إيران الحصاد المر في المنطقة العربية

 إيران الحصاد المر في المنطقة العربية

26-10-2015 12:07 AM

لا شك بان إيران أصبحت في نظر كثير من شعوب المنطقة العربية العدو الثاني أن لم تكن العدو الأول وتسبق في ذلك الكيان الصهيوني فبوصلة الشعوب لا تظل فهي بوصلة لا تخطئ عندما تؤشر على العدو والأكثر عداء لهذه المنطقة واستقرارها .
 
بنظرة سريعة على ما يدور في الساحة العربية حاليا وما مارسته إيران وتمارسه في المنطقة العربية  ندرك  لما هذا التحول  في مزاج الشعوب العربية اتجاه إيران ، فبعد أن كان الاهتمام الشعبي العربي في الشأن الإيراني بأي تقدم لها في البرنامج النووي أو حتى أي انجاز أو تطور عسكري تحققه تفرح به الشعوب العربية وتراه مشروع في مواجه إسرائيل دفاعا عن الأمة وقضيتها الفلسطينية العادلة ، أصبحت هذه الشعوب كارهة متوجسة من هذا الكيان وتشعر بأنه خطر بذات الدرجة التي تشعر بها  اتجاه العدو الصهيوني .
 
الشعوب تنظر بالعين الفاحصة إلى ما أحدثته إيران والفتنة الطائفية التي أشعلتها بين مكونات الشعوب العربية حتى تسيطرعلى خيراتها فحولت بعض الدول إلى كيانات طائفية ممزقة  متناحرة وفاشلة، فأشاعت القتل الطائفي وساهمت في اغتيال أكثر من 300 عالم من العلماء العراقيين في كل المجالات وخاصة في مجال الهندسة النووية والفيزياء وقتلت أكثر من 80 ضابط طيار مقاتل بالتعاون مع وكيل الطائفية في العراق نور المالكي وبالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي كما أظهرته وثائق ويكليكس إيران عبر وكلائها عاثت فسادا في كل أجهزة الدولة العراقية بعد أن فتت مكوناته فأصبح البرلمان لا يعقد إلا بموافقة طهران وأصبح رئيس الدولة  ورئيس الوزراء لا ينتخب إلا بعد الحج السياسي الأكبر إلى طهران عند انتهاء كل  موسم انتخابات ، إيران اختطفت الدولة العراقية وجعلتها حديقة خلفية تمتص خيراتها وجعلتها ورقة بيدها تفاوض  بها على مصالحها مع الأطراف الغربية .
 
ما مارسته إيران في سوريا لا يقل بشاعة عما مارسته في العراق ، إيران الهبت المنطقة بعود ثقاب الطائفية المقيت فجلبت كل شذاذ الأفاق ومرضى الطائفية الشيعية من كل بقاع الأرض    وخاصة الدول المعدومة اقتصاديا ودفعتهم إلى سوريا لتكون المحرقة لكل ما هو إنساني لتحرق ما تبقى من فكرة التعايش بين طوائف الشعب الواحد،لم تكتفي إيران بذلك بل أنها أرسلت السلاح والعتاد والجنود والخبرات العسكرية وأخذت تدير المعركة بنفسها لتصبح الطرف الرئيسي والمؤثر في الحرب الدائرة في سوريا.
 
إيران عبثت ولا زالت تعبث في  لبنان فتمنع انعقاد البرلمان وتمنع انتخاب رئيس  لهذه الدولة  عبر ذراعها حزب الله ممثل وجودها في البرلمان اللبناني، إيران من وحولت الجنوب اللبناني إلى ساحة واستراحة وموضع قدم لها لإمداد قوات النظام السوري الهمجي وغيرت عقيدة حزب لله من حرب ومواجهة إسرائيل إلى الهجوم على دول الخليج واعتبار بعض دول الخليج عدوهم الأول.  
 
إيران ذاتها هي التي أرادت أن تكون اليمن محمية إيرانية تطل على المحيط وشوكة في خاصرة الجزيرة العربية فتحالفت مع قوات المخلوع علي عبد الله صالح وميليشيا الحوثي الطائفية فأمدتها بالمال والسلاح ولكن عاصفة الحزم قطعت عليها الطريق قبل أن تستقر لهم السلطة فأوقفت حالة التردي وأعادت شرعية الرئيس لتقف الدولة مجدا على أقدامها في مواجهة  تلك العصابات الطائفية المدعومة من الشر الأكبر دولة العمائم والطائفية  .
 
لا تنسى شعوب المنطقة الدور الطائفي الذي مارسته إيران في مملكة البحرين إلا أن التنبه  العربي السريع واتفاقية الشراكة الخليجية سمحت بتدخل خليجي عربي سريع من خلال درع الجزيرة  فحمى البحرين في الأوقات الصعبة من الانزلاق إلى ما انزلقت إليه سوريا والعراق .
 
حتى أن القضية الفلسطينية التي لا يختلف على عدالتها منصف أرادتها إيران ورقة لخدمة مشروعها الحلم في إمبراطورية فارسية ولما رفضت حماس الانصياع للطلبات الإيرانية بالوقوف إلى جانب النظام  الدكتاتوري في سوريا خفضت عنها الإمدادات ورفعت عنها  الدعم الذي كانت تقدمه محاولة أن توجه دعمها إلى فصائل أخرى كالجهاد الإسلامي وتجعل بيدها الكلمة العليا في الصراع مع الكيان الصهيوني إلا أن حماس كانت قد شبت عن الطوق ولم تجدي معها سياسة الضغط  ومحاولات الإخضاع . 
 
  لن نستطرد طويلا في عد الجرائم التي ارتكبتها إيران في دول العالم العربي فتاريخها الحديث في المنطقة حافل بالسواد، إيران أصبحت في نظر الساسة والشعوب العربية هي برد المنطقة وأساس كل علة فيها .
اعتمدت إيران سياسة " حصان طروادة " في امتطاء بعض ضعاف الحس الوطني من أتباع الطائفة الشيعية في البلدان العربية للنفوذ إلى تلك البلدان وإفشالها وإضعافها لتكون كل تلك الدول محميات فارسية مستقلة شكليا وتابعة إلى الإمبراطورية الفارسية التي تحلم بها.
 
هذه السياسة كانت بعض الدول العربية منتبهة لها مبكرا فقطعت الطريق على الدولة الإيرانية من خلال إدماج كل مكونات الشعب وطوائفه في جسم الدولة وذوبان الهوية الطائفية في الهوية الوطنية  فاتت ثمارها تحصنا ومنعة لتلك الدول إلا أن بعض الدول الأخرى كما هو في العراق وسوريا ولبنان  واليمن استطاعت إيران النفاذ من خلال بعض تلك المكونات الطائفية إلى قلب تلك الدول وزعزعت استقرارها وأفشلت بعضها ووصلت إلى ما وصلت إليه  .
 
الواقع أصبح يصرخ لنا بصوت جهور بأنه حان الوقت لقطع يد العبث الإيرانية في المنطقة ، قطع يد دولة الملالي والعمائم السوداء يجب أن تكون أولوية كل شعوب وأنظمة المنطقة لا مهمة بعض الدول بعينها المتصدية لهذا الخطر أو بعض مكونات الشعوب العربية دون غيرها .
 
تمتين الجبهات الداخلية للدول االعربية وتعظيم الروح الوطنية والشعور القومي العربي  وإضعاف الشعور الطائفي والهوية الطائفية التي تستغلها إيران في النفاذ إلى قلب العواصم العربية وسن قوانين مكافحة العنصرية والطائفية والكراهية الدينية لمكافحة بعض القيادات والزعامات للطوائف المدفوعين من إيران  .
 
قد يكون من المهم حتى يتم تقليم اظافرالعبث الإيراني سياسيا في المنطقة دعم ساسة وثوار العراق للعمل على تحويل العراق إلى نظام الحكم الفدرالي بكامل أقاليمه بحيث يكون للسنة العرب مناطق حكم ذاتي لديها حاكمها وميزانتيها وقيادتها وتتبع إلى الحكومة المركزية في الجيش وتوزيع ثروات البلاد فقط ، الحكم الذاتي سيعزز نمو وتقدم العراق ويضعف التدخل الإيراني في العراق  بكليته ، ومن المهم أيضا لمنع إيران من إيجاد موطئ قدم في سوريا هو التعاون مع كل الدول ودعم كل القوى المعتدلة التي تسعى لإسقاط الأسد كخطوة  أولي  للحل في سوريا ولقطع الطريق عل الوجود الإيراني مستقبلا في بلد عربي أخر.
 
المهمة الأكثر حيوية هو إضعاف جميع الأحزاب والميليشيات - وخاصة حزب لله وميليشيات القتل الطائفية في العراق -  التي توالي  الدولة الفارسية في المنطقة العربية وان يتم التضييق عليها ومحاصرتها وتجفيف منابع التمويل لها وان يتم التعاون العربي المشترك في هذا المضمار وصولا إلى مرحلة التصفية لهذا التشوهات والثواليل السرطانية في جسد هذا الوطن وهذه الأمة.
 
دعم مسار الانحياز إلى الشرعية في اليمن والالتفاف حولها والوقوف ضد الحوثي والميليشيات الطائفية والاحتضان الشعبي لمشروع الضربات العسكرية لهذه المليشيات لتكون هذه المعركة باكورة  التموضع العربي مجددا في طرد المشروع الفارسي إلى خارج أسوار البيت العربي .
 
قد لا يكون في وارد العرب التدخل في شؤون الدول الخارجية من باب احترام سيادة الدول  وحسن الجوار إلا أن إيران إن بقيت تمارس كل تلك الجرائم وتحاول  النفوذ إلى الدول العربية  وزعزعة استقرارها سيكون من المهم رد الاعتداء والمعاملة  بالمثل إذ أن إيران  دولة  تحتوي أعراق وطوائف مختلفة وتعاني من وضع داخلي هش يمكن العبت به  ،  فمن بيته من زجاج لا يرمي  الناس  بالحجار يا عمائم إيران الملطخة بالطائفية. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد