يوم الخميس الماضي العاشر من ديسمبر كانون أول، احتفل العالم بالذكرى الـــ66 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وسط الكثير من التساؤلات عن مدى جدوى وقيمة ذلك الإعلان ألأممي الذي أجمعت عليه البشرية ليكون بمثابة مبادئ وقيم إنسانية المفترض أن تكون ملزمة لكل الأطراف في العالم ، خاصة من أوجدها وناد بها هم المنتصرون .
وما الفائدة والجدوى منها إذا كان أول من خرقها هم دعاتها أنفسهم ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية التي قتلت من البشر بعد ذلك الإعلان الملايين ، في فيتنام أكثر من 2 مليون وفي العراق أكثر من مليون ونصف مليون، ناهيك عن جرائم حلفائها من دول الاستعمار القديم خاصة فرنسا التي يسمونها رمز ما يسمى بالحضارة والمدنية وحقوق الإنسان وهي التي قتلت في حرب التحرير الجزائرية فقط أكثر من مليون ونصف مليون إنسان وبريطانيا ليست بعيدة عنها في القتل والإجرام وتقسيم الأوطان .
لذلك ما الجدوى من حقوق الإنسان التي أقرها ذلك الإعلان التاريخي من 31 مادة لم يطبق منها بكل أسف شيئا يذكر بل واستخدمت من قبل القتلة من تجار الحروب أسوأ استغلال سياسي لتصفية الحسابات مع الدول ذات الاستقلال الحقيقي في وطننا العربي التي ترفض الهيمنة الامبريالية حيث نجد كل ضحايا الامبريالية والصهيونية من الدول التي تعارض الهيمنة الصهيو أمريكية على المنطقة والعالم وفي وطننا العربي تحديدا بدءا من التآمر على مصر الثورة وقائدها جمال عبد الناصر وقبل ذلك احتلال فلسطين ودعم الصهاينة حيث لحق بفلسطين العراق عام 2003م ، وليبيا عام 2011م ، ولا زالت سوريا في قلب العاصفة وعليها حرب كونية ثالثة من تجار الحروب وحقوق الإنسان وعملائهم الخونة في المنطقة.
إذا حقوق الإنسان الذي أقرته كل الشرائع الأرض والسماء على السواء وأعظمها ما قاله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي اله عنه في عبارته التاريخية (متى استعبدتم الناس ولقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) لذلك حقوق الإنسان وكرامته هي جزء من ثقافتنا وتاريخنا ولم تعرف بلادنا العربية التعصب بالعصر الحديث إلا مع الاستعمار القديم ووريثه الجديد والأنظمة العميلة التي أوجدها .
فمثلا متى عرفت مصر أكبر بلد عربي ذات الحضارة والتاريخ الإنساني الممتد سبعة الآف عام، التعصب إلا بعد وصول أنور السادات العميل الصهيو أمريكي للسلطة ودسه على ثورة 23 يوليو المجيدة ومتى عرفت سوريا الكبرى التعصب إلا بعد اتفاقية سايكس بيكو المشئومة التي قسمتها لأربعة أجزاء وثم التآمر على فلسطين بمنحها للصهاينة والتآمر على قلبها الشام بالثورة المزعومة 2011م ، ومتى عرف العراق الفتن والطائفية إلا بعد الاحتلال الانجلو الأمريكي الصهيوني .
حقوق الإنسان للأسف أصبحت اليوم تجارة ووسيلة ابتزاز لكل الدول التي تعارض الهيمنة الامبريالية الصهيو أمريكية ، انظروا لحجم الغضب الغربي والأمريكي لمجرد عودة روسيا القوية للمنطقة والقلق الذي وصل لدرجة الشطط السياسي من الصين اقتصاديا ومن الهند أيضا التي تعرضت هي الأخرى لاقتطاع جزئين منها أصبحتا أعضاء بالأمم المتحدة وهم باكستان وبنغلادش .
وبالمناسبة وطننا العربي يعاد اليوم محاولة تقسيم حتى المقسم منه بعد صناعة ما يسمى بالربيع العربي المزعوم ، لذلك ليس أمامنا إلا الصمود ومد اليد للأصدقاء في العالم لآجل تفعيل ذلك الإعلان ألأممي التاريخي الذي أجمعت عليه البشرية ليكون ميثاقا للإنسان وحقوقه في كل زمان ومكان .
وبعد ما ابلغ المناضلة الماركسية لورا لكسمبورغ عندما قالت ( العالم اليوم أمام طريقين لا ثالث لهما الاشتراكية ذات البعد الإنساني أو الهمجية ) ولا عزاء للصامتين .