في حفل التخرج أصبحتُ أهلاً للبصق في وجه المُعلم!!

mainThumb

26-08-2015 10:45 PM

منذ فترة ليست ببعيدة وما زالت للأسف مستمرة، أصبح من الطبيعي جداً في جامعاتنا التعليمية أن يُشهر الطالب السلاح ويستخدمه داخل الحرم الجامعي ؟!
 
وليس من المستغرب أن تبدأ المشاجرة بكلمة لتمتد وتصل إلى حرب طاحنة فيما بينهم .
 
أمهلنا طلابنا الكثير من الوقت ليعودوا إلى أصولهم التربوية وليراعوا حرمة المعلم والصرح التعليمي ، وأمددناهم بالعديد من المبررات التي لا تعذر تصرفاتهم الفردية أو الشللية وقلنا أن الفراغ وغياب النشاطات اللامنهجية تجعلهم في تيهٍ من أمرهم على اعتبار أن موادهم لا تكفي لملء الفراغ؟!
 
ولكن الحقيقة تقول بأن هذا الجيل متنمر ويشتهي السلطة ومُغيب عن لغة الحوار ولا يجد متسعاً للتسامح .
 
جيل الأزمات الدموية بدأ يخط مشوار التعامل في مجتمعه وفق أبجدياته الخاصة فلم تعد النشأة التربوية تفيد ولا تعتبر رادعاً لتصرفاته في مجتمعه إلا من رحم ربي .
 
غياب الهيبة لرب الأسرة امتد ليصل للمعلم ، هذا الاغتراب الفكري الذي تبناه الجيل الجديد له أسبابه ومسبباته ولكننا لن نخوض في ترتيبها الآن، لأن ما يعنينا أن الأمور وصلت لذروتها بإساءة الأدب ونكران الجميل والتبجح أمام الجميع بالبصق بوجه المعلم في يومٍ أصبحتم به بناة مستقبل مستعدون للترحال في سوق العمل الفعلي ؟! 
 
سمعنا بفعل الطالب " الخريج" الذي بصق بوجه دكتوره في جامعة جدار أثناء حفل التخرج وعلى مرمى من أعين أولياء الأمور والطلاب .
 
لن نجد له مبرراً بل سندينه ونحاسبه على تصرفه اللاتعليمي والذي لا يمت بحملة الشهادات العليا بصلة ، على ما يبدو أن الأخير لم يتعلم إلا أن يرد المعروف بالصفع أو البصق لأننا " تمسحنا" فلم نعد نرد الدين لأهله ؟!
 
هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة نظراً للإحداثيات الحاصلة في جامعاتنا والتي تجعل من حلم الدراسة واقعاً مخيفاً .
 
لكن إلى متى سيبقى أولائك الذين نعوّل على سواعدهم يهدمون مستقبل بلادهم بتصرفاتهم الرعناء. 
 
أم أن سرطان التبلد والعنجهية أصبح يجري مجرى الدم في شبابنا ؟! ولست أعمم هنا ولكن أحذر العاقلين من أبناء وطني  بأننا وفي هذا الوقت الحرج من  الانهيارات الشرق أوسطية بحاجة إلى وعيّ وليس إعياء فكري ،  أصبح القوي أو الذي يدعي القوة يستميل الأضعف منه ويخلق حلقة سامة ويعنون مسيرة التخلف بفقدان هوية وطنه وهدف تعليمه وضياع القيمة والمعنى من التربية والأخلاق ليمضي وأذياله من شبابنا المتخبط ويهدمون ما صنعه الأجداد وما نحن به مستمسكون ويبنون جسراً للفتن ، بماذا سيعود عليكم هذا التخلف والتراجع الأخلاقي ؟!
 
تخرجت اليوم وبصقت بوجه معلمك وأنا متأكدة أن لك أسبابك التي لا تقنع الا أنت . كيف ستعود بذاكرتك لهذا اليوم حينما تُجلس أبنائك حولك وتشرح لهم عن أهمية التعلم وأهمية المُعلم ؟ 
 
أتوقع أن فرحتك في فرض سلطتك الفارغة على معلمك فاقت فرحتك بتخرجك. هنيئاً لبلادك أمثالك وأصلح الله حالكم يا بناة المستقبل !!
 
 
والله المُستعان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد