كلمة آسف !

mainThumb

24-08-2015 11:00 PM

 كلمة آسف Sorry لو اخذت بمفهومها اليقيني ومقتضاها الاخلاقي ستصبح هي ذاتها كلمة السر الساحرة التي بنيت وتبنى عليها كثير من المجتمعات وخاصة الغربية منها.

 
 فالأم في بريطانيا مثلآ تردد كلمة آسف لطفلها منذ ولادته فعندما يبكي الطفل او يمرض او تغيب عنه او يجوع تستشعر الأم تقصيرها نحوه فتقول له أمه sorry mum آسفة ماما ويتقبلها الطفل حتى تصبح كلمة آسف متبادلة طائعة بين الطفل وأمه اولأ وبيئته الأسرية ومجتمعه ثانيا وأخيرا ! وعليه تصبح كلمة آسف سلسة مطواعة طيعة - وهي الكلمة التي تعلمها الطفل مع حليب الرضاعة والتي هي لسان حال الأم - ملازمة له في الكلام مع زملائه واخوانه وجيرانه لأي سبب يبدر منه او لشفقة وتعاطفا مع غيره لأسباب ليس هو شريك فيها. وعليه تصبح كلمة آسف من اللبنات الأولى في تكوين الشخصية النافعة والناجحة في بعض دول اوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية التي صدرت لنا الإختراعات والتقنيات بكافة انواعها واشكالها وخففت من الاحتقانات الشخصية. 
 
ونحن في الأردن بأمس الحاجة الى أن نتعلم كلمة آسف بسلاسة ونحتاجها أكثر في مدارسنا وجامعاتنا ونحتاجها في شوارعنا وفي اسواق الخضار... ويحتاج اليها الصناع واصحاب الحرف وفوق ذلك يحتاجها عدد لا بأس به من المسؤلين الحاليين والسابقين وكذلك الأساتذة في مستوياتهم المختلفة في المدارس وفي الجامعات. 
وفي الخلاصة فإن كلمة آسف وحدها كفيلة بأن تحل كثير من المشاكل قبل تدحرجها وتجنبنا كثير من الاحتقان وربما الكيد؛
 
والدخول ببعضنا البعض للحماية بلغة ومفاهيم كفيل الدفا وكفيل الوفا والعطوات والصلحات والجلوات التي نعيشها في القرن الواحد والعشرين علما بأنها متوارثة مذ كان اغلب الآباء والأجداد يسكنون في بيوت الشعر غير الثابتة في البوادي وفي الريف ويرحلون بكل يسر للبحث عن الماء والكلاء قبيل اقامة جيلنا واجيال من الآباء وجيل ابنائنا في بيوت ثابتة غير متحركة من الأسمنت والحجر...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد