الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

mainThumb

14-12-2015 09:42 PM

يوم الخميس الماضي العاشر من ديسمبر كانون أول، احتفل ‏العالم بالذكرى الـــ66 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وسط ‏الكثير من التساؤلات عن مدى جدوى وقيمة ذلك الإعلان ‏ألأممي الذي أجمعت عليه البشرية ليكون بمثابة مبادئ وقيم ‏إنسانية المفترض أن تكون ملزمة لكل الأطراف في العالم ، ‏خاصة من أوجدها وناد بها هم المنتصرون .‏
 
‏ وما الفائدة والجدوى منها إذا كان أول من خرقها هم دعاتها ‏أنفسهم ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية التي قتلت من البشر ‏بعد ذلك الإعلان الملايين ،  في فيتنام أكثر من 2 مليون وفي ‏العراق أكثر من مليون ونصف مليون، ناهيك عن جرائم حلفائها ‏من دول الاستعمار القديم خاصة فرنسا التي يسمونها رمز ما ‏يسمى بالحضارة والمدنية وحقوق الإنسان وهي التي قتلت في ‏حرب التحرير الجزائرية فقط أكثر من مليون ونصف مليون ‏إنسان وبريطانيا ليست بعيدة عنها في القتل والإجرام وتقسيم ‏الأوطان .‏
 
لذلك ما الجدوى من حقوق الإنسان التي أقرها ذلك الإعلان ‏التاريخي من 31 مادة لم يطبق منها بكل أسف شيئا يذكر بل ‏واستخدمت من قبل القتلة من تجار الحروب أسوأ استغلال ‏سياسي لتصفية الحسابات مع الدول ذات الاستقلال الحقيقي في ‏وطننا العربي التي ترفض الهيمنة الامبريالية حيث نجد كل ‏ضحايا الامبريالية والصهيونية من الدول التي تعارض الهيمنة ‏الصهيو أمريكية على المنطقة والعالم وفي وطننا العربي تحديدا ‏بدءا من التآمر على مصر الثورة وقائدها جمال عبد الناصر ‏وقبل ذلك احتلال فلسطين ودعم الصهاينة حيث لحق بفلسطين ‏العراق عام 2003م ، وليبيا عام 2011م ، ولا زالت سوريا في ‏قلب العاصفة وعليها حرب كونية ثالثة من تجار الحروب ‏وحقوق الإنسان وعملائهم الخونة في المنطقة.‏
 
إذا حقوق الإنسان الذي أقرته كل الشرائع الأرض والسماء على ‏السواء وأعظمها ما قاله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي ‏اله عنه في عبارته التاريخية (متى استعبدتم الناس ولقد ولدتهم ‏أمهاتهم أحرارا) لذلك حقوق الإنسان وكرامته هي جزء من ‏ثقافتنا وتاريخنا ولم تعرف بلادنا العربية التعصب بالعصر ‏الحديث إلا مع الاستعمار القديم ووريثه الجديد والأنظمة العميلة ‏التي أوجدها .‏
 
‏ فمثلا متى عرفت مصر أكبر بلد عربي ذات الحضارة والتاريخ ‏الإنساني الممتد سبعة الآف عام، التعصب إلا بعد وصول أنور ‏السادات العميل الصهيو أمريكي للسلطة ودسه على ثورة 23 ‏يوليو المجيدة ومتى عرفت سوريا الكبرى التعصب إلا بعد ‏اتفاقية سايكس بيكو المشئومة التي قسمتها لأربعة أجزاء وثم ‏التآمر على فلسطين بمنحها للصهاينة والتآمر على قلبها الشام ‏بالثورة المزعومة 2011م ، ومتى عرف العراق الفتن والطائفية ‏إلا بعد الاحتلال الانجلو الأمريكي الصهيوني .‏
 
حقوق الإنسان للأسف أصبحت اليوم تجارة ووسيلة ابتزاز لكل ‏الدول التي تعارض الهيمنة الامبريالية الصهيو أمريكية ، ‏انظروا لحجم الغضب الغربي والأمريكي لمجرد عودة روسيا ‏القوية للمنطقة والقلق الذي وصل لدرجة الشطط السياسي من ‏الصين اقتصاديا ومن الهند أيضا التي تعرضت هي الأخرى ‏لاقتطاع جزئين منها أصبحتا أعضاء بالأمم المتحدة وهم ‏باكستان وبنغلادش .‏
 
وبالمناسبة وطننا العربي يعاد اليوم محاولة تقسيم حتى المقسم ‏منه بعد صناعة ما يسمى بالربيع العربي المزعوم ، لذلك ليس ‏أمامنا إلا الصمود ومد اليد للأصدقاء في العالم لآجل تفعيل ذلك ‏الإعلان ألأممي التاريخي الذي أجمعت عليه البشرية ليكون ‏ميثاقا للإنسان وحقوقه في كل زمان ومكان .‏
 
وبعد ما ابلغ المناضلة الماركسية لورا لكسمبورغ عندما قالت ( ‏العالم اليوم أمام طريقين لا ثالث لهما الاشتراكية ذات البعد ‏الإنساني أو الهمجية ) ولا عزاء للصامتين .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد