الأردن بعين العاصفة والحكومة خارج التغطية

mainThumb

10-11-2015 12:43 PM

حتى اليوم تثبت لنا الأحداث أن الأردن ليس لديه أي قوة أو مناعة أمام أي حوادث أو كوارث طبيعية قد تحدث بأي لحظة لا سمح الله ، ولعل الفيضانات الأخيرة التي تعرضت لها عاصمتنا عمان قد نزعت حتى ورقة التوت التي تتستر بها الحكومة ، ومجلس إفتاءها النواب .

 
 ساعات معدودة تحولت بعض المناطق في عمان لبرك مائية غطت السيارات ، ولا شك أن الكثير من المواطنين تعرضوا لأضرار مادية جسيمة ، وهناك مواطن من دولة شقيقة فقد ولديه ، ولكن كانت هناك رسالة وما أكثر الرسائل التي تثبت أن الأردن فاقدا لأي مناعة ضد أي حالة طارئة سواء من كوارث الطبيعة أو غيرها ، إذا كانت زخات من الأمطار لم تتجاوز الساعة فعلت ما شاهده العالم بالصورة والصوت فكيف الحال لو حدثت كوارث طبيعية من نوع آخر لا سمح الله .
 
لذلك المسؤولية ليست على جهة أمانة عمان وحدها وهي كلها تقصير ، ولكن الخلل في البنية السياسية للدولة الأردنية ذاتها التي أثبتت فسادها والحكومات المتعاقبة لم تهتم إلا ما هو ديكورات ولم تبني بنية تحتية حقيقية لأجل استيعاب أي أحداث غير طبيعية ومنها الأمطار ، حيث يضع المواطن الأردني يده على قلبه كلما جاء فصل الشتاء تحسبا وبخبرته أن الحياة قد تتوقف إذا كانت هناك أمطار قوية ، مع أن الأصل أن تكون هناك بنية تحتية لذلك كما هو الحال في كل الدول التي تعمل لأجل وطنها لأنها تعرف أن هناك شعوب ستحاسبهم على أي أخطاء أو تقصير .
 
 ولكن في حالتنا الأردنية كل الحكومات تعرف أنه لا سلطة تشريعية فعالة تحاسبها فهي من يضع القوانين لإفراز من تريد من السلطة التشريعية ممثلة  بالمرحوم مجلس النواب الذي هو غير مجود عبّر تاريخ الأردن ، اللهم لو استثنينا بعض الديكورات من أعضاء السلطة التشريعية لأجل إنجاح المسرحية الهزيلة التي نعيشها منذ الانقلاب الرجعي على أول وآخر حكومة وبرلمان شرعيين كانوا عام 1956م ، أما بعد ذلك فكله هتاف من تحت اللحاف .
 
لو كان أمين عمان كما يسمونه وكل أعضاء مجلس الأمانة جاءوا بالانتخاب الديمقراطي الصحيح لعرفوا قيمة المسئولية على كاهلهم وأولهم أمين عمان ولكن هو وغيره جاءوا بقرار وكلما ارتفع  صوت منتقد لهم ولتقصيرهم يختبئوا خلف صورة الملك ويقولوا بأنهم جاءوا بإرادة ملكية وأنهم ينفذوا رؤية الملك وهكذا كل المسئولين الأردنيين تماما كما حدث في إنشاء فوضوية العقبة التي أصبحت جثة تنتظر القرار الشجاع لدفنها والاعتراف بالفشل قبل أن تفرض الحقائق نفسها والبوادر بذلك كثيرة .
 
 حدثني صديق قام  بزيارة لماليزيا وصدف أن كان هناك نزول غزير للأمطار ولم تحدث أي خلل بالتوازن وكانت الحياة تسير بشكل طبيعي جدا بسبب وجود بنية تحتية صحيحة ولكن في حالتنا أمين عمان وطاقمه كل همهم إقامة الديكورات الخارجية المزيفة التي سرعان ما تسقط أمام زخات من المطر .
 
وعلى ذلك دعونا نرفع صوتنا عاليا كفى استهتارا بالشعب وأقترح على كل متضرر إقامة دعوة قضائية على أمانة عمان تحديدا لفشلها وما ذنب المواطن العربي الذي فقد ولديه  ، وكان التبرير الاستفزازي لأمين عمان لماذا يسكن في التسوية ؟؟؟!! وما ذنب المواطن الأردني لينكب بأضرار ماليه قد تكلفه الكثير ، باختصار وطننا بلا أي مناعة ضد الأحداث ، والكوارث الطبيعية التي تحدث في أي لحظة لا سمح الله ولذلك ارفعوا صوتكم وطالبوا بالتغيير قبل فوات الأوان ، ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد