الانتفاضة بين بطش العدو وتآمر الأشقاء

mainThumb

16-11-2015 01:24 PM

انطلقت الانتفاضة الفلسطينية المباركة وليس جديدا أو مستغربا انطلاقها فقد بلغ السيل الزبى وفاض الكيل الفلسطيني الذي لا يوجد في العالم شعب قدم لوطنه ما قدمه شعبنا في فلسطين ، وإذا كانت هناك معايير للمعجزات الحقيقية فالشعب العربي في فلسطين بصموده الأسطوري هو إحدى تلك المعجزات ، وكلما ظن العدو أنه سيطر وتمكن ، يفاجأ بما لا يعتقده ولا يظنه حتى في أسوأ أحلامه ، وكلما اعتقدت الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا أنها تمكنت من شعبنا واحتواء صموده وذلك بالتقرب من بعض قادته وإغرائهم أو اغتيالهم يفاجئ بأن كل طفل وطفله في هذا الشعب العظيم هو قائد ومشروع شهيد .
 
حاولوا عبر أوسلو احتواء منظمة التحرير من خلال الشهيد ياسر عرفات ولكن أبو عمار رحمه الله انتبه لتلك المؤامرة وغلطته الكبرى في أوسلو واستشهد وهو يقاوم ومحاصر عبر الاحتلال والخونة من عملاء الموساد ، وجاء محمود عباس الذي فرض على عرفات من أمريكا والكيان الصهيوني بمشروع آخر مساوما ليس للمقاومة مكانا به ولا دور وشيء طبيعي أن يسقط ويأتي  بديلا وفلسطين بلد ولو أنها تحت الاحتلال ولكنها لا تقبل الفراغ ، لذلك جاءت حركة حماس بانتخابات ديمقراطية وأمر طبيعي ولأن خط حماس غير واضح أن يكون هناك الانقسام الذي تعاني منه الساحة الفلسطينية اليوم  كون الطرفين فتح وحماس اعلنتا كلاهما تمسكهم بالسلطة رغم أنها سلطة تحت الاحتلال .
 
وجاءت الانتفاضة الباسلة اليوم لتكون بمثابة القاسم المشترك لكل وطني حر بفلسطين همه الاستقلال أولا وثم العودة للشعب في قضية الحكم ومن يدير الدولة ، ومن المؤسف أن منظمة التحرير المهيمن عليها من جناح محمود عباس وليست كل حركة فتح لا تزال تبيع أوهام السلام رغم أن الصهاينة نعوه وداسوا على ما تبقى منه حبرا بأحذيتهم الغليظة .
وعلى الجانب الآخر لم تقدم حماس مشروعا جديا لأجل المصالحة وأصبحت السلطة سلطتان برام الله وغزه وكلاهما ما يريده الاحتلال ويسعى إليه .
 
اليوم ومع انطلاقة الانتفاضة أو الثورة الفلسطينية الجديدة ما نأمله من أحرار وشرفاء حركتي فتح وحماس إنهاء الانقسام الداخلي والعودة للشعب وخياره الذي حدده بالمقاومة والصمود والتضحيات حتى يتمكن من تحرير كامل التراب الفلسطيني من بحره لنهره ، وقد أثبت العدو الصهيوني لكل المراهنين على سلام المقبور أنور السادات وأتباعه أنه لا يريد السلام وأطماعه تمتد لكل الوطن العربي انطلاقا من المزاعم بوعد الله لهم في الأرض التي تمتد من الفرات إلى النيل .
 
لذلك هؤلاء الصهاينة منسجمين مع قناعتهم وصادقين مع أنفسهم للأسف بأن هذه الأرض العربية من المحيط إلى الخليج وطنا لهم ، ولكن المشكلة بأنظمتنا السياسية فهل يعقل أن هناك جهات عربية رسمية تمد اليوم يد العون لنتنياهو لأجل وأد الانتفاضة بعد أن أصبح الكيان حليفا لهم ضد الدولة السورية بقيادة بشار الأسد وعونا لهم بعدوانهم الإجرامي على اليمن الشقيق وقصف وتدمير آثاره وحضارته التي تعد من اعرق الحضارات الإنسانية وهذا من أسرار حقد الإعراب الخونة على هذا البلد الشقيق الذي يريدون إرجاعه لعصر ما قبل التاريخ ، ولذلك ليس مستغربا أن قائدة الحلف العربي المزعوم أصبحت المستورد الأول للطائرات من الكيان الصهيوني ودول أوروبية وبالطبع أمريكا أولا لديهم ، هؤلاء لهم مصلحة في وأد الانتفاضة ضد حليفهم الكيان الصهيوني الذي أثبت عجزه أمام عمالقة الحجارة هذه الانتفاضة أو الثورة ستبقى مستمرة سواء بالمواجهات التي سوف تتصاعد وربما تخف حسب الظروف ولكن الصراع لن ينتهي والمقاومة ستبقى الخيار الوحيد لشعبنا المناضل بفلسطين بعد إفلاس كل الرهان على مشروع ما يسمى بالسلام وخيار الأنظمة المنبطحة الاستراتيجي كما يزعم منظروا .
 
 وأعظم ما يمكن تقديمه للثورة والصمود الفلسطيني التاريخي هو محاربة التطبيع أولا وطرد الجواسيس الصهاينة من البلاد العربية تحت أي مسمى كان من سفير لتاجر كما هو في دويلات الظمأ والملح الناطقة بالعربية .
 
والشعب الفلسطيني لم يخذل المراهنين عليه وعلى هذا الأساس دعم الانتفاضة أو الثورة المباركة واجب وطني وقومي وديني وأخلاقي لدى كل العرب مسلمين ومسيحيي على السواء وأحرار العالم ، خاصة بعد إن رأينا المقاطعة تنتشر في كثير من دول العالم بما فيها الأوروبية لكل ما هو صهيوني ودعم شعبنا وصموده لا يتطلب الصراخ والتنفيس بالشارع على طريقة خيبر خيبر يا يهود ، وهذا ما تريده الأنظمة الوظيفية ولكن يجب أن يكون هناك برنامج عمل لكل القوى الوطنية والنقابية والشرفاء من نشطاء الوطن وما أكثرهم بعيدا عن الطابور الخامس المتطفل على العمل الوطني .
 
ثورة السكاكين والحجر هي أعظم ما أنتجته الأمة العربية وطلائعها الفلسطينيين من حضور في ظل وضع عربي ينهار ويدمر من كل جانب وهذه الثورة أو الانتفاضة هي من أعاد للشارع العربي والفلسطيني تحديدا حيويته ووحدته وهذا هو الأصل ، إلا من كانوا ضد أنفسهم قبل وطنهم وأمتهم .
 
الانتفاضة كشفت عورات الكثير من الأنظمة العربية ومثقفيها كما عرت دعاة جهاد النكاح في سوريا الذين لم يخجلوا من أنفسهم ومن الدماء الطاهرة التي تدافع عن أقدس مقدسات الأمة ، وقال كبيرهم ويدعى يوسف القرضاوي بفتوى عبر جريدة الوطن القطرية ، بان الجهاد في فلسطين مؤجل لحساب الجهاد إياه في سوريا ، والثورة الفلسطينية ستستمر عسكريا وسياسيا والمقاومة هي التي ستكون خيار الأمة الوحيد .
 
رحم الله شهدائنا في فلسطين وكل من رفع رآية الجهاد والمقاومة بهدف وحدة الأمة وعزتها وكرامتها الذي يمر عبر فلسطين وتحريرها ، وتحية لشعبنا العربي في أم الشهداء فلسطين وسوريا الدولة الممانعة وقيادتها الوطنية ممثلة بالرئيس الدكتور بشار الأسد .
 
المجد والخلود للشهداء الأبرار ، ولا نامت أعين الجبناء .  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد