والمنطقة بأسرها وهي اليوم تقف بنفس الصف مع تركيا والكيان الصهيوني والإرهاب المتأسلم في المؤامرة على سوريا العروبة ومصر ، ونذكر بأن هذه الأقطار العربية الشقيقة كانت دوما لجانب الأردن وداعما له ولا ننسى موقف سوريا حينما زودتنا بالماء الذي نشربه في يوم من الأيام عندما قام العدو الصهيوني حليف النظام الجديد بتلويث مياهنا وخلطها بمياه المجاري والقصة معروفة .
نحذر الحكومة من أي تدخل بالشأن السوري ودعم الإرهاب والإجرام ليس من مصلحتنا ولا تنسى الحكومة بأننا البلد الأكثر أرضا خصبة للإرهاب نتيجة الفساد والاستبداد ، وعلى ذلك لا نريد التدخل في شؤون الأشقاء وخاصة أن البيت من زجاج نتيجة السياسات القاصرة ، ولا نعلم ما هو القصد من دعم عشائر الدواعش وأخواتها جنوب سوريا وغرب العراق ، ونذكر أن كل الدول التي دعمت الإرهاب اكتوت وسوف تكتوي أكثر بناره بدءا من الولايات المتحدة.
لذلك احذروا من التدخل في الشأن السوري وأمريكا لن تفيد النظام والجغرافيا هي أستاذة السياسة وموجهتها ، وسوريا هي عمقنا والرئة التي نتنفس منها لذلك لا تلعبوا في النار .