ثورة 23 يوليو في عيدها الميمون

mainThumb

26-07-2015 12:15 PM

تمر الأيام سريعة وتتكشف مع صفحات التاريخ وحركته الكثير من الحقائق التي لم يدركها الكثيرون في وقتها ، وفي عالم اليوم وعصر السموات المفتوحة أزيل الغشاء عن الكثيرون وأصبحت الحقائق واضحة وضوح الشمس ، ومن أعظم المراحل والمحطات التاريخية في أمتنا التي تعرضت للكثير من التشويه والإساءة الحاقدة  كانت ثورة 23 يوليو المجيدة حيث نحتفل اليوم بذكراها الـــ63 ، هذه الثورة المجيدة التي قادها عسكريون في مصر من رتب صغيرة بدأت أمام العالم في حينها وكأنها انقلاب عسكري كالذي يحدث في دول أمريكا اللاتينية في ذلك الوقت ، ولكن ما هي إلا أيام وإذا بالأحداث تثبت بأن ما حدث في مصر ليس انقلابا ولكنه ثورة قادها العسكريون ودعمها الشعب حيث بدأت بانجاز قانون الإصلاح الزراعي الذي أعاد للعامل حقه في أرضه ومحاربة الإقطاع ومنعت الثورة الألقاب ، وإذا بابنة رئيس الجمهورية وزعيم الثورة جمال عبد الناصر لم تتمكن من دخول جامعة القاهرة بسبب العلامات التي حصلت عليها ولا تؤهلها لذلك وفي نفس الوقت تمكن ابن سائق رئيس الجمهورية من دخول الجامعة ومتابعة دراسته المجانية حيث أصبح التعليم من الأساسي وحتى الجامعي مجانا لكل فئات الشعب .

كما أممت الثورة قناة السويس وبنت السد العالي وأعادتها لمصر وأنجزت جلاء المستعمر البريطاني عن مصر بعد احتلال دام أكثر من سبعون عاما ، وتحقق أحلام كل أحرار مصر وشهدائها حيث قدموا أرواحهم لمثل تلك الأهداف الوطنية العظيمة وأهمها طرد آخر جندي بريطاني ، وبعد ذلك أعادت الثورة مصر للمصريين كما عبر عن ذلك رجل مصري  تجاوز الثمانون عاما من عمره قبل ما يقارب أربعون عاما ، وفي ظل الثورة المضادة التي قادها المقبور أنور السادات بدعم من أمريكا وإعراب الذهب الأسود وطيلة أكثر من أربعون عام من التشكيك والهدم وتزوير التاريخ لتسقط كل تلك الأكاذيب وتنهار في يوم 25 يناير المجيدة وبضربة واحدة من الشعب المعلم كما قال عنه الزعيم جمال عبد الناصر .
 
تلك الثورة التي كانت شعاراتها ناصرية ، وعندما استولى الإخوان على الثورة وأصبحوا في السلطة في انتخابات كانت نوعا من جلد الذات عندما كانت المقارنة بين السيئ والأسوأ ونجح للأسف كان الأسوأ ، حيث أثبتوا أنهم أعجز عن إدارة أصغر قرية وكيف في بلد  عظيم بوزن وقيمة مصر .
 
لذلك كان حتميا أن تأتي ثورة 30 يونيو حيث انتفض الشعب وطبيعي أن يكون الجيش لجانب الشعب فهذا الجيش هو ابن الشعب وحارس الشرعية المستمدة من الشعب ودرع الشعب الواقي ليزيل تلك الطغمة الباغية التي لم تأتي لثورة يناير إلا متأخرة وكانت في عز ثورة 25 يناير والدم الثوار يسفك كانت الجماعة تفاوض عمر سليمان نائب المخلوع وتحت صورة المخلوع حسني مبارك  حيث كانت الجماعة مستعدة لإبرام صفقة ولكن إصرار الشارع غير اتجاهها وركبت موجة الثورة حتى كانت إرادة الله أن يكشف أوراقها ويفضح أمرها بعد أكثر من 80 عاما من التضليل والنصب السياسي ورفعت ثورة 30 يونيو نفس الشعارات الناصرية التي ارتفعت يوم 25 يناير .
نتذكر ثورة 23 يوليو أم الثورات ورائدتها في ذكراها الــ63 ليس من أجل الوقوف على الأطلال ولكن من أجل أن نعمل وفق مبادئها القومية الخالدة التي نحن بأمس الحاجة إليها في زمن الخراب والفتن الذي يهدد وطننا العربي الكبير بصفقات أسوأ من سايكس بيكو التي قسمت أمتنا ، وما يطرح اليوم اشد خطرا لأنه للأسف يأتي من أيدينا ومعرضون للتقسيم مرة أخرى  ولكن بشكل أكثر مأساوي ، حيث صراعنا على السماء سيضيع الأرض من تحت أقدامنا إذا لم نتدارك ذلك .
 
وعلى هذا الأساس الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو هذا العام مختلفة بكل تأكيد ، نريد أن نعمل بروح يوليو بانجازاتها على الساحة المصرية و العربية، ونتذكرها للدروس والعبر .
 
وفي هذه المناسبة نحي أرواح  قادتها العظام وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر الذي يعود التاريخ اليوم لإنصافه بعد أكثر من أربعون عاما من الأكاذيب والافتراءات والثورة المضادة .
 
نبارك لشعبنا في مصر وأمتنا العربية هذه الذكرى العطرة وكل عام وشعبنا وأمتنا بألف خير .
 
ولا نامت أعين الجبناء .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد