ماذا بعد حادثة أم الحيران

mainThumb

18-08-2015 01:02 PM

الاعتداء الآثم الذي تعرضت له مقبرة مسيحية في أم الحيران والكلام البذيء الذي وجد مكتوبا إضافة لتكسير بعض الصلبان وعلامات القبور ، هذا الحادث يحمل في طياته الكثير من المعاني ودليلا أن هناك خلايا إرهابية نائمة تابعة للقتلة المجرمين في داعش والقاعدة والنصرة وأخواتها وكلها وجوه قذرة لعملة إجرامية واحدة اسمها القتل والإرهاب ، هذه الخلايا تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الوطن وتسعى بذلك عبر أسلحتها الهدامة إثارة النعرات الدينية والطائفية البغيضة ، هؤلاء الإرهابيون الذين اقترفوا هذه الجريمة هم أنفسهم من يرفض الأخوة المسيحيين ويكفرونهم وهم أنفسهم من نسمع زعيقهم الطائفي البغيض على الأخوة الشيعة باسم الرافضة والى آخر هذه المسميات الهابطة .
 
وللأسف هناك دول ومنظمات من خارج الحدود تمولهم وكل مهتم بالشأن العام من يمّول المحطات الفضائية التي تبث سمومها الطائفي ليل نهار على الطائفة الشيعية باسم الرافضة وتكفر من يخالفهم بالرأي وهناك أيضا محطات فضائية شيعية تنعق ليلا نهارا لنشر الفتن والقلاقل ومحاولة إعادتنا إلى أكثر من 1400 عام للوراء .
 
 
لذلك يخطئ من يظن أن هذه الخلايا الإجرامية ومن يثير الفتن والقلاقل أي كان دينه وطائفته يهمه أمن أو أمان لوطن أو أمة ، هؤلاء يستغلون حالة الفراغ الموجودة ويحاولوا ملء الفراغ تحت عناوين مختلفة ، وللأسف وجدوا لهم أرضا خصبة نتيجة السياسة القاصرة المرتعشة في الأردن بشكل خاص حيث يساعد على ذلك وجود أرضا خصبة للإرهاب والإرهابيين سواء بمهادنة الإرهاب ومحاولة استغلاله للتدخل في شؤون الأشقاء كما حدث في سوريا مثلا ، حيث هناك دول ومنظمات وشركات تجارة للتجارة بالبشر وجدت في الساحة السورية ما يغريها ، حيث أصبحت مكانا للارتزاق وشراء مقاتلين تحت عناوين مختلفة أبرزها جهاد النكاح والأجور الخيالية ، ولا شك أن السياسة الأردنية غارقة بالتدخل في سوريا ناسيين أو متناسين بسبب الاملاءات الخارجية أن كل من دعم الإرهاب والإجرام اكتوى بناره وليس للإرهاب عهدا ولا دينا ولا أمانا .
 
هل تذكرون العصابات الإجرامية التي كانت تقاتل السوفييت  في أفغانستان وكانت مدعومة من أمريكا وعملائها ، وما أن انتهى دورها حتى أصبحت حركات إرهابية وإجرامية وهم كذلك وخطرا على دولهم عندما عاد بعضهم إليها ، والدم  لا يعرف إلا الدم .
 
 قد يكون حادث الاعتداء على مقبرة أم الحيران عملا فرديا ونتمنى أن يكون هو  الأرجح ، وقد تكون هناك خلايا إجرامية من نفذت هذا العمل وهي جاهزة تنتظر أوامر من الخارج بأي لحظة ، وهذه العناصر هي ذاتها التي تقاتل في سوريا تحت عناوين مختلفة ، وفي مصر تحت عنوان عصابة بيت المقدس وفي تونس والعراق وليبيا القاعدة وداعش وأخواتها وكلها وجوه واحدة للقتل والإرهاب والارتزاق باسم الدين الحنيف البريء من كل هذه الآفات الإجرامية التي تتاجر باسمها .
 
لذلك يجب على الحكومة أن تعيد النظر في سياستها المهادنة والمتعاونة مع الإرهاب في سوريا ، فان حادثة أم الحيران جرس الأنذار لمن يقرأ ما بين السطور ، وقد تتكرر لا سمح الله بشكل أكثر مأساة ، انظروا لبعض المحطات الفضائية التي تنشر الفتن والخراب ليلا نهارا وتستغل حالة الفراغ الموجودة ، وسياسة الحكومة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني وعسكرة الدولة من جديد والظلم والقهر الذي يتعرض له الشعب والتبعية لأمريكا ودور السفيرة الأمريكية التي أصبحت تتجول في كل ساحات الوطن وتناقش القضايا العامة والخاصة وكأنها دولة داخل دولة وهي كذلك للأسف ، والعلاقات الرسمية والتطبيعية مع الصهاينة الذي وصل بهم أن يزرعوا حتى أرضنا ، كل هذه قنابل موقوتة قد تنفجر بأي لحظة وعند أول احتكاك .
 
حمى الله الوطن والمواطن من كل المتشدقين باسمه من حكومة شاهد مشافش حاجه ونوابها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد