صادف يوم ألجمعه الماضي الذكرى الــ13 من أيلول سبتمبر العملية الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة وأسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثة الآف إنسان وجرح الآف الآخرين ، ولا زال الغموض يحيط بتلك العملية التي غيّرت مسار العالم حتى أصبح يعرف بقبل وبعد 11 سبتمبر .
وعلى أثر تلك العملية الإرهابية قامت الإدارة الأمريكية التي يسيطر عليها الصهاينة الجدد في ذلك الوقت برئاسة الأحمق جورج بوش الصغير بشن حرب عالمية على ما وصف بالإرهاب وكسب في البداية تعاطف العالم خاصة بعد اعتراف تنظيم القاعدة المسيطر على أفغانستان بأنه وراء تلك العملية الإجرامية .
وبدأت الحرب التي قادتها أمريكا على تلك الدولة الفقيرة أفغانستان التي كانت هي الأخرى إحدى ضحايا المؤامرات الأمريكية التي مكنت القاعدة وأخواتها بالسيطرة على ذلك البلد الفقير بهدف ما عرف بمحاربة النفوذ السوفيتي وكالعادة كان الأبرياء هم ضحايا المجرم بوش الصغير وزمرته وبعد أن اسقطوا حركة طالبان الإرهابية في أفغانستان بدأوا برسم المؤامرات بغزو العراق تحت عنوان امتلاكه أسلحة نووية بعد فشل حصار دام 13 عاما في إسقاط نظامه الوطني .
ورغم كل المحاولات الأمريكية وضغوطها لم يقتنع العالم بتلك المبررات التي ساقتها الإدارة الأمريكية حتى وصل الأمر فيما بعد بوزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت كولن بول أن يعترف بأنه يخجل من نفسه من تلك الأكاذيب والفرقعات التي ادعاها في مجلس الأمن الدولي لتبرير غزو العراق الذي تم ، وكان ضحاياه أكثر من 2 مليون عراقي بين شهيد وجريح وأدى ذلك للأسف تمكين عملاء أمريكا ولقطائها الذين جاءوا مع الدبابات الأمريكية ليحكموا العراق صاحب الحضارات والأمجاد التاريخية وتدمير حضارته في أكبر جريمة من دولة عظمة شهدها العصر الحديث ، واستقبلت أمريكا بمقاومة عراقية لم يحسب لها حساب، الأمر الذي اجبرها على سحب قطعانها من العراق ولكن بعد أن مزقوا العراق وقسموه طائفيا وعرقيا بدستور المجرم بريمر .
لتعود أمريكا بعد ذلك بمشروع الشرق الأوسط الجديد وهذه المرة عبّر الكيان الصهيوني لرسم خريطة المنطقة من جديد عام 2006 كما قالت كوندليزا رايس وزيرة خارجيتها في ذلك الوقت ، ولكن كانت المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله العظيم مستعدين وهزموا الكيان الصهيوني وأدواته من ألأنظمة الناطقة بالعربية التي وصفها الرئيس السوري بشار الأسد بأشباه الرجال وكان محقا كل الحق ، وبعد ذلك استغلت أمريكا حالة الغضب الشعبي العربي من معسكر عملائها بعد أن تجاوزت أنظمتهم التابعة لها كل الحدود في عمالتها واحتقارها للشعب الذي تتحدث باسمه .
وهكذا بدأ ما يسمى بالربيع العربي الذي كان سلميا ولكن استغلت الحالة الثورية والغضب الشعبي لنقله للمعسكر الآخر المناوئ للسياسة الأمريكية ، وكانت المؤامرة على ليبيا وعندما فشل عملائها الذي اخرجوا من السجون لإحداث الفتن ، كان الناتو بقيادته الأمريكية جاهز وجامعة الأنظمة العربية الساقطة جاهزة لإعطاء المبرر ، وكان تدمير الدولة الليبية واغتيال قادتها وعلى رأسهم العقيد الشهيد معمر ألقذافي وخيرة أبناء ليبيا الذين استشهدوا وهم يقاوموا حرب إجرامية فرضت عليهم ، وحاولت الإدارة الأمريكية استنساخ نفس السيناريو في سوريا ولكنها فشلت بفضل غالبية الشعب السوري وجيشه العربي الأصيل وقيادته الذكية إضافة لدعم أصدقائها حيث تمكنت من تجاوز المصير الليبي، وها هي سوريا تقاتل دفاعا عن أبناء أمتها والإنسانية جمعاء بوجه همج وبرابرة العصر حيث رأى العالم الحرية التي ينادون بها .
وهكذا وللأسف لم تستفيد أمريكا من أسباب تلك العملية الإرهابية التي تعرضت لها قبل 13 عاما ولا يزال رهانها على أنظمة إعرابية رعوية أو مخاباراتية من خارج العصر لمحاربة الإرهاب ، فهل سيكرر التاريخ نفسه في الولايات المتحدة التي لم تقرأ أسباب تلك العملية الإجرامية التي أصابتها وهذا إذا أردنا حسن النوايا وبأن تلك العملية من غير ترتيب من جهاز مخابراتها المجرم وضحاياه الملايين من البشر .
لقد كان المفكر العظيم كارل ماركس محقا عندما قال (الذين لا يستفيدوا من تجارب التاريخ محكوم عليهم بإعادته )، ولا عزاء للصامتين .