الذكرى الرابعة لليبيا واستشهاد ألقذافي

mainThumb

25-10-2015 09:37 AM

شهد شهر أكتوبر تشرين الجاري الذكرى الرابعة لاحتلال ليبيا الشقيقة وإسقاط نظامها القومي الذي شاركت به للأسف ما يسمى بجامعة الدول العربية بإعطاء حق لا تملكه تلك الجامعة الكسيحة لحلف الشيطان الصهيو أمريكي المسمى بالناتو التدخل تحت عنوان حماية المدنيين وهي كلمة الحق التي يراد بها باطلا  كما قال إمامنا  علي ابن طالب عليه السلام قبل أكثر  من 1400 عام.
 
 وهذا التدخل الذي بصمت عليه جامعة إيدن (منشأها الأول وهو رئيس وزراء بريطانيا الذي أسقطته مصر بعد العدوان الثلاثي  عام 1956م ) وعلى رأسها البهلوان الساقط عمرو موسى الذي لا يهمه إلا وصول السيجار الكوبي الفاخر إليه عبر الإعراب الخونة الذين دعموا ومولوا إسقاط الدولة الليبية وقبلها العراق وحاولوا في سوريا لكن بسالة الشعب السوري وقوة نظامه ودعم أصدقائه وحلفائه خاصة روسيا العظمى لم تمكنهم من ذلك وأفشلت مخططهم ، روسيا التي هالها ما وصلت إليه الدولة الليبية والعراقية وهي لا تريد لمثل تلك الماسي ان تكرر  تحت أي عنوان مزيف للخداع والتضليل .
 
أربعة أعوام على استشهاد العقيد معمر ألقذافي وقادته وأبناءه وليبيا تعاني من القتل على الهوية وهي بلد عربي إسلامي سني كما يقولون اليوم ولكن ومع ذلك فقد أوجدوا فيها بديلا عن المذهبية وهو الصراع القبلي حيث أصبحت كل قبيلة عبارة  عن دولة داخل الدولة التي تبخرت نتيجة الصراع القبلي .
 
أربعه أعوام وشعبنا الليبي يعاني من الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي ونهب ثرواته الوطنية وعادت ليبيا لعصر أسوأ من عصر الاستعمار الايطالي فقد أصبحت إضافة للاقتتال القبلي مستعمرة من قبل دول الناتو  بقيادة أمريكا ذلك الحلف الشيطاني الذي ليس هو جمعية خيرية وعندما تدخل في ليبيا يعلم ما يريد ، كثيرون للأسف من صفق بكل وقاحة سياسية لضربات الناتو للشعب الليبي خاصة كتبة الأنظمة الذي طالما فضحهم العقيد الشهيد معمر ألقذافي وأحرجهم في لقاءاتهم العربية التي يسمونها قمم ، وكأن لهؤلاء المنبطحين إرادة .
 
 ونذكر في قمة القاهرة عام 1990م ، التي عقدت بأمر من أمريكا لأجل تشريع ضرب العراق وتدميره تحت عنوان تحرير الكويت المزعوم ويومها وقف العقيد معمر ألقذافي وصرخ غاضبا على ذلك اللقاء الذي يسمونه القمة وقراراته التي جاءت من واشنطن باللغة الانجليزية ، وقد فضح ألقذافي ذلك بالصوت والصورة ومن قلب ذلك اللقاء الذي أصبح حديث العالم في ذلك الوقت نظرا لتغطيته الدولية لإعماله حيث الهدف إعطاء شرعية لأمريكا بتدمير العراق ، كما كان لليبيا بقيادة معمر ألقذافي أيدي بيضاء بدعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية المركزية للأمة العربية فلسطين .
 
 والكل يعلم مدى الدعم المادي الذي قدمه ألقذافي لمنظمة التحرير الفلسطينية وما عرف بدول المواجهة ، حتى أن حرب أكتوبر كانت ليبيا ألقذافي هي من دفع 90% من ثمن الأسلحة التي حاربت بها مصر تحديدا وكاد النصر أن يكون حليفا للعرب في تلك الملحمة لولا خذلان وخيانة السياسة المصرية في ذلك الوقت لشعبها ولأمتها ولسوريا تحديدا الشريك ألأساسي في الحرب التي تحولت لهزيمة سياسية وحتى عسكرية في نهايتها لصالح العدو الصهيوني وضاعت الفرصة التاريخية للعرب التي سجلتها بداية الحرب كما ضاعت الفرصة الأولى عام 1948م ، والسبب واحد وهو الخيانة هنا وهناك .
 
وليبيا منذ ثورة الفاتح العظيم هي التي أعادت ليبيا لليبيين وتحررت من القواعد الأجنبية التي أغلقت بقرار من معمر ألقذافي شخصيا ، وأصبحت ليبيا دولة ذات ثقل وسيادة ووزنا دوليا يحسب لها ألف حساب وعلى الجانب الآخر كانت ليبيا ما بعد ثورة الفاتح العظيم من أكثر الدول الداعمة للوحدة العربية ، ومحاولات العقيد الشهيد وطلبه للوحدة كانت شاهدة على العصر ، ولكن بكل أسف من كان يخاطبهم ألقذافي جميعهم بعد رحيل جمال عبد الناصر كانوا خارج التغطية  ، وبعد ذلك اتجه ألقذافي للدول الإفريقية ونجح لحد ما في تقارب دول القارة الإفريقية ولم يكن ذلك على حساب أمته العربية التي خذلته بكل أسف وكان حكامها في النهاية هم من دعم احتلال ليبيا واستشهاد أكثر من نصف مليون إنسان وعلى رأسهم معمر ألقذافي وقادته وأبناءه .
 
احتلال ليبيا هو تصفية حسابات للغرب الامبريالي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني تحدي مع العقيد لدعمه القضية العربية الأولى فلسطين ولمواقفه المناهضة للهيمنة الامبريالية على العالم والكل يعلم وللتاريخ آذان وعيون لا ينفع بها التزوير وقلب الحقائق حيث أن ألقذافي رحمه الله القائد العربي الوحيد الذي كان رأيه واضحا من احتلال العراق ومنددا بأسر الرئيس الشهيد صدام حسين حيث أعلنها بصراحة وفي إحدى لقاءاته مع الحكام العرب التي يسمونها قمة .
  
 
وما أقوله أن واقع ليبيا يتحدث عن نفسه وأن ألقذافي كان اصدق من أولئك البرابرة الذين يدّعون المدنية وحقوق الإنسان عندما كان يقول بأنه يحارب القاعدة ولا يوجد في ليبيا معتقلي رأي ولكن هناك مجرمين من القاعدة ، ويومها لم يصدقه الكثير حتى ظهر أخيرا التنسيق بين أمريكا وتنظيم القاعدة الإرهابي بشأن التدخل في ليبيا  من خلال الرسائل التي وجدتها أمريكا ذاتها لدى ابن لادن بعد قتله وانتهاء دوره .
 
رحم الله شهداء ليبيا وعلى رأسهم العقيد الشهيد معمر ألقذافي ورفاقه الذين قاتلوا لآخر نفس من أجل وطنهم وأمتهم والخزي والعار للإعراب الخونة وجامعتهم الكسيحة وجرذان 17 فبراير من الأوباش ذلك اليوم الأسود التي بدأت به المؤامرة والخيانة والتاريخ لن يرحم أحد .
 
 
ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد