عاصفة رملية أم طباشير مدرسية

mainThumb

10-09-2015 10:44 AM

تعبر العاصفة الرملية أجواء الأردن وتعكر صفوها الجميل، فنجد كافة الأجهزة تستعد للتقليل من آثارها والتعامل مع طارئها ولهم الشكر والتقدير...لكننا في خضم هذه الضجة الكبيرة نود أن ندخل بالمعية إلى بهو غالبية المدارس الحكومية لنجد العواصف الطباشيرية التي تعكر صفو الأجواء الدراسية طيلة العام، فما أن يبدأ العام الدراسي حتى يصاب الكثير من المعلمين والطلبة بأعراض أشبه بالربو أو نزلات صدرية ولا يعرفون لماذا؟ وبالنظر في أداة الكتابة الرئيسة على السبورة وهي الطبشور، وكذلك في عدد مرات استخدام السبورة ومسحها في اليوم الدراسي، وبالترافق مع ضعف عمليات الخدمة اليومية للغرف الصفية من قبل الأذنة، فإن هناك كميات كبيرة من غبار الطباشير تتجمع بشكل كبير، تستهدف عند كل حركة أو سكنة أنفاس وصدور تلاميذنا ومعلمينا، لذلك لا يجرؤ المعلم على وضع كتابه على أي منضدة قبل أن يمسح تحتها، ولا أن يلبس ثوباً أنيقاً أثناء قيامه بالتدريس لعلمه أن عاهة الجير ستدمره قريباً...

 

لقد وصل العالم إلى عصر التابلت والسبورة الذكية، ولا زالت مدارسنا تعاني الأمرين من الطبشورة البيئية، الطبشورة التي تحمل المرض للطلبة والمعلمين على حد سواء، ولا ندري لماذا الإصرار على بقائها إلى هذا الوقت، على الرغم من أن كل من يتكلمون الآن عن جودة التعليم في وطننا العزيز ينطلقون من حوسبة التعليم والكتاب الإليكتروني ويتناسون أن مدرسة لا زال اللوح فيها جداريا بطلاء رديء وقلم الطبشور فيه يزكم الأنوف لا يمكن أن يتصور أن يتسلق سلم الجودة والنوعية....

 

فإلى المشرفين على إدارة ملف الجودة في التعليم الأردني عليكم أولاً أن تخلصونا من الطباشير وبعدها ازحموا برامجنا بدورات الجودة والارتقاء بسوية التعليم....
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد