تسهيلات بنكية وعمل بأجر الساعة !

mainThumb

23-10-2015 02:07 PM

لا يخفى عن القاعدين على معونة نهاية الشهر والتي تُسمى " راتب " بأن ما يتم تحصيله شهرياً بمعدل رواتب يبدأ من 190 دينارا أردنيا إلى 1000 دينار لا يكفي لسد رمق المتطلبات اليومية .
 
وليس عجيباً  بأننا ركبنا قطار الفقر وتطايرنا من نوافذ المديونية ووقعنا على شوارع التسهيلات البنكية التي دهستنا بعجلة الفوائد العالية واللامستقرة وأصبح المواطن متعثر مادياً وملاحقا قضائياً بسبب لجوئه إلى القروض السريعة !!
 
لن نلوم على الأزمات الاقتصادية ولا على الحروب التي تستنزف الخزائن ولا على عدم استثمار الموارد الطبيعية وتغيب المسؤولين عن تفعيل المشاريع لخلق فرص العمل ولن نقول أننا نملك 60% من النحاس أي أننا نقف على أرض مُسلحة بالدولار واليورو والريال والشلن ؟!! .
 
بل سنلوم على المواطن الذي يمزق جيبه يومياً بحثاً عن فرق دينار واحد ليخلق توازن في قائمة احتياجاته .
 
العمل بأجر الساعة ....
 
من الإحداثيات الجديدة التي بدأنا نلاحظها في سوق العمل نظراً  لفائض البطالة الذي يُغرق الشارع الأردني إلى هرم رأسه ، هو التعيين على نظام الساعة ؟!.
 
وهو ما يعتبر فرصة لا تعوض للباحثين عن وظيفة وحينما نتحدث عن العمل بأجر الساعة مع  احتساب عدد ساعات الدوام التي قد تبدأ بساعة ولا تزيد عن أربع ساعات وفرق وبُعد المسافة بين العمل والمسكن  وسوء وتردي حال المواصلات وتنمر " التكاسي" عن أخذ الزبائن والإختناق المروري واحتساب الساعة الفعلية للعمل بالدقائق وليس بمعدل ساعة كاملة ، تُصبح هذه الفرص كما لو أنك أمسكت رغيفاً كاملاً وشاركته مع عشرين شخص وتبقى لك الفُتات منه.
 
من جهة أخرى وفي الزمن الجميل عندما كنا نُصنف بالطبقة الوسطى كانت التسهيلات البنكية تتوافق مع الدخل الشهري لحدٍ ما، ولا تتجاوز سقف امكانية سداد القرض، أما اليوم فإن الأخيرة تقحم المواطن في مغبة المديونية وهي المستفيد الأكبر لأنه باحتساب الفوائد المتراكمة بعد الانقطاع عن السداد وتحصيل التسويات دون الرجوع  لأصل الدين   يكون البنك قد استرجع دينه من المدين، ويبقى المواطن المناضل متكفلاً بسداد الفوائد إذا استطاع الى ذلك سبيلاً .
 
غياب الزكاة وتزاحم الأقدام نزوحاً أو لجوءاً أصبح يُثقل كاهل المواطن ونحن نعلم يقيناً بأن الرزق بيد الله تعالى ولا يأخذ أحد رزق الآخر ..
 
ولكننا نعلم أيضاً بأن بغياب فرص العمل وارتفاع اسعار العقارات والمواصلات والكهرباء والمياه والمدارس لا بد أن يصل الأمر إلى العوز ولأن الفقر كافر وكما قال علي بن أبي طالب  "لو كان الفقر رجلاً لقتلته".
 
فلا بد للحكومات أن تنظر للأمر بعين الحكمة وتضع خطط بديلة للكادحين والدائنين والغارقين بمسؤولياتهم حتى لا ينفذ صبرهم ... وقد بدأ ينفد .
 
والله المستعان
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد